أضف إلى المفضلة
الجمعة , 27 كانون الأول/ديسمبر 2024
الجمعة , 27 كانون الأول/ديسمبر 2024


المتهم الاول : تمام يا افندم

03-08-2011 09:59 PM
كل الاردن -

طاهر العدوان

لا شك بأن الفضول سيطر امس على كل من تابع محكمة رئيس مصر المخلوع لرؤية وجهه وهو ممدد على سريره خلف قضبان قفص الاتهام, في محاولة لقراءة تعابيره وتخَيُّل مشاعره وهو في هذه الحال.

لقد كان على مدى 30 عاماً السيد المُطاع, والحاكم الأبدي الذي تتجسد فيه مقولة (وحدي انا الدولة). غير ان الشعوب (غدارة), فالرئيس الذي كانت صوره تملأ الميادين وعلى كل حائط في ريف ومدن مصر هذه الشعوب كشفت عن حقيقتها, فهي تكرهه وتحقد عليه وتسعى الى الانتقام من عائلته وكل من تعاون معه. اكثر من هذا, فإن الاكتشاف الاكبر هو السذاجة المفرطة التي سيطرت على عقل الديكتاتور عندما اعتقد بأن الاستهتار بالشعوب والاستخفاف بارادتها ومعاملتها كالحيوانات سيمنحه حكما مطلقا.

الدرس الكبير الذي تقدمه مصر الثورة للعالم العربي في هذه الايام, اكبر واعظم من اهراماتها ومن نهر النيل, وهو ان الديمقراطية والحرية ضرورة للحكام مثلما هي مسألة حياة وكرامة للشعوب ولهذا الدرس شواهد كثيرة تقدّم العبرة لمن يعتبر..

تذكر الحكاية عن محمد حسني مبارك انه عندما استدعاه مكتب الرئيس السابق انور السادات الى القصر الرئاسي استعرض جميع الاحتمالات التي تقف وراء استدعائه, فكان افضل توقعاته ان يوافق السادات على طلبه بأن يعينه محافظا لسيناء, غير انه ومن سوء حظه - بالحكم على حياته من خواتيهما - أُبلغ بانه عين نائبا للرئيس المصري.

وتخيلوا لو ان هذا الرجل الذي خدمه الحظ آنذاك - بعد حادثة اغتيال السادات - إذ أصبح رئيسا لمصر, قد قرر ان يُدخل بلاده الى الديمقراطية من اوسع ابوابها, واعلن بأنه سيخوض انتخابات حرة تنافسية للفوز بمنصب الرئاسة, فإذا نجح استمر حتى نهاية ولايته ثم يغادر, واذا فشل حمل نفسه الى منزله وتقاعد, لو فعل ذلك لكان خسر الولاء المزيف له بوضع صوره على كل حائط في الميادين لكنه سيكسب ما هو اكبر واكثر دواما وهي المحبة في قلوب وذاكرة المصريين.

نعم, النظام الديمقراطي الذي يجعل من الحرية والكرامة وحقوق الانسان فضائل ترقى الى مصاف المقدسات, وحده من يقدم الضمانة الكبرى للحكام قبل المحكومين في العيش بأمان والوصول الى النهايات الطبيعية في الحياة الانسانية. وعلى حد تعبير رئيس برازيلي سابق اراد تعريف الديمقراطية فقال: "انها ذلك النظام الذي يسمح للحاكم ان يطوي ملابسه في حقيبته ويغادر قصر الرئاسة الى بيته في سلام وترحيب. وهذا امتياز لا تقدمه الديكتاتوريات للمعارضين ولا للحكام".

الواقع ان الحكام العرب - الذين انفجرت صيحات الحرية في شوارع المدن والقرى وعلى اسطح المنازل - يثيرون الشفقة وهم يلوثون ايديهم بدماء شعوبهم لأن مصيرهم بات معروفاً. انه مصير رئيس مصر الذي حَكَم لثلاثة عقود كفرعون جديد, انهم مثله سيجلسون خلف القضبان بلا حول ولا قوة, وفي جحور الخوف والرعب لا يملكون غير قرار الهروب الى الامام, بمواصلة القمع وبكل وحشية ضد شعوبهم العزلاء الا من حناجرها. لكنهم يهربون من دون حقائب الى اقفاص العار ولعنة الزمان.

امس دوى صوت القاضي في المحاكمة التاريخية وهو ينادي على المتهم الاول باسمه محمد حسني مبارك, فيجيب: "تمام يا افندم", هذا المشهد اختزل عذابات شعب مصر بالانتصار على الدكتاتورية واعادة الاعتبار لمبدأ (الامة مصدر السلطات).

taher.odwan@alarabalyawm.net

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
03-08-2011 11:20 PM

انت كبير كثييييييييييييييير على ما يسمى كل الاردن
=================
المحرر : نشكرك

2) تعليق بواسطة :
04-08-2011 07:43 AM

الاستاذ طاره العدوان فعلا انها لحظة تاريخيه ان يقف الدكتاتور ، ويقول لرئيس المحكمه حاضر يا فندم هو وابنائه ، فعلا سبحان ربي الخالق الذي جعل لكل اجل كتاب

3) تعليق بواسطة :
04-08-2011 08:27 AM

سيدي الكريم .. فعلا انها لحظات ربانية يتجلى فيها العدل الالهي المطلق الذي طبق على ارض مصر الحبيبة ارض الكنانة ...
هذه المقال له طعم خاص ومذاق خاص عندما يخط بقلم كاتب فهم الدرس وانتصر للحق وللشعب ووقف في صف الوطن والمواطن ولم يغريه منصب .. وله طعم خاص عندما يقرأه امثال محمد حسني مبارك وامثال سوزان مبارك وجمال وعلاء ورجال الاعمال اصدقاء العائلة الذين لوثوا باموالهم بيت السلطة والسلطان .. نعم ليقرأ كل المسؤولين هذا المقال وليشاهدوا وليتابعوا محاكمة العصر وليتعبروا فان الله أكبر من ممالكهم واكبر من عروشهم وسلطانهم واموالهم وجيوشهم واجهزة استخباراتهم واجهزة الامن والقمع لديهم .
بقي ان نرى كيف سيشهد مدير المخابرات المصري السابق ومدير امن الدولة السابق وقائد الجيش السابق كيف سيشهدون على محمد حسني مبارك واولاده وزوجته ليبرئوا انفسهم ويدينوا الحكام ويظهروا انفسهم انهم كانوا عبيدا فقط .

4) تعليق بواسطة :
04-08-2011 08:58 AM

العِبره لمن لم يعتبر بعد.. الإستخفاف بالشعوب واستغفالها هو الطريق الى الهوان لكل من يعتقد نفسه ظل الله على الأرض .. قال رسو الله (صلي الله عليه وسلم) "خير أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وشر أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم".

5) تعليق بواسطة :
04-08-2011 09:09 AM

الاستاذ طاهر العدوان انت انسان كبير وصادق ياريت كل مسئولينا مثلك انت اخترت الاستقاله واخترت التنازل عن المناصب الرفيعه مقابل ان لا تكون من الزمرة الفاسدة
فانت كبير بقلوبنا يحميك الله ويقويك

6) تعليق بواسطة :
04-08-2011 09:21 AM

America hanged Saddam and killed his two sons,Ben laden and his son and now Mubarak and his two sons are on trial...!!!,,the American message to the rest of the regional leaders is : when you work for me,,your are not my partner,you are just my agent,so keep your family at home ,becouse if they cause troubles then you will not serve me well,,and if you do not deliver according to plan and time frame,then you will face severe punishment,,this is how Americans run thier companies and treat thier managers

7) تعليق بواسطة :
04-08-2011 09:49 AM

الى الشامتين والمتشفين بمحاكمة زعماء عرب ومنهم الرئيس مبارك اقول اتقوا الله واسهل شيء في الحياة ان يمسك الانسان قلمه ويسفط الحكي اللي بعجبه واللي ما بعجبه وعندما يكتب كاتب او اي شخص في موضوع يظهر بانه مثال في كل صفة حميدة ويرفع سقف كلامة وشططه عاليا متشفيا او لشيء في نفس يعقوب واقول لو ان ايا من المعلقين او الكتاب المؤويدين لمحاسبة الروساء لو ان القدر وضعهم مكان هؤلا ء الحكام فهل سيكونون افضل منهم لا والله لن تكونوا وربما كان البعض ممن يدعوون الديمقراطية والحرية والاصلاح ومحاربة الفساد وغيرها من شعارات التجارة اسوا من حكامنا ومسؤولينا الف مرة ومرة فالشعوب العربية حقيقة ليست افضل من حكامها
واخيرا اقول الى تعليق 1 ماجد عبدالله ما كبير الا الله ومن يكون بنظرك كبير بنظر غيرك صغير وبلاش ذبذبه وهز ذنب

8) تعليق بواسطة :
04-08-2011 10:07 AM

لن تنتظر الشعوب العربيه من غالبية طغاتها صحوة ضمير ...ولن يتعض غالبيةالطغاة لطالما تتحكم فيهم اهواء نساء...ولو اراد حسني مبارك الموعظه لكان له فرعون خير مثال...وكان له الجنرال بينوشيه و جوزيف ستالين والدكتاتور ماركوس و شاه رضا بهلوي و كل قوى البغي والطغيان على الارض...قد تغريهم دريهمات ال كليبتوكراتيا التي هي في الاساس ملكا للشعب الذي ائتمنهم...فخيانة الامانة سهل ممتنع لكل ذي شأن
واما من تسول له نفسه فبئس المصير

9) تعليق بواسطة :
04-08-2011 10:11 AM

الربيع العربي هبت نسماته من تونس الخضراء التي كانت تحكم بسلطه مطلقه من رئيس نصب نفسه مدى الحياه وتحكمت زوجته الغبيه بكل مناحي الدوله لدرجه ان كل شيء كان مسخر لها لجمع الاموال وامتهان كرامه الناس بدون رقيب او حسيب الا الله الذي يمهل ولا يهمل ولو بعد حين وباشعال النار بنفسه الشاب بوعزيزي لظلم وقهر وجوع طاله اشعل شمعه الحريه لخلاص تونس من ذاك الطاغيه وزوجته وانتقلت الشراره لمصر العروبه التي اشتعلت بها ثوره شباب 25 يناير واسقطت اكبر الاصنام العربيه وبالامس شاهدنا ذاك الفرعون وزمرته داخل القفص ليقول القضاء العادل كلمته بحق من حطم وكسر كرامه وشهامه المصريين على مدى ثلاثين عاما
انها عداله السماء التي طالت وستطول كل ظالم متجبر يقتل شعبه ولا يتعض بغيره
تحيه احترام وتقدير لابن الاردن الصادق الطاهر الستاذ طاهر العدوان

10) تعليق بواسطة :
04-08-2011 11:41 AM

ان ما قامت به مصر وحكامها الجددمن مسرحية لمحاكمة الئيس السابق لمصر مسرحية سياة التاليف والاخراج والاهداف وهم رجالات حسني حسني مبارك ومساعدوه وشركاؤه في حكم مصر لاكثر من ثلاثين عاما مدة حكمهكرئيس دولهواكثر منها ظابطا قي الجيش المصري عمل الكثير من اجل مصر عسكريا وسياسيا ليتحول فجاة الى متهم بدون تهم حقيقيه بل يحاكمون بقايا رجل على سرير الموت فهذا ليس من الشجاعة او العدالة في شىء بل لطخة عار في تاريخ مصر لماذا لم يفعلوا كما فعل رجال ثورة 23 يليو مع فاروق ولا اعتقد ان ما فعله حسني مبارك يساوي ربع ما فعله فاروق فالعملية هي تصفية حسابات ومحاكمة تاريخ مصر

11) تعليق بواسطة :
04-08-2011 01:12 PM

الأستاذ علي الهناندة . يجب الوثوق بحكمه مفكري مصر وثوارها لأنهم يسطرون مرحله جديدة قوامها (تداول السلطه) . مرحله جديدة لن يتمكن بها رئيس من تعديل الدستور والحكم مدى الحياة . فصورة القفص وما بعدة "الحكم " ستبقى عالقه في ذهن أي رئيس مغامر يفكر في التعدي على الدستور واحتكار الحكم .

من ناحيه أخرى تحيه كبيرنا لأسناذنا النبيل طاهر العدوان .

12) تعليق بواسطة :
04-08-2011 02:49 PM

أسرج خيولك... فالصحراء ظامئة
لوابل من شفار السيف ينسكب.....
أعد بسيفك للصحراء وثبتهــا......
وهز بالنخل كي يساقط الرطـب........

13) تعليق بواسطة :
04-08-2011 06:11 PM

ليش مستغربين اسرائييل حاكمت روساء اثنين وفرنسا وايطاليا كمان
عادي اللي بغلط لازم يتحاسب ؟

14) تعليق بواسطة :
04-08-2011 07:36 PM

احب اقول للكاتب ومن يؤيده بان الذي حصل هو بهدله للعرب وانتم تطيشون ع اخبار الجرائد والفضائيات للاسف فارائوكم مرتبطه بالمناصب التى تلهثون لها-اتمني ان تعود الاحكام العرفيه لنرا جميعن كم فار يبقى خارج الجحر -عاش الاردن حرا شامخا

15) تعليق بواسطة :
04-08-2011 10:39 PM

تحية كبيرة لكاتبنا في اي موقع كان ,عندما قرأت العنوان تبادر الى ذهني ان "تمام يافندم " كتعبير للاجابة بالموافقة على كل ما يطرحه المسؤول هي المتهمة بتردي احوالنا , سيما واننا في الاردن نتهم كثيرا " نعم سيدي ", وهي النسخة الاردنية عن تمام يافندم , بانها من اسباب البلاء لانها تعطي المسؤول الاطمئنان بان اعماله كلها ايجابية وتدفعه الى الغرور .السعيد من اتعظ بغيره .... وما حدث ما هو الا درس لمن اراد ان يتعظ

16) تعليق بواسطة :
05-08-2011 02:43 AM

نسيت أن تذكر أهم وأقسى وأمر الأسباب التي جعلتك تسمع كلمة الرئيس المخلوع : تمام يا فندم..

إنهم قرابة ألف شهيد مصري تضرجت شوارع القاهرة بدمائهم البريئة من قبل الجلادين ، دماؤهم كانت اللعنة على الحكومات المتجبرة التي تظن بالقتل أنها تميت ، وهي تحيي ثورة لا تموت.

أوليس الشهداء أحياء لا يموتون " ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات " صدق الله العظيم.

عوض الله كل دم زكية سالت من مظلوم ومواطن مغلوب في أي شارع من شوارع العرب.

17) تعليق بواسطة :
05-08-2011 03:30 AM

لا أوافق الكاتب على اطلاقه لقب ديكتاتور على حسني مبارك فلم نسمع عن مجازر أو مشانق اعدها لشعبه ...هناك مبالغه في إطلاق الأحكام ...أما عن الفساد فما هو موجود عندنا يفوق ما هو موجود في مصر ...للرجل بطولات لا يمكن انكارها وحرام ما يحصل له في هذا العمر ...إرحمو عزيز قوم ذل .

18) تعليق بواسطة :
05-08-2011 06:30 PM

قتل 890 مصري في شوارع مصر يا أخت هدى ،،، ليس مجزرة ، كم عدد الرؤوس ! الممكن أن نصنفه تحت مسمى " مجزرة " ؟

19) تعليق بواسطة :
05-08-2011 07:46 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

لي الشرف العظيم ان حيي صاحب هذا المقال بغض النظر عن موضوع المقال حتى لو كان مهم كما اعتقد واجزم فالاهم لي كاردني اني اخاطب رجل مخلص لمبدئه ووطنه وابناء وطنه كل الاجلال والتقدير لك يا سيد طاهر العدوان ولكل الاردن الغراء والسلام .

20) تعليق بواسطة :
06-08-2011 06:00 AM

إلى تعليق 18 أحمد الحياري
أخي الكريم لكل إنسان أخطاء ولست أبرر عملية قتل الأبرياء وأنا ضد العنف بجميع أشكاله ولكنني دافعت عن فترة حكمه إذ لم نسمع عن عمليات قتل أو مجازر كما حدث في العراق وسوريا هناك فرق ....ومن قال أنه أصدر أمرا بقتل المتظاهرين هذا يسأل عنه ربما وزير الداخليه ....حدث عندنا تجاوزات من الأجهزه الأمنيه أثناء الاعتصامات هل حمل أحد الملك المسئوليه ؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012