18-07-2011 08:05 AM
كل الاردن -
أحمد ابوخليل
لأول مرة يكون هناك هذا الحجم من اللغط الداخلي بين المعتصمين أنفسهم, بعضهم يبتعد ولا يريد أن يتحمل مسؤولية المشهد, آخرون يقولون أنهم لا يوافقون ولكنهم يحضرون خشية الاتهام بالتقاعس, قسم ثالث لا يتردد عن إظهار غضبه, وهناك وجوه غابت ووجوه انسحبت وأخرى قاطعت. مع هذا فالجهات المنظمة والداعية عددها كبير ولا أظن أن أحداً يستطيع أن يحفظ جميع أسمائها.
باختصار, لقد غابت الروح التي سادت يومي 24 و 25 آذار الفائت, حينها عاش الشباب 30 ساعة تعد من عمرهم وعمر وطنهم, حيث ساد أداء أخلاقي رفيع بين الشباب وفيما بينهم من جهة والمجتمع المحيط من جهة أخرى.
يومي الجمعة والسبت الماضيين سادت أجواء الكآبة وتبادل الناس نظرات قلقلة مترددة, لم يكن المشهد الداخلي للاعتصام مريحاً, الولاءات الخاصة كانت واضحة, والتثاقل كان ظاهراً, واضطر الهاتفون إلى الإكثار من الإلحاح على الجمهور لترديد الهتافات أو رفع الصوت, وعندما كانت تلقى الكلمات كان الإصغاء انتقائياً, وقد لاحظت في ساحة النخيل انسحاباً جماعياً عن أحد المتحدثين بهدف تقليص عدد المستمعين إليه, وكان مشهد الانسحاب مخجلاً.
كي لا نظلم تحرك يومي الجمعة والسبت, يمكن القول أن الملاحظات تصح على الكثير من التحركات الأخيرة التي ظهر أغلبها وكأنه مُقحَم على المجتمع إقحاماً. لم تكن التحركات جاذبة للجمهور, وبعضها كان نابذاً له. إن حالة الاحتضان والمحبة والاحترام الشعبي التي حظيت بها تحركات الأشهر الأولى قد تلاشت, واستطاع خصوم التحركات أن ينجزوا جزءاً كبيراً من مهمتهم (وهي مهمة غير نبيلة), غير أن المؤسف أن قادة ومنظمو هذه التحركات تخلّوا بدورهم عن أفضل العناصر المنجزة وعادوا للاهتمام بالولاءات التنظيمية بل وتم تفريخ ولاءات فرعية جديدة طالت هذه المرة أوساط الشباب.
وحتى الاعتصام المركزي الذي نظمته الحركة الإسلامية تحت أعلامها وشعاراتها قبل أسبوعين في وسط عمان ودعت إليه عناصرها من مختلف المحافظات, لم يكن أكثر من اجتماع حزبي كبير يجري في الشارع, كان اجتماعاً منضبطاً مهذباً ملتزماً ولم يتسرب منه أحد غير أنه بالمقابل لم يستطع أن يشد أحداً, بل غاب المتفرجون أيضاً, لقد حضر جميع الأعضاء المدعوين الاجتماع من أوله إلى آخره ثم انصرفوا, ولكن من المتوقع أن عقد اجتماع حزبي في الشارع لم يكن هو الهدف من ذلك التحرك.
لا بأس من النقاش العلني لهذه الأمور, فالملاحظات كثيرة, والكلام المحيط كثير, ويكاد اللغط يطغى على العنوان الذي يجتمع الناس حوله.
ahmadabukhalil@hotmail.com