بدا في اليومين الماضيين أنّ معركة إقليمية خفية تدور حول الفوز بصداقة «مصر الجديدة»، تحديداً بين إيران من جهة، وبعض دول الخليج من جهة أخرى.
ففيما أنهى رئيس الحكومة المصرية عصام شرف، اليوم، زيارته الإماراتية بمساعدة قيمتها 3 مليارات دولار، حصل انفراج جديد على صعيد العلاقات المصرية ـــــ الإيرانية، حين رحّبت وزارة الخارجية الإيرانية برغبة شيخ الأزهر أحمد الطيب زيارة إيران، معربة عن الاستعداد لوضع الخبرات النووية المحلية السلمية بتصرف الدول الصديقة، كمصر لتحقيق التطور والتنمية. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» عن المتحدث باسم الخارجية رامين مهمانبرست قوله إن طهران «مستعدة لوضع خبرتها النووية المحلية التي تحققت على أيدي الشبان الإيرانيين، بتصرف الدول الصديقة، بما فيها مصر، لاستخدامها في تحقيق التطور والتنمية».
بدوره، أعلن وزير الخارجية المصري محمد العرابي أن السياسة الخارجية لبلاده «تعبر عن رأي الشعب لا الحاكم». وقال العرابي، في حديث نشرته صحيفة» الأهرام»، أن «السياسة الخارجية الحالية للقاهرة تعبّر عن رأي الشعب لا الحاكم، فشعب مصر هو صاحب الإرادة، ونحن الآن في عصر الشعوب»، كما أوضح العرابي أن العلاقات المصرية ـــــ الإسرائيلية علاقات عادية مثل علاقة مصر بأي دولة أخرى غير عربية، «ولا شك أن إسرائيل حريصة بنفس القدر على وجود مصر في حالة سلام معها». غير أنّ نائب رئيس الحكومة المصرية، يحيى الجمل، رأى أن هناك قوى لا تريد لمصر الاستقرار مثل الولايات المتحدة وإسرائيل وقوى النظام السابق الممثلة في المجالس المحلية المنحلة، وبعض أعضاء مجلس الشعب السابق في الداخل.
أما في ما يتعلق بالملفات المصرية الداخلية الساخنة، فلم ينتظر الجيش المصري سوى ساعات ليبثّ رسالة تشكك في تصريح عصام شرف، أمس، عن أنّ الانتخابات البرلمانية المصرية ستجري في أواخر أيلول المقبل. فقد كشف مصدر عسكري أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية الحاكم «لم يقرر بعد ما إذا كان سيؤجل الانتخابات البرلمانية المقررة في شهر أيلول». وقال المصدر العسكري لوكالة «رويترز» إن موضوع الانتخابات وتأجيلها «أمر لم يتقرر».
وفي السياق، التقى رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، نائب رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، سامي عنان، مع رؤساء 15 حزباً سياسياً في القاهرة، حيث انحصر النقاش في الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة والأزمة الطائفية في البلاد.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)