كل الاردن -
ماهر أبو طير
يخرج نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيلون ليتهم الاردن انه احتل الضفة الغربية،منذ عام ثمانية واربعين حتى عام سبعة وستين،وان هذه الارض لااردنية ولافلسطينية.
تصريحات ايلون ليست جديدة،اذ ان اليهود يعتبرون الضفة الغربية يهودا والسامرة،وهي ليست ارض عربية بنظرهم،بل ان ارضهم تمتد الى الاردن والعراق ومصر وشمال الجزيرة العربية،وليس غريباً ان يقال هذا الكلام من جانب مسؤول اسرائيلي.
داني ايلون يعتقد ان الاردن حاول تدمير اسرائيل خلال حرب سبعة وستين،وانه كان يحتل ارض اسرائيل منذ نهاية الاربعينيات،ويقول ان هذه الارض لم تكن فلسطين قبل ذلك،بمعنى عدم وجود دولة فلسطينية في تلك المنطقة،وهي ليست ارضا اردنية بطبيعة الحال وبالتالي فإن الوجود الاردني في القدس والضفة كان احتلالا.
ما استغربه انا هو ردات الفعل على كل مسؤول اسرائيلي يخرج ويصرح او يلقي محاضرة هنا او هناك،اذ ان تصريحاً من بضعة سطور كفيل بإقامة الدنيا في عمان،هذا على الرغم من ان اساسات الاحتلال تقول ماهو اكبر من هذه التصريحات،فاسرائيل تعتبر وجود العرب في الاردن،اردنيين ومن اي منبع اخر،احتلالا اخر وتواجدا في ارض ليست لنا.
الامر يمتد الى ذات مصر والعراق،لان المشروع الاسرائيلي لايقف عند حدود اسرائيل الحالية ويريد كل المنطقة،والغريب اننا جميعا نعرف هذه القصة ونترك كعرب الفلسطينيين فرادى في وجه الاحتلال الاسرائيلي،هذا على الرغم من ان تصليبهم وتقويتهم يؤدي الى استقرار بقية المنطقة،ويجعل لديهم القدرة على مقاومة المشروع نيابة عن العرب الجالسين بانتظار دبابات جيش الدفاع الاسرائيلي.
نرد على هذا الكلام دوما بعنتريات لاتضر ولاتنفع من قبيل سنحرقهم اذا وصلوا الينا،وسنقلب الارض فوقهم،وهو كلام قاله قبلنا من هو اقوى منا،لكنه لم يصمد امام احتلالات بشعة مثل الاحتلال الامريكي في العراق،وهذا لايأتي نقيصة لاحد او مساسا بأحد بل تذكيرا بموازين القوى وبحجم المؤامرة على فلسطين والاردن وبقية الدول،وهي مؤامرات لايتم ردها بالنفخ والغضب اللغوي.
ليس مهما كلام ايلون.ماهو اهم ان نصحو من الغفلة ونتذكر انهم يريدون الضفة الغربية ولايريدون قيام دولة فلسطينية،وانهم فوق ذلك يريدون احتلال الاردن والعراق ومصر،,كل الدول التي يعتقدون انها جزء من اسرائيل الكبرى فإن لم يكن احتلالا مباشراً كانت السيطرة غير المباشرة،بما يؤدي الى ذات النتائج التي اقلها تحطيم شعوب هذه الدول بنيويا واجتماعيا واخلاقيا واقتصاديا.
لم نرَ من الخراب الا أوله.
mtair@addustour.com.jo
عن الدستور