19-07-2011 08:01 AM
كل الاردن -
عدنان نصار
لا يمكن لعاقل ان يجد تفسيرا او تحليلا,لاحداث 'ساحة النخيل' التي قلبت معادلة 'النعومة ' الامنية بالتعامل مع المسيرات والاعتصامات المشروعة,الى معادلة برزت فيها الخشونة في اقصى ابعادها في التعامل مع مثل هذه المطالب المشروعة.
لم تكن 'ساحة النخيل' سوى ساحة رمزية للتعبير عن رغبة الشعب في التغيير في منهج الاداء الحكومي الذي تحول الى داء اصاب الشعب بالدوار على مدى سنوات تفوق الثلاثين..ولم تجيء لغة 'العصا الغليظة' التي استخدمت ضد المعتصمين,باوامر من جهة او فرد استند الى 'المزاجية' بل هي تعبير حقيقي عن نوايا حكومة البخيت التي صار لزاما عليها مغادرة الدوار الرابع بالاضافة لرحيل مجلس النواب الذي جيء به على عجل,وعلى غير قناعة شعبية,وقصة 'تشكيل مجلس النواب' يعرفها الناس جيدا.!
ما حدث في جمعة النخيل, يعد الاسوأ في عام 2011 ، والاكثر غرابة في التعامل مع الحشود الطامعة الى رؤية التغيير في النهج اساس الاصلاح السياسي, الذي لا يختلف عليه العقلاء ولا حتى 'المجانين' او المصابون بداء 'الهبل السياسي' كون 'النهج' هو الاداة الرئيسية في الاصلاح, ولا شيء غير ذلك.
بات واضحا ان حكومة البخيت,لا تسعى الى اصلاح, ولا تفكر به اصلا,ولم ينتج عنها في الحالتين قبل وبعد التعديل سوى متاعب اضافية للشعب وللدولة,لكأننا بحاجة الى حمولة زائدة من الاعباء او المتاعب.
اتفق مع رجل دولة اسبق, تقتضي الامانة المهنية, ألا اذكر اسمه بناء على طلبه, بان ما جرى في ساحة النخيل كان مثابة 'اعدام' لاي بارقة امل جادة في الاصلاح السياسي, في ظل حكومة تعاملت مع الاحداث بشكل غير لائق, ولا يرتقي الى حرية الفكر او احترام آدميتنا كبشر دونما استثناء اما فيما يخص من تعرضوا للخشونة من قبل 'رجال الامن' من الزملاء الصحفيين فهذا يفيد برسالة تبعث على الاسى من جهة, واصرار الشعب على مطالبته المشروعة في:
اولا: اسقاط الحكومة لانها لم تعد قادرة على تحمل مسؤولياتها بامانة كما كان قسمها.
ثانيا: حل مجلس النواب بعد ان تحول من معين للشعب الى عبء عليه.
ثالثا: من يعتقد ان محاربة الفساد تشكل 'مفسدة' يتحول آليا الى فاسد, وهم بالمناسبة كثيرون, وصار لزاما اسقاطهم لانقاذ الوطن من مفاسدهم, وصار لزاما ان نزيل ورقة التوت عما تبقى من عوراتهم لفضحهم اكثر, وصار لزاما ان تنتقل الدولة الى تنفيذ برنامجها الاصلاحي اذا امتلكت اصلا كي يكون الوطن بمنأى عن اي شرور.
رابعا: ما يجري من احداث في محيطنا العربي تسعى الى التغيير والتطوير, يدخلنا في مرحلة وجوب التطوير في الاداء وتغيير نهج الحكومات التي اصبحت وعودها مثل حكاية مكرورة.
خامسا: الاعتداء على الصحفيين يعد تغييرا خطيرا وكبيرا يستوجب التوقف عنده وقراءة ما بين السطور.
اكثر ما يؤسفني هو تصريحات 'الصحفي' /وزير الدولة لشؤون الاعلام عبدالله ابو رمان الناطق الرسمي باسم حكومة 'نكلت' بزملاء له في ساحة النخيل ولم تكن اسلحتهم سوى قلم وسعفة نخيل.. استقل ايها الوزير فهذا اجدى لك وانفع ويليق برد اعتبارنا.
adnandyab@yahoo.com
adnan.nassar@alarabalyawm.net
عن العرب اليوم