2016.. عام (الحراك) في (التعليم العالي) بانتظار التنفيذ

السبت , 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2024

2016.. عام (الحراك) في (التعليم العالي) بانتظار التنفيذ

03-01-2017 12:40 AM
كل الاردن -
شهد العام 2016 «محطات» مفصلية في قطاع التعليم العالي كانت محط اهتمام الرأي العام على اختلاف مستوياته.

وغلب على تلك المحطات مشهد يتعلق بقضايا «وقتية» متربطة بتعيينات قيادات عليا في القطاع، التي اخذت الحيز الاكبر، فتسلم حقيبة وزارة التعليم العالي اربعة وزراء.

كما شهد العام الماضي تغيير رؤساء جامعات بانتهاء مدة ولايتهم الاولى (اربع سنوات)، وإعادة تعيين رئيس جامعة واحد لولاية ثانية مدتها اربع سنوات ايضا، وأخذ هذا الملف حيزا واسعا من النقاش على المستوى المجتمعي والاكاديمي تحديدا.

وتبع تلك التغييرات، شغور مواقع منها صندوق دعم البحث العلمي، بعدما تم تعيين مديره السابق رئيسا لجامعة البلقاء التطبيقية، بالاضافة الى شغور موقع امين عام الوزارة، بعد انتهاء عقد الامين السابق الدكتور هاني الضمور.

كما شهد العام الماضي، «محطة» تغيير لأعضاء مجلس التعليم العالي، والتي اطلق عليها انذاك «الاعضاء المقالون»، حيث شهد الملف «اخذا وردا» بين الاعضاء المقالين ورئيس المجلس، وزير التعليم العالي والبحث العلمي انذاك الدكتور لبيب الخضرا، واخذت منحى «الاتهامية».

ورغم ان تلك المحطات المتعلقة بالتعيينات، اخذت الحيز الاكبر من المناقشات، إلا أن هنالك محطات، تشكل خطوة اولى لتطوير قطاع التعليم العالي، وابرزها إعلان توصيات اللجنة الملكية لتنمية الموارد البشرية، التي امر جلالة الملك عبدالله الثاني بتشكيلها، لتكون عابرة للحكومات، والتي تحمل في ثناياها، إعادة هيكلة للقطاع بشكل تراكمي وتكاملي وفق خطط زمنية.

وشاركت جلالة الملكة رانيا العبدالله بالعديد من النشاطات واللقاءات والندوات الحوراية، بحضور متنوع من طلبة ومختصين ومعنيين من مختلف القطاعات الخاصة والصناعية والرسمية، وشهدت حلقات النقاش، عملية عصف ذهني صريح وواضح ومكاشفة، وصولا الى إجماع بضرورة التطوير والنهوض، إذ ان حضور ومشاركة جلالة الملكة شكل دعما حقيقيا لمختلف الجهات، خصوصا رؤية جلالة الملكة للتطوير تنطلق من تشخيص وتقييم لواقع الحال ومحاكاة للتطلعات المستقبلية للشباب الاردني.

الى جانب: وضع اسس وتعليمات قبول جديدة للمكرمة الملكية السامية لأبناء العشائر في مدارس البادية الأردنية والمدارس ذات الظروف الخاصة، حيث اصبحت تنفذ من قبل لجنة تنسيق القبول الموحد المنبثقة عن مجلس التعليم العالي، بالاضافة الى إعادة تشكيل اللجنة المشرفة على المكرمة الملكية.

وتماشيا مع توصيات اللجنة الملكية لتنمية الموراد البشرية اطلق برنامج الدبلوم الفني الذي يعالج اوضاع الطلبة الذين لم يتسن لهم النجاح في الثانوية العامة، من خلال جامعة البلقاء التطبيقية، حيث التحق طلبة في البرنامج من خلال كليات تابعة للجامعة واخرى خاصة، بإشراف جامعة البلقاء التطبيقية.

ويهدف برنامج «الدبلوم الفني» الى الحاق الطلبة ببرامج فنية تطبيقية تؤهلهم لدخول سوق العمل المحلي والاقليمي، في ظل زيادة عدد الطلاب وتخريج طلاب بتخصصات ومؤهلات غير مطلوبة في سوق العمل الامر الذي يزيد من نسبة البطالة، إذ ان 59% من الطلبة الناجحين في الثانوية العامة يتوجهون الى الجامعات مما يودي الى ارتفاع نسب البطالة.

وعلى الصعيد التشريعي، فإن جملة من التعديلات المقترحة على التشريعات الحاكمة لقطاع التعليم، كانت تتراوح بين الوزارة وكذلك رئاسة الوزراء، إلا أنها لم تقر بشكل نهائي بعد، ومتوقع ان تطال التعديلات قاوني الجامعات والتعليم العالي، بحيث يتم إعادة توزيع الصلاحيات والمهام بين مجلس التعليم العالي ومجالس امناء الجامعات.

كما اقر مجلس التعليم العالي عقد اختبار قدرات لفئة من الطلبة الحاصلين على الثانوية العامة من خارج الاردن، وتحديدا الذين يحصلون على الشهادة من مدرسة في دولة غير تلك التي تحمل جنسيتها المدرسة، إلا أن قرار المجلس تم الغاؤه بعدما تغيير الوزير، إلا أن عقد الاختبار اتخذته بعدها وزارة التربية والتعليم بتعليمات جديدة اقرت وطبقت باثر رجعي على طلبة كانوا ملتحقين قبل إقرار الامتحان.

وبعد تولي وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عادل الطويسي في الحكومة الحالية، اتخذت قرارات منها رفع الحد الادنى للقبول في تخصصات كليات الشريعة الى (80%)، الى جانب توفير منح لطلبة هذه الكليات، الى جانب البدء بتنفيذ تخصيص مخصصات مالية شهرية لطلبة ابناء اقليمي الوسط والشمال الملتحقين في جامعتي الحسين بن طلال والطفيلة التقنية.

وقبل النهاية، كان الحدث الابرز في قطاع التعليم العالي، المشاجرة التي شهدتها الجامعة الاردنية الشهر الماضي، والتي علق على اثرها التدريس بالجامعة لمدة يوم واحد وتقرر ايقاع عقوبات فصل ما بين نهائي ومؤقت بحق عدد من الطلبة ، وكذلك الاعتصام التي كان في اذار من عام 2016، الذي نفذه طلبة الجامعات احتجاجا على رفع رسوم الموازي والدراسات العليا، والذي استمر لايام، وانتهى بالغاء قرار رفع الرسوم ووضع صيغة تفاهمية بين الطلبة والجامعة والحكومة، وفي جامعة اليرموك شهدت الجامعة في نهاية العام مشاجرة وقعت، بعد ايام من مشاجرة الاردنية.