أضف إلى المفضلة
الخميس , 26 كانون الأول/ديسمبر 2024
الخميس , 26 كانون الأول/ديسمبر 2024


الليبرالية الفاسدة (معشعشة) في الدولة

18-07-2011 08:03 AM
كل الاردن -



سلامه الدرعاوي
في السنوات العشر الماضية سيطرت مجموعة من المتنفذين على عملية رسم السياسة الاقتصادية, وتغولوا على مؤسسات الدولة, وانتهجوا نهجا بدا في مرحلته الاولى على انه اصلاحي, اما في باطنه فقد كان يتجه نحو تفكيك المؤسسات الرسمية من خلال نزع صلاحياتها القانونية والرقابية.

تلك الفئة المتغولة على صنع القرار حاولت ايجاد هوية لها في المجتمع, وبدأت تطلق على نفسها "الليبرالية", ورغم انها تيار فكري يستند في مضمونه الاقتصادي على المساءلة والرقابة والحاكمية الرشيدة في نهجه, الا ان تلك الفئة التي دخلت في العملية السياسية والاقتصادية الرسمية اتسمت بانحلال اخلاقيات العمل لديها, وانخرطت في انشطة اقتصادية استثمارية طالما نظر اليها الشارع العام على اعتبار انها شكل من اشكال الفساد.

رغم ان رموز اقطاب ما عرفت بالليبرالية الفاسدة خرجوا من مؤسسات الدولة بعد النقمة الشديدة التي وصلت الى الشارع العام من سلوكياتهم ومحاولاتهم المتكررة الالتفاف على الدستور وخلق ازدواجية في صلاحيات صنع القرار بوساطة مؤسسات انشئت خصيصا لهذا الغرض, ما زال نهجهم "معشعشا" في مؤسسات الدولة, ولا استغرب من ذلك, فعمل تلك الفئة كان منصبا في السنوات الماضية على إحداث تغييرات جوهرية في التشريعات والانظمة وتأسيس هيئات مرادفة للمؤسسات الدستورية, وزيادة توجه الدولة نحو الاعتماد على الخارج بدلا من الداخل في خطة بدت واضحة للجميع هدفها النهائي اضعاف الدولة وجعلها في موضع قابل للرضوخ لاي ضغوط خارجية مستقبلية.

النهج الذي اعتمدوه في ادارة الاقتصاد الوطني كان مبنيا على التوسع الانفاقي في موازنة الدولة التي تضاعف حجمها الآن خمسة اضعاف عما كانت عليه في عام 2002 وزاد الانفاق اكثر من 130 بالمئة في السنوات العشر الماضية في حين لم ينمُ الاقتصاد أكثر من 60 بالمئة, مما جعل الموازنة تعيش في عجز مالي مزمن لا تستطيع الخروج منه بمواردها المحدودة انما يتطلب العلاج قروضا (1.1 مليار دينار في الوقت الراهن), وهو ما حصل فعلا فبدلا من الاعتماد على الذات لتمويل النفقات التشغيلية المتصاعدة صار الاتجاه نحو مزيد من الاقتراض سواء كان داخليا أم خارجيا, والنتيجة كانت عودة المديونية الى مستوياتها المقلقة (9.2 مليار دينار حاليا) مخالفين بذلك كل المبررات التي ساقوها في استخدام عوائد التخاصية ( 1.6 مليار دينار) في شراء جزء من ديون نادي باريس, كخطة عامة لتخفيض المديونية, والنتيجة هي ان الدين ارتفع اكثر مما كان عليه وقت الشراء.

صحيح ان تلك الفئة واقطابها اندثروا خارج العملية السياسية, الا ان نهجهم في ادارة الاقتصاد ما زال مسيطرا, ينفذه عدد من كبار المسؤولين المتطوعين لاعتقادهم ان تيار الليبرالية الفاسدة سيعود من جديد للحكومة.

في اعتقادي انه لو كانت هناك مساءلة حقيقية في المملكة ضمن مؤسساتها الدستورية والرقابية ودور فاعل لمؤسسات المجتمع المدني لوجدنا غالبية اقطاب الليبرالية الفاسدة اليوم خلف القضبان, وكل ما يحتاجه الامر فقط وقفة مراجعة للسياسات الاقتصادية التي نفذوها في السنوات الماضية وتقييمها, وسنجد من دون عناء انهم ارتكبوا جريمة بحق الاقتصاد الوطني, واليوم يتجرع الاردنيون علقم تلك السياسات, ولا يدري احد الى اين تقودنا الامور?.

salamah.darawi@gmail.com

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
18-07-2011 10:36 AM

Selecting the so called "liberal" teem was no mistake at all, it was deliberate to proceed with a plan to robe the country.Based on the advice of Hariri to a shadow dominating super power,a Paris based consultants who helped Hariti family in turning Lebanon from a country with seven hundred million dept only to Fifty four Millions most of it in thier pockets...!!! those consultants have wide experience in Africa and know what to do to serve leaders who want to become super rich fast ,part of thier request is to form something like a shadow government and they selected the local teem that they want to carry the local mission which includes changing legislations, laws and signing contracts with multinational companies at "disgraceful" conditions to the country but high commission to the leaders,,,things are as bad and will not stop

2) تعليق بواسطة :
18-07-2011 11:29 AM

Fifty four "Millions" should be "Billions"sorry for the typing mistake

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012