وشدد المتوكل إثر اجتماعات تعقدها المعارضة بهدف تأليف مجلس انتقالي، أن المشكلة التي كانت تعيق الدخول في الحوار تتمثّل في قرار السلطة القائمة بأن السلطة الكاملة قد انتقلت إلى الرئيس بالإنابة عبد ربه منصور هادي، متحدثاً عن وجود مؤشرات اليوم «تدل على أن مراكز القوة في السلطة قد أدركت أن التغيير أمر لا مناص منه»، مشيراً بذلك إلى «البيان الذي أصدره رئيس الحرس الجمهوري أحمد علي عبد الله صالح، الذي أعطى مؤشراً بالقبول المبدئي بانتقال السلطة الكاملة إلى النائب، والقبول أيضاً بما يجري من حوارات مع المعارضة والمجتمع الدولي، وبإشراف نائب الرئيس».
ودعا المعارض اليمني إلى عدم التشكيك في هذه المرحلة بالجهد الدولي والإقليمي، مشيراً الى أن مساعيهم من حيث المبدأ تهدف إلى الإقرار بانتقال السلطة وبناء الدولة الحديثة، ويسعون إلى قبول كل الأطراف المشاركة في صناعة المستقبل دون إقصاء أحد.
في المقابل، حذر رئيس الدائرة الإعلامية في حزب المؤتمر الشعبي طارق الشامي، المعارضة من تأليف مجلس انتقالي، مشيراً إلى أنه سيكون «مجلساً انقلابياً ولن يكون له شرعية على الإطلاق، ويسعى إلى إثارة الفوضى والتخريب»، متهماً مشروع المعارضة بأنه «سيشجع وجود القاعدة في اليمن، وإثارة الفوضى».
في موازاة تجدد التجاذب بين المعارضة والحزب الحاكم، وجه التكتل المدني لشباب الثورة اليمنية «ثبات» اليوم نداء استغاثة إلى الأمم المتحدة، دعاها فيه الى إنقاذ اليمنيين مما وصفه بالإبادة الجماعية التي يرتكبها النظام.
واتهم التكتل في نداء وجهه الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، «النظام الاستبدادي» بتنفيذ حصار مطبق على المدن، وقصف مدن وقرى آهلة بالسكان المدنيين بالطائرات والمدفعية والصواريخ والدبابات، ما تسبب بمقتل المئات ونزوح جماعي.
وبعدما رأى التكتل أن عمليات القصف المدفعي والطيران تسببت بكارثة إنسانية كبيرة تنذر «بانهيار تام لكل مقومات العيش في البلد بالكامل، بسبب الممارسة القمعية المفرطة للنظام الإجرامي الذي فقد أي مشروعية له بالمطلق»، طالب الأمين العام للأمم المتحدة بفرض عقوبات صارمة على النظام اليمني وتجميد أمواله، وإصدار قائمه عقوبات بحق مرتكبي جرائم الإبادة وإحالة الملف إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وفي السياق، شهدت مدينة تعز، جنوب صنعاء، اشتباكات عنيفة أول من أمس، بين قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس علي عبد الله صالح وقبائل معارضة الى جانب قوات عسكرية منشقة.
وأكد الشهود أن قوات الحرس الجمهوري قصفت قرى شمال المدينة، التي تعد من أكبر مدن اليمن، واشتبكت لليوم الثالث على التوالي مع مسلحين قبليين معارضين للنظام، إلى جانب مجموعة من العناصر الأمنية التي أعلنت انحيازها للثورة.
(يو بي آي، أ ف ب)