منذر العلاونة

الراية البيضاء تعني في المفهوم العام الإستسلام والقبول بالهزيمة والإنكسار .. أو القبول بالأمر الواقع .. الراية البيضاء تعني نهاية المطاف عند أحد الطرفين المتخاصمين ، وإعلان الفشل والإفلاس واليأس ..

وبالرغم من أن رفع الرايات البيضاء أمام بعض المتجبرين والظالمين لا تكفي وحدها ، فإنها تبقى الملاذ الوحيد ، الذي يلجأ إليه الضعفاء أو المستضعفين ..

هنا .. وهناك الكل يرفع الرايات البيضاء .. دول لها صولات وجولات " برخت " ثم هانت حتى رفعت راياتها البيضاء أمام الطوفان الأميركي .. الشعوب العربية ترفع الرايات البيضاء مرتين ، من خلال الريموت كنترول الجديد .. مرة أمام الإذلال ومرة أمام حكامها المتسلطين ، الذين هم كذلك يرفعون الرايات البيضاء أمام اوباما ونتنياهو ، وربما أمام جنرال أميركي يخرج للتو من البنتاغون ، في طريقه للخليج العربي والمنطقة ..

الجميع في الوطن العربي يرفعون الرايات البيضاء .. ومثلما ترفع معظم الحكومات العربية راياتها البيضاء ، أمام البيت الأبيض أو على الحدود مع اسرائيل ، فالفقراء يرفعون الراية البيضاء أمام الأثرياء والمتنفذين والمتسلطين .. والموظفون الصغار يرفعون الراية البيضاء أمام مدرائهم ورؤسائهم حينما يعجزون عن ممارسة " هز الذنب " أو مسح الجوخ .. حتى الأزواج أصبحوا يرفعون الرايات البيضاء أمام زوجاتهم ليلا ونهارا ويعلنون لهن الولاء والطاعة والإذلال .. وكذلك فان بعض ( الآباء ) ينصبون الرايات البيضاء أمام ابنائهم العاقين بهم ..

وفي زمن الرايات البيضاء .. تنقلب الدنيا رأسا على عقب ويتغير كل شيء .. حتى بات كل واحد فينا يحتفظ ويختزن لديه المزيد من الرايات البيضاء التي قد يحتاجها في أي وقت وخاصة في هذه الأيام ..

في النهاية .. الجميع هنا وهناك يرفعون الرايات البيضاء الجديدة من خلال المسيرات والمظاهرات والإعتصامات ، التي ربما قد يتحكم بها الريموت الأميركي والصهيوني في الوطن العربي ..!

 العرب اليوم

EMAIl.MUNTHERALAWNEH4@HOTMAIL.COM