أضف إلى المفضلة
الجمعة , 27 كانون الأول/ديسمبر 2024
الجمعة , 27 كانون الأول/ديسمبر 2024


عودة الى الدار

31-07-2011 09:47 PM
كل الاردن -

طاهر العدوان

اعود الى "العرب اليوم" وهي عودة الى الدار, وهذه المرة من موقع الادارة محتفظاً بمهنتي الاساسية, الكتابة, بما لا يسمح لي الابتعاد عن الساحة الاعلامية.

اعود وفي النفس توق دائم الى صحافة اردنية لا حصر ولا حصار على حريتها سوى ما تفرضه (قوانين حرية الاعلام) المتداولة في المجتمع الانساني حيث تُحترم حرية التعبير والتفكير وحق الافراد بعدم المس بكرامتهم بقدح او ذم. واتوق الى صحافة حرة عقلانية خالية من الإسفاف بعيدة عن الهبوط والتدني تتحلى بقول الحقيقة دائماً.

اعود من صقيع الحسابات السياسية الرسمية الى حضن الصحافة الدافىء في "العرب اليوم" بما تحمله من تراث قوي في حرية الرأي وحيوية الكلمة, والجرأة في اثارة القضايا التي تحتل الآن مكانة مهمة في اجندة الرأي العام. انه تراث لا يقاس بعدد السنوات الـ 14 من عمر الصحيفة انما بالتحولات التاريخية التي شهدتها على المستوى الوطني والعربي.

اردنيون وعرب نعيش زمن اكتشاف هويتنا كمواطنين احرار في ظل مناخات الربيع العربي. حيث تندفع القيم الانسانية من منابعها الدفينة في القلوب والعقول التي تلهج بالحرية والكرامة كنهج حياة لا مساومة عليه . وهنا للاعلام دور, وللكلمة الحرة الموضوعية والصادقة الدور الأهم في رسم معالم الطريق لأمة تسعى تحت شعارات (السلمية) الى استجلاء الآفاق المنيرة لمستقبلها بعد ان كانت فقدت الأمل بتحررها من كوابيس القهر والاستبداد.

لقد طرأت تعديلات واسعة وجذرية على وعي المواطن العربي فلم تعد خطابات وشعارات عهود الاستعباد وانتهاك الحريات الاساسية للشعوب مقبولة في زمن الاحلام الربيعية التي تحولت الى صناعة يومية تجيدها الاجيال الشابة التي تكتشف ذاتها.. لقد بارت وفسدت بضاعة الماضي التي كان يتاجر بها اعلاميون وسياسيون لتزييف وعي الامة العام. بضاعة لم تجلب غير التعاسة للشعوب, وخراب الاوطان, وقد اضاعت كل ما تغنت به الانظمة من فصيلة الامن والاستقرار.

عودتي للصحافة تقترن بحدث اعلامي. هو انتقال ملكية "العرب اليوم" الى رجل الاعمال الياس جريسات. وهي مناسبة للحديث عن ما هو واجب علينا جميعاً كأسرة للصحيفة تجاه الدكتور رجائي المعشر الذي رعاها بجهده واحيانا بقلمه وبادارته الشجاعة في اصعب الأوقات وعلى مدى 11 عاما. لقد اضاف رجائي المعشر صفحات مهمة الى تاريخ الصحافة الاردنية بتقديمه النموذج الذي يُستلهم في الحرية الاعلامية. عندما دشن بالقول والعمل والموقف مبدأ الفصل بين رأس المال وبين هيئة التحرير في ادارة صحيفة يومية.

واذا كان هناك من سجل سيكتب يوماً عن رواد حرية الصحافة الاردنية فستكون للمعشر مكانته اللائقة في هذا السجل. لقد قدّم أمثولة للعلاقة بين رأس المال الوطني وبين الصحافة فلم يتراجع عنها او يتردد في الدفاع لحمايتها عند تلبد الاجواء وازدهار الدسائس وسيبقى ابو صالح قريبا من صحيفة "العرب اليوم" ومن كادرها الصحافي والاداري الذي يكن له التقدير والاحترام.

وما يطمئن في استمرار نهجه ان انتقال ملكية الصحيفة الى المالك الجديد يقترن بالالتزام منه بطابع العلاقة القائمة على الفصل بين رأس المال وبين التحرير كما كان الامر في عهد الدكتور رجائي. وعهد آخر من الياس جريسات بتطوير قدرات "العرب اليوم" الصحافية والتسويقية وهو امر احرص على ذكره لأبعث برسائل اطمئنان الى جميع قراء ومحبي هذه الصحيفة الذين عبروا عن مخاوفهم ومشاعرهم الصادقة تجاه مستقبلها.

بروح جديدة وعزائم متجددة, وادارة واعدة تنطلق "العرب اليوم" الى مرحلة اخرى وسط العواصف العامة التي تعم العالم العربي.. مع الالتزام للقراء بالتمسك بالمهنية, والاخلاص للحقيقة ونشر المعلومة الصحيحة والرأي الصادق الذي يكرس حق الاختلاف.

taher.odwan@alarabalyawm.net

عن العرب اليوم

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
31-07-2011 10:45 PM

الى الكاتب الوزير لقد جربتم الوزاره وركبتم سيارة الوزاره وعشتم ورود توليكم الوزاره وبنيتم سلما عاليا فى التعامل ودافعتم عن الحكومه ووجدتم ان المنصب فى النهايه لا يتجاوز حفرة بطول مترين وعرض متر .الحياه مهما تعربشنا باغصانها فلا بد يوما ان تقول لنا وداعا.

2) تعليق بواسطة :
31-07-2011 10:48 PM

كما سيسجل التاريخ بصفحات الطهارة والشرف اسمكم يا استاذنا الغالي
اسامة " احمد صادق " الوريكات

3) تعليق بواسطة :
31-07-2011 11:09 PM

كنت وما زلت أحترمك ولكنك ارتكبت بحق نفسك وبحق المواطنين الشرفاء خطأ سياسيا كبيرا بانضمامك الى حكومة غير اصلاحية رغم استقالتك وهذا افضل ما فعلت

4) تعليق بواسطة :
01-08-2011 12:48 AM

لم يرتكب السيد طاهر العدوان أي خطأ بانضمامه الى حكومه جاءت بعناوين اصلاحيه ولكنها انتهت بقوانين تكبل حريه التعبير . السيد طاهر ضرب مثلاَ كبيراَ في النبل والزهد في المنصب وأختار مبادئه وقناعاته . أنه احد الكبار الذين نعتز بهم وسنبقى دائماَ نحترمهم .

5) تعليق بواسطة :
01-08-2011 10:05 AM

استاذنا الكبير طاهر العوان ستبقى مثالا للنبل والطهاره والشرف والاخلاق الرفيعه امثالك الطاهرين يكبر المنصب بهم ولا يكبرون بالمنصب
اهلا بك وبعودتك لمحبيك في كل ارجاء الوطن
طاهر العدوان اسم على مسمى

6) تعليق بواسطة :
01-08-2011 12:24 PM

لك أيهت الاردني كل الاحترام والتقدير

7) تعليق بواسطة :
01-08-2011 04:57 PM

ثحية لك

الموقف الشخصي شيء ونفييم المواقف السياسية شيء اخر تماما

الاستاذ طاهر ليس مستجدا في السياسة والعمل العام كما تعلم ومجيء حكومة بعناوين اصلاحية وهي في تركيبتها وسيرة رئيسها واجواء تعيينها أبعد ما نكون عن الاصلاح لا يعفي الاستاذ طاهر من تحمل الخطأ ولاسيما أن استقالته تأخرت كثيرا وكان شاهدا هو ذاته -حتى لا اقول اكثر من ذلك- على رجعية هذه الحكومة وضعفها طيلة وجوده ناطقا باسمها.

8) تعليق بواسطة :
01-08-2011 08:35 PM

هل شخوص الحكومه لديهم القرار بذاتهم ان لا يكونوا اصلاحيين ؟؟

9) تعليق بواسطة :
02-08-2011 06:38 AM

ببساطة اقول من ليس لديه القرار المستقل فلا يقبل المشاركة في حكومة غير اصلاحية او الاستفالة منها ان اتضح له ان قرار الحكومة ليس في يدها كما فعل الاستاذ طاهر ولو متأخرا. اتذكر ان الاستاذ ليث شبيلات قال مرة انه لا يريد حتى ان يأتي رئيس حكومة في ظل الوضع القائم وتعرف انه يقصد عدم استقلال الحكومة وتبعيتها لجهات اخرى.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012