02-08-2011 01:23 PM
كل الاردن -
اكدت وزارة الخارجية الفرنسية الثلاثاء ان مواقف الاسرة الدولية حيال القمع في سوريا لا تشمل 'اي خيار طبيعته عسكرية'، مشيرة الى ان الوضع في ليبيا مختلف.
وقالت مساعدة الناطق باسم الخارجية الفرنسية كريستين فاج في لقاء مع صحافيين ان 'الوضعين في ليبيا وسوريا لا يتشابهان' و'ليس هناك اي خيار عسكري مطروح' ضد دمشق.
الا ان فاج التي كان ترد على سؤال عما اذا كان السيناريو الليبي سيتكرر في سوريا، لم توضح نقاط الاختلاف بين الوضعين.
وقالت 'نواصل العمل مع شركائنا في نيويورك'، ملمحة الى المشاورات الجارية في مجلس الامن الدولي وانتهت الاثنين بدون نتيجة عملية اذ ان الاميركيين والاوروبيين يصرون منذ اسابيع على الحصول على ادانة لسوريا.
وذكر دبلوماسيون في الامم المتحدة ان اعضاء مجلس الامن البعيدين عن الاتفاق لتبني قرار ضد سوريا، يمكن ان يتفقوا على بيان بسيط غير ملزم.
وكانت روسيا والصين اللتان تشغلان مقعدين دائمين في مجلس الامن والمدعومتان من قبل البرازيل والهند وجنوب افريقيا، هددتا باستخدام حقهما في النقض (الفيتو) وبررتا موقفهما بمبدأ عدم التدخل.
ودعا الاميرال مايك مولن رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الثلاثاء الى انهاء سريع للعنف في سوريا لكنه قال ان التدخل الاميركي المباشر غير محتمل وان واشنطن لن تذهب أبعد من مواصلة الضغط على الرئيس السوري بشار الاسد لتطبيق الاصلاحات.
وقال مولن للصحفيين في ختام زيارة للعراق 'فيما يتعلق بسوريا نشجب العنف ويجب ان يتوقف العنف باسرع وقت ممكن'.
وأضاف 'لا توجد أي مؤشرات على ان الاميركيين.. على اننا سنتدخل بشكل مباشر في هذا. اعتقد اننا سياسيا ودبلوماسيا نريد ان نمارس أكبر قدر من الضغط الممكن لتحقيق التغيير الذي يطالب به عدد كبير من الدول'.
وقالت بريطانيا ايضا انها تريد ممارسة ضغط دولي أقوى على سوريا لكنها استبعدت التدخل العسكري.
ومن المقرر ان تجتمع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الثلاثاء مع نشطين سوريين يعيشون في الخارج.
وقال الرئيس الاميركي باراك أوباما يوم الاحد انه روع من العنف الذي مارسته الحكومة السورية وانه سيعمل مع الحلفاء على فرض عزلة على الاسد. وكان أوباما قد اعلن ان الرئيس السوري فقد شرعيته وان الولايات المتحدة تدرس فرض مزيد من العقوبات على دمشق تشمل صناعة النفط والغاز.
نبّه رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي، ميخائيل مارغيلوف، الثلاثاء من اتخاذ قراراً حول سوريا يشبه القرار 1973 حول ليبيا، محذراً من أن 'إغلاق الأجواء' فوق دمشق سيؤدي الى حرب شاملة.
ونقلت قناة 'روسيا اليوم' عن مارغيلوف قوله 'إن الدول الغربية تصعد من الضغط على القيادة السورية، فعلى سبيل المثال تطالب فرنسا أن يتخذ مجلس الأمن قرارا شبيها بالقرار 1973 حيال ليبيا'، محذرا من أن يؤدي 'اغلاق الأجواء' فوق سوريا الى 'حرب شاملة'.
وفي سياق تعليقه على خطط بعض الدول الغربية تمرير قرار بمجلس الأمن يدين الحكومة السورية بسبب قمع المتظاهرين، رأى مارغيلوف أن 'التدخل العسكري في سوريا لصالح المعارضة لن يقتصر بالواقع على مساندة القوى الديمقراطية'.
وقال 'إن شعارات الحرية والمساواة بالشرق الأوسط تستخدم كغطاء بالكثير من الأحيان لخطط وأهداف مختلفة.. فمن غير المعلوم كيف سيكون النموذج السياسي في مصر بعد أحداث الربيع العربي'.
وأشار الى أن الإنتخابات الحرة بالجزائر وفلسطين بيّنت أن 'المتطرفين' بالذات قادرين على الفوز بها.
وفي هذا السياق، لفت السيناتور الروسي، الذي كان التقى مع ممثلين عن مختلف القوى السياسية السورية التي زارت موسكو بنهاية يونيو/حزيران الماضي، إلى نوعية القوى التي تدخل بالمعارضة السورية، وقال 'إن بعض المعلومات تشير إلى انها ليست معارضة علمانية، رغم أنها تخرج تحت شعارات نظام ديمقراطي'.
وقال إن المعارضة على سبيل المثال موجودة بمدينة حماه منذ زمن بعيد وتتضمن جماعات سياسية مقربة من الإخوان المسلمين، لافتاً إلى 'التحديات الكامنة في سوريا بين القيادة العلوية والأكثرية السنية'.
واعتبر مارغيلوف أن الموقف الغربي القاسي حيال دمشق نابع من 'الزخم القوي الذي جاء بالتصريحات منذ بداية الاضطرابات في البلدان العربية'، ودعا الى عدم نسيان أن 'الأحداث المتشابهة شكلياً بالشرق الأوسط تختلف من بلد لآخر من ناحية الأسباب والقوى المحركة'.
وقال إن روسياً انطلاقاً من هذا 'تقف ضد اي تدخل بالشؤون الداخلية لسوريا'، لافتاً إلى ان السفارة الروسية بدمشق تجري مشاورات مع المعارضة حول الوضع بالبلاد.
وأعرب مارغيلوف عن ثقته أن 'الرئيس (السوري) بشار الأسد لم يستنفذ جميع إمكانياته لنقل المواجهة إلى طريق سياسي، رغم أنه تأخر بالإصطلاحات التي كان من الممكن أن تخفف قسوة الطرفين'.
(ميدل ايست)