أضف إلى المفضلة
الجمعة , 27 كانون الأول/ديسمبر 2024
الجمعة , 27 كانون الأول/ديسمبر 2024


اختطاف البلد

25-07-2011 07:14 AM
كل الاردن -

 

ماهر أبو طير
 
هذه هي حياتنا،وكل حديثنا عن الاصلاح السياسي، والفساد المالي فقط، لكننا نترك الملف الأخطر، أي ملف الفساد الاجتماعي الذي يتعامى عنه الجميع، من شيوخنا الصالحين في خطبهم ومسيراتهم، وصولا الى النخب التي لاترى في الحياة الا قصص الاصلاح من الزاوية السياسية فقط.
 
تقرأ في الاخبار عن امرأة تحمل بشكل غير شرعي في إحدى مناطق الأردن، فتقرر بالتعاون مع امرأة اخرى رمي الطفل عند حاوية قمامة او بيع الطفل لمن يرغب، فتأتي امرأة اخرى وتدبر بيع الطفل لخمسينية، وتدبر الخمسينية شهادة ميلاد له، ليصبح شرعياً، فتتكشف تفاصيل القصة، بعد فخ نصبه الأمن العام، تحت مسمى «زبون ليل» يريد اقامة حفلة ماجنة ويريد ماتيسر من جوار ٍ وبنات ليل.
 
هذا يعني ان الام تعمل في عالم الليل،والا ماتم استدراجها تحت اسم حفلة ماجنة لبنات الليل مع شرفاء الليل من الرجال وارباع الرجال في هذا الزمن الاسود.
 
تقرأ اخبارا اخرى عن أطفال يتم رميهم عند حاويات القمامة، وعن علاقات جنسية من مستويات منخفضة بين الطلاب والطالبات، بين العاملين والعاملين في بعض المؤسسات، وتذهب بعيداً وترى في عمان ثلاثمئة نادٍ ليل ومئات مشارب الخمور ومحلاتها،وترى الفتيات ينزلن من سياراتهن لشراء المشروب دون اي يطق عرق الخجل،فقد بات الجميع سواء في شرب الاثم والحرام.
 
تخرج من الجرائم الاخلاقية وتذهب الى الجرائم العادية لكنها تحمل مسحة من الجنون والعبث،فأب يقتل ابنته ويطعنها لانها تأخرت ولم تعد القهوة له،وآخر يحمل رشاشة ويقتل جاره لانه لم يمنع خاروفه من الدخول الى حقل الحشيش او البطيخ،لافرق، وهكذا تقرأ جرائم جديدة،وسعارا يدب في العصب العام.
 
اين هو المجتمع الذي كنا نصفه بمجتمع السكينة والهدوء،واين هو البلد الذي كانت أهم صفاته الأمن والاستقرار، ومفهوم العيب الذي كان سداً في وجه كثير من التصرفات السلبية،وهو المفهوم المستمد أساساً من الدين ومحرماته.
 
أهو الفقر؟! ام قلة الدين!ام الاثنين معاً؟.أهو مسح هوية المجتمع وتغييره بكل هذا الضغط والتدفق الاعلامي الغربي والغربي المعرب،بوسائل عدة من الترجمة الى الدبلجة؟!ام هي غياب وسائل التوجيه الاخلاقي في البلد من المدرسة الى البيت مروراً بالمسجد والجامعة.
 
ليس أسهل من ان يقال ان الخير مازال موجوداً،وان مقابل كل هذا هناك التزام،وهناك اخلاق مازالت موجودة،وهو كلام مقبول،لان القصد ليس مساس سمعة الناس والبلد،بقدر التأشير على الملف الاجتماعي المتروك من الجميع.
 
بلد يتم هدم هويته الاخلاقية تدريجياً يراد ان يختطف بأتجاه جديد، ليتماشى مع مواصفات الجوار العبراني،حيث لاشعوب ولاأمم ولاأخلاق ولادين،وحيث يسهل الدوس على كل المنطقة، بعد تجهيزها، لان تكون مجرد أراضٍ فارغة من كل شيء،باستثناء مجاميع سكانية متناحرة،وبلا سند اخلاقي ايضاً.
 
إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لايعرفني!!.
 
mtair@addustour.com.jo
عن الدستور
التعليقات

1) تعليق بواسطة :
25-07-2011 07:55 AM

"إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لايعرفني!!."

نعم، و قد سلط الله علينا من "لا يعرفه" و هنا الورم السرطاني الذي انتشر بنا، خصوصا بالعقد الاخير، و نحن سائرون بعبادة الاصنام.

2) تعليق بواسطة :
25-07-2011 01:59 PM

أخ ماهر: في العادة اقرأ مقالك حتى آخر كلمة لكنني لم أستطع المضي بعد أول فقرتين من مقالتك هذه!

اذا فسدت السياسة و فسد الحكم فسد كل شيء تقريبا يا عزيزي. لم لا نضع النقاط على الحروف!؟

3) تعليق بواسطة :
25-07-2011 03:11 PM

محاولات هدم المجتمع الاردني بدات منذ زمن. و تتلخص فيما يلي:
1) نشر ثقافة الفساد المالي و اعتبارها شطارة و انها الشيء المتوقع من اي مسؤول لان (اللي فوقه بيسرق كمان)
2) الفساد الاخلاقي: تشجيعه و التستر عليه. و لا يعقل ان اجهزة الامن بكل نفوذها لا تستطيع السيطرة على هذه المشكلة. وغض الطرف عن الانحلال في المؤسسات الرسمية كذلك مثل الصحة.
3) ابعاد الناس عن الدين. فكل ملتزم هو (اخونجي)
4) افساد المجتمع بالتفرقة بين الاصول و المنابت كسياسة رسمية في التوظيف و الترقية و الابتعاث و القبول الجامعي.
5) نشر ثقافة الواسطة و انها اهم من الكفاءة و الضحك على الناس بالقول ان (الولاء) هو الاهم من الكفاءة
6) تشجيع عبادة الاوثان و عدم محاسبتهم
7) اذلا الناس بقطع ارزاقهم و عدم توفير الحد الادنى من الدعم الحكومي في اي مجال.
و لكن لماذا يفعل بنا كل هذا؟؟

4) تعليق بواسطة :
26-07-2011 06:29 AM

من الواضح ان القائمين على شؤون البلد غير مؤهلين لأدارة بقالة، لذا نجدهم مبطنين ببسطجية و عتالة. لن يصلح الحال حتى تؤول الامور الى اهلها و نتخلص من رويبضات الزمان الذين يتكاثرون كالقطط في هالبلد!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012