20-07-2011 07:12 AM
كل الاردن -
جمانة غنيمات
الرئيس معروف البخيت كان سيد المشهد خلال لقائه وحكومته مع رئيس وأعضاء مجلس الأعيان، بإشاراته التي تلخص نفاد صبر الحكومة ورئيسها ووزير داخليتها الذي أفضت به تحليلاته إلى أبعد مما تفكر به المعارضة، فكل ما تعكسه التصريحات الرسمية يؤكد أن الحكومة مأزومة وفاقدة للقدرة على التحليل، والظاهر أن خطابها ماض باتجاه التصعيد مع المطالبين بالإصلاح.
ما قاله الوزير مازن الساكت حول نوايا 15 تموز، في مرحلتها الثانية، عن إسقاط النظام غير دقيق ولا أظن أن هناك في الأردن من لا يؤمن أن النظام أمر لا خلاف عليه، فلماذا يذهب الوزير لمثل هذا التصريح الذي تجاوز سقوف المعتصمين؟.
أغلب الظن أن تصعيد الوزير غير المدروس وغير القائم على حقائق، إنما يصب في ذات الهدف المتمثل بإخافة المطالبين بالإصلاح والتأليب ضدهم من خلال مجموعات محددة. لكن ما لا يعلمه الوزير أن مثل هذه التصريحات تذهب بالبلد إلى ما لا تحمد عقباه، وتجرنا إلى مناطق خطرة، خصوصا وأن قليلا من التفكير بتبعات مثل هذه الكلام وما يقود إليه من فرقة مجتمعية قد تصل إلى حد التقاتل الأهلي الخطير. والمستشعر أن العقلية العرفية أحكمت سيطرتها على الحكومة، ويدلل على ذلك ما قاله الوزير حول الصحافيين حينما أكد أن على الصحافيين الاختيار بين ممارسة المهنة أو السير بالمظاهرات، بمعنى آخر ارتداء سترة تحميهم من الهراوات والعصي والركلات فقط لأنهم صحافيون. كلام الوزير يستشف منه أن ضرب المعتصمين تحصيل حاصل، وفكرة الاعتداء على المعتصمين واستخدام العنف ضدهم ليست بالقضية التي تؤرق المسؤولين، خصوصا أن نتائج التحقيق حيال الاعتداء على معتصمي دوار الداخلية لم تظهر حتى اليوم.
ويبدو أن نظرية المؤامرة تسيطر على العقل الحكومي؛ حيث يرى رئيس الحكومة أن أصحاب السياسة استغلوا ذوي الحاجات الشعبية، على حد تعبيره، وهذا فيه انتقاص من وعي الشعب المتطلع للإصلاح السياسي ومحاربة الفساد والعدالة وتكافؤ الفرص والأمل بحياة كريمة وكرامة لا تنتهك من دون أي شعور بالمسؤولية من قبل الحكومة والأجهزة الرسمية.
والتصعيد الذي نلمسه من الخطاب الحكومي لا يصب في صالح البلد، ولا يؤدي إلى التهدئة، خصوصا أن برنامج الحكومة الإصلاحي 'نفسه طويل' بحسب ما أعلنت ولن يبدأ تنفيذه العملي قبل الصيف المقبل، ما يعني أن الحراك والمطالبات ستمضي حتى ذلك التوقيت، والله وحده يعلم إلى أين ستمضي الأمور في حال ظلت الحكومة تتعامل مع المطالبين بالإصلاح وفق رؤيتها الحالية التي ينقصها العمق. وأغلب الظن أن من سيؤجج الشارع هو ردود الفعل الرسمية التي تنم عن فهم خاطئ لطبيعة الناس والأشياء في الأردن، فهم مخطئون إن اعتقدوا أن التصعيد يقتل الحراك الشعبي الذي نما وتصاعد، والعودة إلى نهاية العام الماضي وقراءة وتحليل الشعارات تكشف بجلاء تصاعد هذه المسألة.
الحل الوحيد أمام الحكومة، يتمثل بإدراك الحجم الحقيقي للأزمة الوطنية وفهمها وعدم الاختباء خلف كلام يحمي موقع المسؤول وكرسيه لكنه بالتأكيد لا يحصن البلد من نتائج مطالبات سقفها أخذ بالارتفاع في ظل السكون الرسمي وحالة الانجماد التي ألمت بملف الإصلاح.
jumana.ghunaimat@alghad.jo
عن الغد