أضف إلى المفضلة
الجمعة , 27 كانون الأول/ديسمبر 2024
الجمعة , 27 كانون الأول/ديسمبر 2024


الربيع الفلسطيني غائب !

11-08-2011 08:36 AM
كل الاردن -

طاهر العدوان



ينتصر العالم لثورات الربيع العربي. ولفكرة الحرية والديمقراطية في بحيرة الاستبداد الآسنة في المنطقة. ويعجب الرأي العام الدولي بالطابع السلمي لهذه الثورات بل انه يقف الى جانبها بالقوة العسكرية عندما يلجأ الحاكم الى القوات المسلحة لقمع الحركات الاحتجاجية كما حدث في ليبيا.

اما التطور الآخر, فهو يخص شعوب العالم العربي التي اكتشفت انها تمتلك من القوة القادرة على التغيير, ما لا تستطيع مؤسسات القمع والتقتيل والاعتقال ان تقهرها. وان سر هذه القوة يكمن في »سلمية« الاحتجاجات المعتمدة على كتل بشرية توحدت مطالبها بشعار واحد هو طلب الحرية والكرامة وإسقاط الدكتاتوريات.

تعلم الشعوب العربية بان ارادتها الذاتية ذات الطابع السلمي هي العماد الاساسي للتغيير والتقدم والحياة الكريمة. والى هذا يمكن تفسير الدعم العالمي لثورات الربيع العربي. فالانسان العربي الذي فقد الكثير من رصيده الانساني في الغرب والشرق تحت نيران حملة بوش العسكرية والدعائية ضد الارهاب, عندما تم تصوير كل عربي بانه ارهابي, هذا الانسان يخترق اليوم سحب التضليل والاكاذيب ليتجسد امام الجميع كرمز لنضال الانسان وتضحيته من اجل الحرية. انها صورة أسطورية لا يمكن لغير الشرق, بتاريخه ومخيلته وتراثه ان يصنعها.

اكتشاف هذا السلاح الجديد والاصيل للشعوب العربية من اجل الحرية والديمقراطية, لم نلمس بعد تأثيراته وانعكاساته على قضية التحرير والحرية في فلسطين. وعلى العكس تماما, نشهد تشبثا بأسلحة الماضي البالية, وبأساليبه الفاشلة. وبدل ان نشهد ربيعا فلسطينيا في الضفة وغزة, يُوحّد الارض والانسان في مواجهة الاحتلال, يتوازى مع حراك شعبي سلمي لا يتوقف يعرّي اسرائيل وجرائمها ووحشيتها وعنصريتها, باستغلال تركيز العالم, حكومات وشعوبا على ما يجري في العالم العربي, نرى ان »الربيع الفلسطيني« غائب عن احداث المنطقة التاريخية منشغل بالزحف نحو نيويورك من اجل ورقة أممية جديدة تعترف بالدولة الفلسطينية تضاف الى قائمة الاوراق والقرارات التي داست عليها اسرائيل بكل صلافة وتحد وبرود.

لقد نجحت قوات الامن الفلسطينية, في كل من الضفة وغزة, في عزل الشعب خاصة الشباب عن الحالة العربية, وسمعنا في ندوات ومقابلات عن اساليب القمع والإجهاض الأمني, التي ارتقت بالاجهزة الامنية الفلسطينية الى مرتبة مثيلاتها في الدول العربية. وذكر في الانباء ايضا, ما لا نريد ان نصدقه, وهو تنسيق أمني في الضفة مع الاسرائيليين لمنع حدوث مصادمات بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال على الحواجز عند عرض طلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية على الجمعية العامة.



ليس المطلوب اطلاق الصواريخ من غزة, فهذه لا فاعلية لها في زمن الربيع العربي, وليس المطلوب مظاهرات يومية في شوارع رام الله ونابلس والخليل حيث لا يوجد جنود احتلال. المطلوب ان ينزل »الأبوات« عن كراسيهم وعن رؤوس الاشجار التي يجلسون فوقها, وان يفسحوا المجال للاجيال الجديدة من شعبهم لصناعة »وحدة« جديدة تقدم نموذجا للديمقراطية والحرية في ادارة شؤون الارض والناس والموارد في الضفة والقطاع.

المطلوب بعث الحياة من جديد في روح الثورة الفلسطينية لكي تكمل مسيرتها من اجل الحقوق الوطنية الكاملة للشعب. لكن بأدوات مختلفة تستند الى قوة الشعب الفلسطيني وجَلَدِه وتضحياته وصبره وابداعاته في المقاومة لكي تعود فلسطين مرة اخرى الى مقدمة الصورة لعالم عربي علت اصواته من اجل الحرية والديمقراطية تهز الآن اركان الدنيا الاربعة.0

taher.odwan@alarabalyawm.net

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
11-08-2011 10:07 AM

الامة العربية كلها كانت غائبة عندما قام الفلسطينيون بربيعهم في الانتفاضة الولى و الثانية.

2) تعليق بواسطة :
11-08-2011 10:31 AM

في الفيلم الشعير لأنتوني هوبكنز " الغريزه" حيث قدم شخصيه عالم الأنثروبولوجي الذي يفقد في ادغال افريقيا " ايثان باول" . يقوم عالم الأنثروبولجي بالكشف على بعض الغوريلات في القفص . ينضر باول الى عيون تلك الغوريلات ويترك ابواب القفص مفتوحه وسط دهشه الحراس ويقول " انها لن تخرج من القفص لأنها فقدت الأمل في الحريه"

3) تعليق بواسطة :
11-08-2011 11:24 AM

تساؤل في محله ويؤكد برأيي:
أن التمثيل الفلسطيني المشتت والانقسام الحاد بين فتح (دحلان وأمثاله) وحماس الذي رعته مصر مبارك بالنيابة عن أمريكا وإسرائيل،
وإنسحاب معظم العرب والمسلمين والمسيحيين المشرقيين من مسئولية العمل والنضال لتحرير الارض ودعم الشعب،
بالاضافة الى الضغوط من جانب مبارك وحكومته لمدة 30 عاما، وتدجين الفلسطينيين وكبح هويتهم الوطنية في دول اللجوء،

ودعم أوروبا وأمريكا واليابان وبعض الدول العربية المالي للاقتصاد الريعي بالتعاون مع إسرائيل والسلطة في رام الله منذ أوسلو 1993 وحتى الآن،
وأسر عشرات الآلآف من المناضلين بالتعاون مع السلطة تحت بنود التعاون الامني ومخابرات وقوات قمع الشعب تحت إدارة الجنرال الامريكي "دايتون"

وقمع حركات أهل البلد الفلسطينية داخل الخط الاخضر بالاعتقال وتكميم الافواه من قبل إسرائيل وبتعاون غربي (إعتقال الشيخ رائد صلاح في بريطانيا)

كل ذلك، أدى الى تحجيم الحراك المدني والعسكري الشعبي ضد الاستعمار والسلطة، الشيء الذي لن يطول في حالة إستمرار تحرر المحيط وتوسع الاصلاحات الديمقراطية الشعبية في دول الطوق.

4) تعليق بواسطة :
11-08-2011 12:39 PM

لطالما تسائلت عن مغزى بعض الأجراءات وبرائتها . فدول غربيه ومنها كندا تستقبل الفلسطينيين . ودول توطن الفلسطينيين . وحملات لتجنيس ابناء الأردنيات الفلسطينيين تقودها جهات كبيرة ومهمه . لطالما تسائلت لماذا لا تطالب كل تلك الجهات بحق الشعب في وطنه وجواز سفرة ؟؟ بل ماذا يمنع تحويل وثائق سفر غزة الى جوازات فلسطينيه وهو القرار السهل اذا كانت تلك الجهات حريصه على الفلسطيني ؟؟؟
وهنا هل نستطيع أن نقول تفتيت وتشتيت الهويه الفلسطينيه واختلاف مطالب الفلسطينيين من بلد لآخر تم بالصدفه؟؟؟؟؟

5) تعليق بواسطة :
11-08-2011 12:48 PM

الفلسطينيين قدموا مثالاً لشعوب العلم بالثورات الشعبية كالانتفاضة الأولى و الثانية ! هذه الانتفاضات لم تكن لمدة شهر او شهرين بل لمدة سنين ! يجب الذهاب الى نيويورك لأن النتيجة أياً كانت بعدها ستكون لصالح الفلسطينيين فإما دولة معترف بها و بذلك حق الدفاع عنها أو دولة غير معترف بها تؤدي الى انهاء نظرية المفاوضات

6) تعليق بواسطة :
11-08-2011 02:40 PM

أخونا الشعب الفلسطيني يستحقون كل الدعم والتقدير والله يعينهم على حملهم وعلى قيادتهم التي تشبه المالكي في العراق وكرزاي في افغانستان بصراحة قبل اتفاقية وادي عربة كان يصل الى اخونا في الضفه الغربية السلاح والعتاد عن طريق الاردن .
شكرا يا شيخ الشرفاء يا سيد الاحرار يا أخ طاهر العدوان.

7) تعليق بواسطة :
11-08-2011 03:11 PM

اعتقد أن الربيع الفلسطيني ضرورة حتميه . واعتقد أن الزخم لمطالب الفلسطينيين ودعم حقوقهم سيتأتى أولا من الشعوب العربيه التي تعتبر قضيه فلسطين قضيتها الأساسيه . أن التحولات الديمقراطيه التي سيفرضها الربيع العربي ستوحد المطالب الفلسطينيه والعربيه بأتجاة حل قضيه فلسطين . فالشعوب العربيه ليست معنيه كثيراَ بالمناورات السياسيه ودهاليز اوسلو .
أعتقد أنه من المهم ضهور قيادات بحجم القضيه الفلسطينيه قادرة على حمل المشعل الفلسطيني وتجسيد اخلاقيه القضيه الفلسطينيه في العالم .

8) تعليق بواسطة :
11-08-2011 06:16 PM

أقسم بالله يا وطني

أقسم بالنبض...

لن يورق حق عربي

الا من رحم الثوار

9) تعليق بواسطة :
12-08-2011 12:19 AM

انها روح التغيير التي يستشعرها كل بطريقته . يستشعرها الفلسطيني في ثورة داخل نفسه أولاَ , ثورة اعادة اكتشاف الذات واكتشاف الهويه ومعناها . يشعر الفلسطيني كأنه ابن متبنى لعائله وقد اكتشف للتو يوجود عائلته الأصليه وينتابه الصراع هل يريد التعرف على عائلته والتعامل مع الماضي أم يكمل حياته الجديدة متناسياَ الماضي . ويغرق في بحر التساؤلات وفي أزمه الهويه والوطن والذات ومعنى الحياة وهل فعل ما يجب فعله ......

10) تعليق بواسطة :
12-08-2011 10:08 PM

هم ينظرون بسعاده وتشفي لما يحصل في الدول العربيه ....وينتظرون من العرب تحرير فلسطين وهم أصحابها مصالحهم في الخارج وعينهم على الأردن والجنسيه والرقم الوطني

11) تعليق بواسطة :
13-08-2011 12:03 AM

لما بدك تحكي عن الشعب الفلسطيني الرجاء التزام اداب الحديث , سطحتي راسنا بالجنسيه والرقم الوطني عاد. انتفاضتين ضد اعتى واقسى قوة في المنطقه وكل العرب كانوا يتفرجوا عليهم. الاف في غزه قبل سنتين وبرضوا ما حدا تحرك وكلامك عن السعاده والتشفي على جروح اشقائنا العرب مردود عليكي, اذا في منتفعين عملاء فهم قله مقارنه مع مئات الاف الوطنيين وكل بيت في مزبله, انا زوجتي فلسطينيه واقسم برب العزه انها رفضت تعمل جواز سفر اردني مع كل حبها واحترامها للاردن, فيا ريت بلاش التعميم المؤذي الجارح . رمضان كريم والله من وراء القصد

12) تعليق بواسطة :
13-08-2011 02:53 AM

فعلا خلي عندك شوية ادب - بالنسبة للجنسية فهي حق وليست منة من احد - اضفة لحق العودة والتعويض ولنا الحرية اين نذهب بعد العودة

13) تعليق بواسطة :
13-08-2011 03:28 AM

يبدو أنه لا المقال الجدير بإثارة التساؤل ، ولا التعليقات الكريمة مع الاحترام لمعالي الكاتب وللأفاضل المعلقين ، لا المقال ولا التعليقات لامست المشهد الفلسطيني لاستنطاق سبب عدم ظهور مظاهرات الشارع الفلسطيني السلمية للمطالبة بالتغيير.

الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة والأرض المحتلة عام 1948 فيما يسمى عدوانا بإسرائيل ، يئس من مسلسلات الصلح بين السلطة وحماس وقد شاهدهم يجتمعون في مكة ثم في القاهرة ثم في كل مرة يلعن بعضهم بعضا ويذيق بعضهم بأس بعض.

الشعب الفلسطيني ، فقد الأمل في تحقيق أهداف لأي حراك سلمي في الشوارع بعد أن تولى شئونه من أتوا على إثر انتفاضته الأولى فركبوا التيار وأنزلوا كل الفرسان عن الأحصنة ، ثم إذ بالنضال يصبح حكرا على الفتحاويين من كتاب شهداء الأقصى والحمساويين من كتائب الشهيد عز الدين القسام .. والنطقة المختلفين بين فصائل تعد منها الإسلامية حتى تنسى وتعد منها الوطنية القومية حتى تمل ..
الشعب الفلسطيني ، يئس لأن سقف الناس ، لا يحقق إلا سقف الذين يركبون ظهور الناس ، فلا يتحقق أمل ، ولا تكون ثمار..وهل نختلف عنه في الأردن ؟ اللهم لا.

14) تعليق بواسطة :
13-08-2011 05:31 AM

إلى تعليق 11 ماهر الكسواني
ليس مثلك من يعلمني آداب الحديث ...ما قلته هو عين الصواب وسمعته باذني مئات المرات ...مثاليتك لا تنطبق على أبناء جلدتك ولست أنا من صدع راسك بالحديث عن الجنسيه ولكن أنتم من صدعتم رؤوسنا بالحقوق المنقوصة ومطالباتكم اليوميه بالمحاصصة ....إذا كانت زوجتك ترفض الجواز الأردني فهناك الالاف ممن يلهثون وراءه ...نرجو كذلك عدم التعميم

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012