02-08-2011 03:54 PM
كل الاردن -
صدر عن مديرية الثقافة/امانة عمان الكبرى الكتاب الاول باللغة العربية للزميلة هدا السرحان "ريم تسال: من انا..؟"
ويحتوي الكتاب على نصوص في الثقافة والاعلام والسياسة هي "نتاج رحلة طويلة على الورق مشبعة برائحة الحبر ومكللة بالجهد والمتابعة في محاولة لاكتشاف بعض الحقيقة والانتصار للحق والدفاع عن الهوية الثقافية العربية" كما تقول الكاتبة في تقديمها للكتاب.
والنصوص هي تعبير عن رأى وموقف تقودها رموز متعددة الاهداف والنوايا مستخدمة وسائل مختلفة تستهدف تشويه ثقافتنا وطمس هويتنا والتلاعب بمصيرنا وتغيير اولوياتنا لاخراجنا كافة من التاريخ.
وتضيف الزميلة هدا التي صدر لها كتابان باللغة الانجليزية هما "نساء يقلن لا" و "هم يصنعون التغير": هي كلمات تتطاير في كل الاتجاهات في جهد متواضع هدفه المشاركة في التصدي لهذه الهيمنة الشرسة التي تسعى الى ضرب الثقافة العربية لتفتيتها واعادة تكوين وعي المواطن العربي عبر قناعات مشبوهة, تحملها الى ساحاتنا الثقافية الحملات الاعلامية المكثفة والاغراءات المالية التي من الممكن ان تحقق لهم اختراقات في الساحة الثقافية العربية التي تعد محصنة ضد الغزو المتعدد الاشكال والالوان والاهداف في غياب الثقافة الملتزمة او تراجعها في زمن العولمة.
وقد كتبت السرحان هذه المقالات والنصوص في فترات متباعدة لكن حلقاتها ارتبطت من خلال الجمع ما بين ما هو ثقافي واعلامي وسياسي ومجتمعي, توحدن ضد الاستلاب بكل اشكاله وضد الهيمنة الثقافية والفكرية وشكلت دعوة للنهوض بالثقافة الوطنية.
لان الثقافة هي التي تصوغ الوعي الوطني وتشكل هوية الامة وتحافظ على تراثها وتحفظ تاريخها وترسم تطلعاتها المستقبلية.
لان الثقافة ليست حاضنة للابداع فقط كما ان اللغة ليست وسيلة للتعبير فحسب, فالثقافة الوطنية الملتزمة هي التي تحمينا من الاغتراب والانسلاخ عن واقعنا وهي التي تخلق ارادة التغيير نحو الافضل.
وقدم الكتاب الباحث والمترجم والقاص المغربي محمد سعيد الريحاني "ما بين "مهنة البحث عن المتاعب" و"مهمة صنع المواقف"، يأتي كتاب الإعلامية العربية هدا سرحان محاولة لإعادة إلباس العمل الإعلامي العربي وزرته التي تليق به لأداء عمله في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ الأمة العربية من خلال احترام حق المتلقي في المعرفة وتثبيت واجبه في تحمل المسؤولية مما يجري.
مقالات هدا سرحان المضمنة في هذا الكتاب تشكل عند جمعها وترتيبها مقالة واحدة، قصة واحدة، رواية واحدة، شهادة إثبات وإدانة صارخة لما هو واقع ولما يخطط له أن يصير واقعا. أما دور هذا التقديم للكتاب فهو جمع شتات المقالات الثلاثين ولمّ شملها لوضعها بين يدي القارئ الذي سيعاود التشظية بالطريقة التي تحلو له ليجمعها ثانية بالطريقة التي تناسبه.
مقالات هذا الكتاب تحوم حول حرب الصور والعقد الناتجة عن الصورة المختارة لتقديم الذات وخطورة الصور التي لا زال العرب بعيدين عنها. وهي تتدرج من صناعة صورة للذات إلى مدى المعاناة المترتبة عن جعل تلك الصورة مقبولة وواقعية من خلال فرضها بالقوة عبر فرض الرقابة وحتى إطفاء فضائيات الآخرين أو فرضها بهدوء عبر الاختراق. لذلك، فعند تجميعها في هدا التقديم، أخذت هذه المقالات شكل متوالية سردية وفكرية في آن معا إذ يبدأ نص هذا التقديم من السينما لينزل إلى أرض الواقع بإعلامه وسياساته ثم تعود للسينما في الختام كما بدأ