أضف إلى المفضلة
الجمعة , 27 كانون الأول/ديسمبر 2024
الجمعة , 27 كانون الأول/ديسمبر 2024


الاردن وسورية (الصمت من ذهب)

08-08-2011 10:03 AM
كل الاردن -

.
طاهر العدوان

لاول مرة تخرج اصوات عربية تطالب نظام دمشق بوقف العنف ضد المتظاهرين, الاول كان بيان مجلس التعاون الخليجي, والثاني بيان الجامعة العربية. واذا كانت هذه المواقف تستجيب لمطالب امريكية - اوروبية بأن على العرب ان يتحركوا لمساندة الضغوط الدولية على الرئيس الأسد, فإن الموقف التركي يظل الأهم, بعد تصاعد اللّهجة التركية ورد الفعل السوري عليها بموقف أشد حزماً. فهل ستترجم هذه اللهجة بمواجهات على الارض?

من المستبعد ان تلجأ أنقره الى عمل عسكري ضد سورية, غير انها هيّأت الأرضية السياسية والميدانية لامكانية قيام تحالف عربي - تركي - دولي ضد دمشق. اذا اصر النظام على مواصلة حربه الداخلية .. وخطورة مثل هذه التحولات ان حدثت, ستتخذ طابع المواجهة الاقليمية. لان ايران, واطراف رئيسية في العراق إضافة الى حزب الله سيتحركون لدعم نظام الأسد, فسقوط هذا النظام يعتبر خسارة استراتيجية لا تحتملها هذه الاطراف.

حساسية ودقة وخطورة الوضع قد تترك الثورة السورية وحدها في الميدان في مواجهة آلة القمع الدموية. والواقع ان الشعب السوري مصمم على ان يصنع ثورته بتضحياته منتظرا تفكك النظام من الداخل.

يبقى الموقف الرسمي الاردني تجاه الاوضاع في الجارة الشمالية, فمن الواضح ان عمان في مأزق لا يقل حساسية ودقة, خاصة بعد ان اعلن مجلس التعاون الخليجي مواقف حازمة من العنف الذي يرتكبه النظام السوري. فهل ذلك سيكون اختباراً للسياسة الخارجية الاردنية وهي تستعد للالتحاق بالمجلس الخليجي, ام انها ستعتمد فقط على موقفها المساند للبحرين لتظهر اهمية انضمامها لمجلس التعاون. وفي كل الاحوال فإن لسان حال السياسة الاردنية في الوقت الراهن هو (الصمت من ذهب). وهذا يعني ان الاردن يكيل بأكثر من مكيال تجاه ثورات الربيع العربي. واحد منحاز كما في ليبيا. وآخر مضاد كما في البحرين, وبينهما حالة تسكين سياسي في التعامل مع التطورات في اليمن وسورية.

من جانب آخر يخطىء النظام في دمشق ان اعتقد بأن العالم يقف مكتوفا امام المجازر اليومية التي يرتكبها ضد شعبه. فالتدخل الخارجي سيعتمد الى حد كبير على تصرفات النظام الذي يبدو انه اضاع الفرصة التي منحها له الصمت العربي ومواقف اللافعل الدولية حيث اندفع بقوة خلف الحلول الامنية وتوريط الجيش (الوطني) في حرب مكشوفة ضد المدن السورية ولم يعد احد يأخذ جديا مزاعمه عن الاصلاح والحوار...الخ

النظام عينه, وليس غيره من ساهم في تهيئة الساحة العربية للتدخل الاجنبي سواء بمشاركة قواته في حفر الباطن من اجل طرد قوات صدام من الكويت, او ببناء سياسة المحاور في المنطقة بالاعتماد على دولة غير عربية هي ايران.فكيف له ان يعتقد بأنه سيفلت من المحاسبة الاقليمية والدولية على ما يرتكبه من حملات حصار وحشية لاسكات صيحات الحرية والكرامة التي تطالب بها الملايين من الجماهير تحت شعار »الموت ولا المذلة«. انه بهذه الاعمال المدانة يهيىء الظروف العربية والاقليمية للتدخل الاجنبي خاصة وان شرعية النظام اصبحت محل تداول«.

قد يشعر الرئيس السوري (بالانتصار) والتفوق ميدانياً على الجماهير العزلاء في دير الزور وحماه وحمص وادلب والمدن والبلدات الاخرى, لكن رائحة الدم وجثث الضحايا بدأت تؤثر بقوة على الرأي العام للشعوب وعلى مواقف الحكومات مما ينبىء ببداية ازمة اقليمية خطيرة ستؤدي الى تدويل الوضع السوري.

taher.odwan@alarabalyawm.net

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
08-08-2011 01:41 PM

لا تأمل بتدويل الوضع السوري أو التدخل في سوريا ، المسألة أكبر من سوريا فيما يخص سوريا.. المشكلة الأكبر أن الأردن نتيجة مستنسخة لنتيجة سوريا ، إن سقط النظام هناك سقط هنا فورا ، لا محالة.. الصمت من ذهب لأن أمن سوريا من أمن الأردن.

2) تعليق بواسطة :
08-08-2011 10:22 PM

الحكمة هي ما اوردها الكاتب( الصمت من ذهب) وهو الوضع المناسب للاردن.

3) تعليق بواسطة :
08-08-2011 11:13 PM

اولاً : الجيش السوري ومنذ اكثر من اربعة اشهر وهو في حالة طوارئ دائمة .. فهل يستطيع الجيش ان يصمد اكثر دون ان يتفتت ؟ ........... أشك !!!
ثانياً : سوريا مرشحة لحرب داخلية طائفية .. اتمنى الا تحدث .

4) تعليق بواسطة :
09-08-2011 12:07 AM

كيف يعني يا أستاذ طاهر, السياسة الأردنية تعتمد "السكوت من ذهب"؟

ما قرأت تصريح وزير خارجيتناالذي "أعرب عن قلقه" بالنسبة للأوضاع في سوريا؟

بدك أكثر من هذا التصريح الناري والمساند للشعب السوري الشقيق الذي يقتل بالدبابات والمدافع كل يوم.

5) تعليق بواسطة :
09-08-2011 01:44 AM

أبو فارس بسألك سؤال بريء : ما كنت تردد متحمسا : ألله أكبر ، ومتشفي لما ثوار الزعرنة كانوا يقتلون أفراد الشرطة السورية ويلقون بهم من فوق الجسر في نهر العاصي؟

ولا السكوت من ذهب على هيك سؤال ؟

6) تعليق بواسطة :
09-08-2011 05:57 AM

اعتقد ان يجيب التحالف مع النظام السوري لرد العدوان الامريكي والصهيوني عن الوطن العربي ووقف تفتيت الدول العربية لانهم استخدمونا في تدمير وقتل انفسنا ونحن غائبون فكريا ولا نعي ماذا يفكرون فالشعب السوري اهلنا ونحن اهلة وقائدة من هذا الشعب امياك تريد ان تظهر للشعوب العربية ان حكامها لصوص وقتلة ووو وتسير في مخططها كما تريد فالاصل الوفوف الى جانب سوريا وارسال وفود عربية الى هناك واصلاح ذات البين ، لا التهديد والوعيد هل ننسى بوش عندما قال بعد ضر البرجين ومحاربة ألارهاب ( الاسلام ) اما معنا اوضدنا .فكروا مليا وتعلموا من الاحداث.

7) تعليق بواسطة :
09-08-2011 09:13 AM

ساشرب دم ابو فارس واسالك ما يلي:1-ما الدليل على ان من تم رميهم من فوق الجسر هم من الشرطة خاصة واننا نعلم خبرة النظام في الفبركه؟لماذا لا يظهر المندسون في المظاهرات المؤيدة للنظام ولا يسقط قتلى او جرحى بها؟هل يعقل ان يبقى حزب اكل الدهر عليه وشرب متحكما في مصير شعب لاكثر من اربعة عقود؟هل لا زلت تصدق الممانعه والصمود بعد ان اعترف رامي مخلوف بان امن اسرائيل مرتبط بامن النظام السوري؟هل تصدق ابواق النظام وتكذب الاف الفيديو كليبات التي يشاهدها العالم كله؟اقيقوا ايها المخدرون

8) تعليق بواسطة :
09-08-2011 09:57 AM

ان الكيل بمكيالين هو الوصف الصحيح لما هي عليه المواقف العربية من ما يجري في سوريا ، فموقف دول مجلس التعاون الخليجي والاردن لما جرى ويجري في البحرين دليل على ذلك ، اضف ان موقف السعودية وتصريح الملك السعودي من ما يجري سورية موقف مضحك
فكيف لدولة ما زالت المرأة فيها تناضل من اجل قيادة السيارة ان تطلب من دولة
اخرى ان تحترم حقوق الانسان فعلا ينطبق القول هنا " شر البلية ما يضحك "

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012