أكدت نائبة المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة روزماري دي كارلو، أمام مجلس الأمن الثلاثاء، أن «سورية في طريقها الى نظام سياسي جديد يرسمه الشعب السوري» حيث «بدأ الانتقال الى الديموقراطية» وان «الرئيس بشار الأسد قد يحاول تأخير التغيير لكنه لن يتمكن من إيقافه وان سورية لن تعود أبداً الى ما كانت عليه». وشددت على أن «الولايات المتحدة تدعم المطالب بسورية موحدة ذات حكومة ممثِّلة للجميع وشمولية».
وطالبت المندوبة الأميركية الحكومة السورية «بالوقف الفوري للقمع وانتهاكاتها حقوق الإنسان وبالسماح فوراً لبعثة تقصي حقائق مستقلة» للقيام بمهامها.
وقالت إن على مجلس الأمن «مسؤولية النظر في الوضع السوري واستمرار الحكومة في اضطهاد شعبها».
وفي الشأن اللبناني قالت دي كارلو، أمام مجلس الأمن الذي عُقد في دورته الشهرية العلنية للبحث في اوضاع الشرق الأوسط «نأمل أن تُنفذ الحكومة اللبنانية الجديدة جميع التزاماتها الدولية، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن 1559 و1680 و1701. وطالبت الحكومة اللبنانية «بالمضي في تنفيذ التزاماتها بموجب القانون الدولي دعماً للمحكمة الخاصة» لمقاضاة الضالعين في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري ورفاقه والاغتيالات الأخرى التي يُثبت التحقيق ارتباطها بجريمة اغتيال الحريري.
أكد مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة الدكتور رياض منصور «أننا ماضون في المناشدة من أجل الاعتراف بدولة فلسطين على أساس حدود 1967» نافياً أن يكون ذلك «إجراء انفرادياً» كما تقول إسرائيل، ومشدداً على أن «الاعتراف» بدولة فلسطين، وعاصمتها القدس الشرقية، إجراء «متعدد الجنسيات لتكريس حل الدولتين» والوصول الى فلسطين كعضو عامل في الأمم المتحدة لاحقاً.
وتحدى المندوب الإسرائيلي رون بروسور المندوب الفلسطيني رياض منصور لجهة مَن ستمثل الدولة الفلسطينية التي يسعى وراءها في ضوء الانقسام الفلسطيني، معتبراً السعي لاعتراف دولي بالدولة الفلسطينية «إجراء منفرداً».
لكن مندوب لبنان، العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن نواف سلام، قال «إن السعي وراء الاعتراف بدولة فلسطين وإعطائها عضوية كاملة في الأمم المتحدة ليس عبارة عن سحب الشرعية عن إسرائيل نفسها إنما هو التمسك بشرعية حق الفلسطينيين وسحب الشرعية عن الاحتلال الإسرائيلي الذي دام لعقود».
وكررت دي كارلو كلام الرئيس باراك أوباما حول أطر الحل وشروطه كما في خطابه في أيار (مايو) بصفته «رؤية شاملة للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين»، وقالت: «إن الولايات المتحدة ملتزمة بحل عادل» لهذا النزاع، وأن كلام الرئيس هو «الأساس الحازم للمفاوضات المستقبلية» لا سيما أنه لاقى الدعم الدولي.
وتردد أن هناك من يسعى لاعتبار كلام أوباما حرفياً من دون إضافات وتقديمه كنص مشروع قرار أمام مجلس الأمن. وقالت مصادر ديبلوماسية إن ما يجرى وراء الكواليس حالياً يتزامن مع التحرك نحو «اعتراف» في الجمعية العامة بفلسطين وليس سعياً وراء «عضوية» عبر الأمن.
وأوضحت السفيرة الأميركية استمرار المعارضة الأميركية «لإجراءات رمزية لعزل إسرائيل في الأمم المتحدة في أيلول». وقالت إن هذه الإجراءات «لن تخلق دولة فلسطينية مستقلة» وأن «الولايات المتحدة لن تدعم حملات انفرادية في الأمم المتحدة لا في أيلول المقبل ولا في أي وقت لاحق».
وأكدت أن السلام ممكن عبر اتفاق بين الأطراف أنفسهم في مفاوضات «جدية ومسؤولة» تؤدي الى الأمن الإسرائيلي للعيش بجانب «دولة فلسطين مستقلة ومتواصلة وقابلة للحياة».