أضف إلى المفضلة
الجمعة , 27 كانون الأول/ديسمبر 2024
الجمعة , 27 كانون الأول/ديسمبر 2024


البلطجية في الكرك : الثمن باهظ جداً

13-08-2011 10:00 AM
كل الاردن -

ناهض حتر

الاعتداء على شباب الحراك الشعبي في الكرك, خلال مسيرة الجمعة الدورية, تطور مقلق للغاية. فهي المرة الأولى التي تنتقل فيها البلطجة من عمان إلى المحافظات. وهنا, لا أحد يستطيع التنبؤ بردود الأفعال.

لا أحد يصدّق, للحظة, أنها ليست اعمالا مدبرة ومحمية من قبل الأجهزة الرسمية. ومن العجيب أن هذه الأجهزة أو بعض خلاياها ما تزال تعتقد - رغم ما حدث ويحدث في عدّة بلدان عربية شقيقة - أن البلطجة وسيلة فعالة لوقف الإحتجاجات أو منع اتساعها, من دون الإحراج السياسي الذي يرافق القمع الرسمي. إلا أن البلطجة ترتد على السلطات في تبعات أسوأ من ذلك الإحراج. فهي تنشر الشعور بضعف السلطات وفقدان الأمن وتدمر ما بقي من ثقة بالنظام السياسي, وتفتح المجال أمام تدخلات عنفية من أطراف غير مسؤولة او صاحبة أجندات غير وطنية, وتنشر الفوضى.

جربت الأوساط الأمنية, استخدام البلطجية في عمان, عدّة مرات, ولم تحصد من وراء ذلك, سوى الإساءة لسمعة البلد, وتقويض الصورة الحضارية التي اجتهد الأمن العام في رسمها للتعامل الأردني الرسمي مع الإحتجاجات. بل أن البلطجية لم يتورعوا, قبل أسابيع, عن الإساءة للدبلوماسية الأردنية وإحراجها, حين صعّدوا ضد وكالة الأنباء الفرنسية, بينما كان الملك في زيارة رسمية إلى باريس. وهكذا, فإنك حين تطلق الشيطان من قمقمه, لا تستطيع ضبط حركته ضدك ايضا.

البلطجة مدانة سواء في عمان أم في المحافظات. لكن بينما يمكن استيعاب نتائجها في مدينة كبرى لا تشكل مجتمعا محليا متماسكا, فإن ردود الأفعال في مجتمعات محلية عشائرية, لا يمكن الإمساك بها, وهي ستجر إلى تضامن المجتمع المحلي مع أبنائه المحتجين, سواء على المستوى السياسي أم على المستوى العشائري. ومثال درعا في سورية قريب وماثل. فقبل قمع التحرك المحلي في هذه المحافظة العشائرية, كانت السلطات تسيطر أمنيا, وفقدت هذه السيطرة ابتداء من قمع درعا.

البلطجة في الكرك, ليست مجرد خطأ, بل يرقى استخدامها غير المسؤول في مواجهة الحراك المنضبط والسلمي والراقي في عاصمة الحركة الوطنية الاجتماعية, إلى مستوى التآمر على النظام والدولة والبلد.فالذي اتخذ القرار باستخدام البلطجية في معقل عشائري, يريد الإنتقال بالأردن إلى الفوضى. وحين تنتفض الكرك سوف تستجيب لها الطفيلة والسلط واربد والبادية, فالمزاج السياسي الأردني واحد. وهو غاضب وراديكالي بأكثر مما تتصور الخلايا الأمنية. ولذلك, فإن التحقيق الفوري والجدي في هذا التطور الخطير, لا يهم الحراك الشعبي بقدرما يهم جميع الأطراف السياسية, ومنها, بالخصوص, الأطراف المسؤولة في الدولة.

ynoon1@yahoo.com

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
13-08-2011 01:37 PM

الأستاذ ناهض حتر الفارس الأردني الهمام لك تحية من كل نشمي ونشمية من أبناء الوطن
في غربتنا التي نرجو ان لا تطول .
لقد وردت عبارة في مقالك وصفت بها الكرك بعاصمة الحركة الوطنية الإجتماعية ..هذا الكلام وسام نعلقة على صدورنا نحن ابناء الكرك .. لكن في كل مجتمع لا بد ان تجد من يعاكس التيار وقلة من ابناء الكرك هم ممن ركبو هذة الموجة فأصبحوا من الهتافين والسحيجة وأخيرا تحولوا إلى بلطجية حسب الأجواء السائدة فتجدهم إما جهلة وهذة الأكثرية او مستفيدين من الوضع القائم وإستمراريتة وهم من الفاسدين والمفسدين ..وأخيرا المرتزقة الدي لا دين ولا مبدأء ولا وطن لهم إلا الفلوس وهم حثالة المجتمع .

2) تعليق بواسطة :
13-08-2011 02:28 PM

نعتذر.

3) تعليق بواسطة :
13-08-2011 06:47 PM

نعم صدقت استاذنا الكبير وفارس الكلمه ناهض حتر في مقالتك المعبره هذه ..لك مني كل التحيات من عاصمة المقاومه والثقافه بيروت ..

4) تعليق بواسطة :
14-08-2011 12:48 AM

What is happening with our intelligence service...!!! they used to be a model to follow in prediction , quite approach of soft containment,,,Battekhi and Khair took this idol institution to where it should have never gone,I feel sad and worried

5) تعليق بواسطة :
14-08-2011 02:14 AM

الى تعليق رقم 3 نعمان احب اقول لك فعلا العقل زينه

6) تعليق بواسطة :
14-08-2011 06:17 AM

صدقت أخ ناهض الكرك ليست عمان. الكرك هي شرارة أي تحرك وطني وهي معقل النشامى الوطنيين اللذين يغارون على أردننا الحبيب من جميع الفاسدين والمفسدين والعميان سياسياً وإدارياً وتحليلياً. لا تتلاعبوا بالكرك فهي قذيفة المدفع التي إن تحركت حرقت كل ما حولها.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012