قالت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية، الأربعاء، إن الوقت «خطير جداً» لجلب الرئيس السابق حسني مبارك إلى العدالة، مضيفة أن محاكمة رجل حكم مصر كـ«سلطة مطلقة» لمدة 3 عقود يعد أمراً «محفوفا بالمخاطر» بالنسبة للمجلس العسكري الذي يحل محله.
وأضافت الصحيفة، في تقريرها الذي كتبه مراسلها في القاهرة جيفري فليشمان، أن محاكمة الرئيس السابق، المقرر إجراؤها فى أغسطس المقبل، ستكشف عن بعض التعاملات المالية والتحالفات السياسية التي سمحت لمبارك بالسيطرة على البلاد، مما ينذر باحتمال الكشف عن أسرار الدولة، وهو ما قد يدفع جنرالات البلاد إلى تأجيل المحاكمة.
وأوضحت الصحيفة أن محاكمة الرئيس السابق قسمت صفوف المصريين بين مؤيد ومعارض, ففى الوقت الذى يعتبره البعض بطلاً تحول إلى طاغية، يرى آخرون أنه رجل عجوز لم يستطع تحمل مشكلات البلاد المتزايدة خلال الأعوام السابقة.
ورأت الصحيفة أن أحداً لم يكن يتوقع أن يمثل مبارك البالغ من العمر 83 عامًا، وتمتع طيلة 30 عامًا بمزايا السلطة، أمام القضاء في يوم من الأيام.
وأضافت أن أى خطوة من شأنها عدم خضوع مبارك للعدالة سيكون من شأنها إشعال موجات من الغضب العارم بين صفوف المصريين، الذين يرون أن الرئيس السابق كان «طاغية»، مشيرةً إلى أن البعض يرونه المسؤول عن سجن المعتقلين السياسيين وإدارة حكومة من «أصدقاء ورجال أعمال تربطهم صلة بالحزب الحاكم».
وتابعت «إن تردى صحة مبارك أثارت عطف الكثير من المصريين الذى يرونه رجلا عجوزا انهالت عليه مشكلات البلاد خلال الأعوام الماضية، فضلاً عن موت حفيده وسقوطه تحت ضغط من زوجته، سوزان ثابت، لإعداد نجلهما، جمال، لخلافته فى الحكم».
وذكرت الصحيفة أن التقارير الواردة بتردي صحته وأنه في حالة نفسية سيئة أو يعاني من سرطان المعدة أو يرفض تناول الطعام أو يدخل في غيبوبة وغيرها، كلها أمور بمثابة «مسرحية» لإنقاذه من السجن، مضيفة أن البعض ينتظر تصريحات محامي الرئيس السابق ليقول إن مبارك يدخل في أزمة صحية جديدة قبل ساعات من المحاكمة ليأخذ «مقعد البدلاء»، على حد وصفها.