اعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن رفضها الانتقادات التي وجهتها السلطات السورية للسفير الامريكي في دمشق روبرت فورد، بسبب زيارته لمدينة حماة التي تشهد واحدة من أضخم المظاهرات المنادية بسقوط الرئيس بشار الأسد، وأكدت أن دمشق كانت على علم مسبق بالزيارة وان موكب الدبلوماسي الامريكي مر عبر الحواجز العسكرية بعد إخطار وزارة الدفاع السورية، واعتبرت اتهام دمشق للسفير بتشجيع المظاهرات بأنه 'هراء'.
ونقل موقع شبكة 'سي ان ان' عن فيكتوريا نولاند الناطقة باسم الخارجية الأمريكية يوم الجمعة 8 يوليو/تموز تأكيدها إن السفير فورد وصل حماة الخميس، حيث أجرى لقاءات مع 'مواطنين عاديين' في الشارع.
وقالت نولاند: 'لقد قام السفير الجمعة بالمرور في الشوارع للقاء السكان، وكان الناس مجتمعين في إحدى الساحات وسرعان ما أحاطت بسيارته مجموعة من المتظاهرين الودودين الذين قاموا بوضع الزهور وأغصان الزيتون على السيارة، وهتفوا بسقوط النظام'.
وأشارت نولاند إلى أن فورد قرر مغادرة المكان وعدم الترجل من السيارة كي لا يصبح التركيز على هذا الحدث لأن الزيارة تهدف إلى 'التأكيد بأن الأمر لا يتعلق بنا، بل بحقوق المواطنين السوريين'.
واضافت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية بأن موكب فورد خرج من حماة 'بمواكب ودودة من شبان كانوا على دراجاتهم النارية'.
هذا ونددت نولاند بالمواقف التي أعربت من خلالها السلطات السورية عن استيائها من الزيارة، وأكدت أن السفير فورد 'أعلم السلطات السورية مسبقاً ومر عبر القنوات الحكومية'.
وتابعت: 'لقد قامت السفارة الأمريكية بإعلام وزارة الدفاع السورية بالزيارة قبل حصولها، وقد مرت السيارة عبر الحواجز الأمنية'، كما اعترفت بأن زيارة السفير الى حماة كانت 'جريئة' ولكنها اعتبرت أن اتهامات السلطات السورية له بإذكاء نار المظاهرات 'مجرد هراء'.
وكانت السلطات السورية قد اتهمت فورد بتحريض من وصفتهم بـ'المخربين' على العنف والتظاهر ورفض الحوار مع الحكومة، كما اعتبرت أن زيارته لمدينة 'حماة'، تعد دليلا على تورط الولايات المتحدة بالأحداث الجارية في سورية.
وقالت وزارة الخارجية السورية إن 'وجود السفير الأمريكي في مدينة حماة، دون الحصول على الإذن المسبق من وزارة الخارجية، وفق التعليمات المعممة مرارا على جميع السفارات، دليل واضح على تورط الولايات المتحدة بالأحداث الجارية في سورية، ومحاولتها التحريض على تصعيد الأوضاع التي تخل بأمن واستقرار سورية'.
وجاء في بيان صدر عن الوزارة الجمعة إن 'سورية إذ تنبه إلى خطورة مثل هذه التصرفات اللا مسؤولة، تؤكد، وبصرف النظر عن هذه التصرفات، تصميمها على مواصلة اتخاذ كل الإجراءات الكفيلة باستعادة الأمن والاستقرار في البلاد'.
كما أصدرت وزارة الداخلية السورية بيانا بشأن الزيارة ذاتها، جاء فيه أنها 'تراقب عن كثب أعمال الشغب والعنف التي تقوم بها بعض المجموعات التخريبية في مدينة حماة، وتعمل على معالجتها، وقد استغربت وصول السفير الأمريكي إلى مدينة حماة، بشكل يتعارض مع الأعراف الدبلوماسية'.
وأشارت الداخلية السورية إلى أن السفير فورد تمكن من الوصول إلى حماة 'رغم وجود الحواجز التي يسيطر عليها المخربون، وقطع الطرقات، ومنع المواطنين من الوصول إلى أعمالهم ووظائفهم'، وتابعت أن 'السفير الأمريكي التقى في حماة، ببعض هؤلاء المخربين، وحضهم على التظاهر والعنف ورفض الحوار'.
واعتبر البيان أن زيارة فورد لحماة تشكل 'تحريضا على استمرار العنف، وعدم الاستقرار، ومحاولة لتخريب الحوار الوطني الجاري بين القوى الوطنية الشريفة، وتعميقا للشقاق والفتنة بين أبناء الشعب السوري الواحد، الذي يرفض رفضا قاطعا مثل هذا التحريض الأجنبي، ويستنكره بشدة'.