المعادلة الاسرائيلية مع القاصرين، ودائماً بحسب التقرير، جاءت على اساس انه كلما كان سنّ الفتى اكبر، كان يُحتجز مدّة اطول، واحياناً كان يزجّ به في السجن أشهراً عديدة.
وفي حالة صنّفها التقرير بالكارثية، عرضت «بتسليم» حالة طفل في الثامنة من عمره وقدّ جرى توقيفه واعتقاله في الضفة الغربية في شباط الماضي. ولم تفرج اسرائيل عن ابن الثماني سنوات الا بعد تحقيقات معه اثبتت انه ليس الشخص المطلوب. فكان البديل عنه طفل في التاسعة من عمره، اقتيد الى التحقيق بعدما كبّلت يداه وعصّبت عيناه من قبل جنود مدججين بالاسلحة، وجرى استجوابه لمدّة 5 ساعات متواصلة.
كذلك لفت التقرير الى ان وضع الأطفال الأسرى قد تطوّر بعدما شيّدت اسرائيل محاكم خاصة للاحداث كي يزجّوا داخلها، لكن الأطفال الاسرى يؤكّدون انهم محرومون كافة الحقوق المؤمّنة للأطفال الاسرائيلين داخل الإصلاحيات.
استند التقرير الى شهادات عديدة، حيث أوضحت ناطقة عسكرية أن هناك «حوالى 160 مدنياً وجندياً اسرائيلياً جرحوا خلال اعتداءات عنيفة اقدم عليها قاصرون». وزعمت ان 10 آخرين جرحوا عندما اقدم اطفال فلسطينيون على رشقهم بالحجارة. ولم تستطع الناطقة تصنيف الاصابات التي تعرّض لها الجنود الاسرائيليون.
كاتبة التقرير، نعمة بومغارتين ـــــ شارون، رأت ان «السلطة بحاجة الى فرض القانون، لكن عليها في المقابل ان تطبقّه بالطريقة الصحيحة والقانونية، وعلى مستوى الجرم الذي اقدم عليه الشخص، وما يتناسب مع عمره ووضعه والتطلّع الى الدافع الاساس لإقدامه على هذا الفعل».
وشبّهت الناطقة في الجيش الاسرائيلي الكولونيل آفيتال ليبوفيتش التوقيفات العسكرية للاطفال بأنها كانت تجري «بطريقة «رقيقة» في معظم الأحيان، وفعل التوقيف جاء ردّ فعل على اعمالهم العنفية». واضافت ليبوفيتش إن «قدر الأطفال هو الركون مع عائلاتهم او المنظمات الفلسطينية»، مشيرة إلى أن هذه المنظمات تملك «العذر المناسب لإرسال الاطفال لمواجهة الاسرائيليين». وختمت الناطقة في الجيش الاسرائيلي قولها «إننا نتحدّث عن قاصرين يستخدمون الحجارة ومواد تنفجر لاستهداف الجنود والمدنيين الاسرائيليين».
على المقلب الآخر، شرح التقرير ان «إسرائيل ابدت انزعاجها وتذمرها لعقود عديدة من احتلال الاطفال الفلسطينيين جزءاً من التظاهرات العنفية». واكّد التقرير، في المقابل، ان «الفلسطينين ينظرون الى اطفالهم على انهم جنود شبّان يقاومون الاحتلال الاسرائيلي لأراضي الضفة الغربية». وشدّد التقرير على ان الرشق بالحجارة، على نحو محدد، يعدّ نموذجاً لتحركهم. وارجع هذه العادة لدى الشبان والاطفال الى السنوات القليلة الماضية عندما استمر الفلسطينيون في التظاهر أسبوعياً في مناطق الضفة الغربية.
ولفت الى انه «مقابل الرشق بالحجارة، استخدم الجنود الاسرائيليون على مدى العقود السابقة وباستمرار وعلى نحو متصاعد الغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطي، وفي معظم الاحيان كان الردّ باستخدام الرصاص الحيّ، وقتل المتظاهرين واصابة البعض الآخر اصابات خطيرة».
(أ ب)