09-08-2011 10:11 AM
كل الاردن -
فهد الخيطان
سبع مشاكل رئيسية تواجه التعليم العالي والاخفاق في حلها يعني مزيدا من التدهور .
لم يكن بوسع اكاديمي موهوب وصاحب خبرة مثل الدكتور كامل العجلوني ان يستمر في موقعه دون ان يحدث فرقا في الاداء والعمل , ولهذا استقال من رئاسة مجلس امناء الجامعة الاردنية .
لم يستقل لاسباب شخصية او لاحتجاجه على الامتيازات الممنوحة له , وانما (وتحت هذه الظروف يستحيل علي تقديم خدمة ذات قيمة للجامعة في ظل القوانين السائدة وموقف الحكومات المتعاقبة من الجامعات وتفرد الوزير واهمال مجالس الأمناء عند تغيير التشريعات ووضع الخطط الاصلاحية) كما جاء في نص استقالته التي رفعها لرئيس الوزراء الاحد الماضي .
بعد سنة في رئاسة مجلس الامناء وضع العجلوني يده على اوجاع التعليم العالي , وفي رسالة الاستقالة يتبدى بوضوح زيف الشعارات الرسمية عن اصلاح التعليم العالي , وعقم الخطط والاستراتيجيات والاجتماعات التي لاتنتهي .
شخص العجلوني مشاكل الجامعات في صفحة واحدة هي نص استقالته , وحددها في سبع نقاط رئيسية كانت على الدوام محل نقاش في الاوساط الاكاديمية , لكن غياب الارادة والجدية في الاصلاح حالا دون معالجتها .
يشهد التعليم العالي منذ سنوات تدهورا مستمرا على كل المستويات , ويعيش حالة تخبط جراء سياسات حكومية لاتستقر على حال , ووزراء يتعاقبون يحمل كل واحد منهم اجندة شخصية ويمضي بعضهم جل وقته في تصفية حسابات مع منافسيه ورؤساء الجامعات , وفي المحصلة يظل التعليم العالي يراوح في ازمته التي تتفاقم سنة بعد اخرى .
اللافت في استقالة العجلوني انها جاءت بعد سلسلة من الاجتماعات مع رؤساء الجامعات قيل بعدها ان هناك خطة جامعة مانعة لتطوير الجامعات للسنوات الثلاثة المقبلة , بيد ان استقالة العجلوني كشفت المستور , اذ تبين ان الخطة وضعت دون استشارة رؤساء واعضاء مجالس الامناء , يبدو الامر في غاية الغرابة فعلا , فكيف يمكن لخطة تطوير ان تنال حظها من النجاح بمعزل عن المجالس التي تشرف على الجامعات الحكومية ? !.
وتبين من الاستقالة ايضا ان اشكالية استقلالية الجامعات ابعد مما كنا نتصور , فالجامعات لاتستطيع تقرير اعداد الطلبة المقبولين او حتى تغيير مسمى التخصص الاكاديمي دون موافقة مجلس التعليم العالي , اي استقلالية هذه ?
ولفت العجلوني في استقالته الى مخاطر الافراط في الاعتماد على ' الموازي ' كمصدر لتمويل الجامعات بعد ان تخلت الدولة عن دورها في دعم التعليم العالي , واشار الى ظاهرتين مقلقتين بهذا المجال هما :حصر التعليم الجامعي في بعض التخصصات كالطب بالفئات المقتدرة , وزيادة اعداد الطلبة في هذه التخصصات من دون وجود امكانيات تتناسب مع الزيادة الامر الذي ينعكس سلبا على المستوى الاكاديمي .
قبل الدكتور العجلوني رفع اكاديميون من اصحاب الضمير صوتهم محذرين من تدهور التعليم الجامعي , لكن احدا لم يسمع , ومن سمع من المسؤولين اكتفى بهز رأسه اقرارا بالازمة وبالعجز عن معالجتها . خسرت ' الاردنية ' باستقالة العجلوني , لكننا نأمل ان لا تمر استقالته مرور الكرام وتجد صرخته اذانا صاغية ويتوقف بعدها مسلسل الخسائر في جامعاتنا.
fahed.khitan@alarabalyawm.net