أضف إلى المفضلة
السبت , 28 كانون الأول/ديسمبر 2024
شريط الاخبار
بلدية إربد الكبرى تحيل عطاء إعلانات بمبلغ 370 ألف دينار الأمم المتحدة: القصف الإسرائيلي وانخفاض الحرارة أدى لوفاة حديثي الولادة ورضع في غزة اليكم أبرز تفاصيل المنخفض الجوي إصدار جدول مباريات دوقرا بدوري الدرجة الأولى - رابط غارة جوية جديدة على العاصمة اليمنية انخفاض الوفيات الناجمة عن حوادث السير 12% مهندس أردني يفوز بجائزة نوابغ العرب عن فئة العمارة والتصميم مطالب بتخصيص جسر مشاة بكفرخل لمنع حوادث الدهس الملك يؤكد لـ ماكرون دعم الأردن لسوريا في بناء دولة حرة مستقلة ذات سيادة كاملة زراعة الزرقاء: تحويل 15 اعتداء على الغابات للمحاكم المختصة "الافتاء": المساعدات المقدمة الى غزة الاسبوع الماضي تجاوزت الـ 2 مليون دينار 40 ألف مصلٍ يؤدون الجمعة في الأقصى آلاف المواطنين يؤدون صلاة الاستسقاء في مختلف محافظات المملكة غزة: إصابة مدير مستشفى العودة وأعضاء بالطاقم الطبي بتفجيرات مفخخة الأمير الحسن يلتقي رؤساء وممثلي الكنائس الشرقية والغربية في عمان
بحث
السبت , 28 كانون الأول/ديسمبر 2024


حصاد الاخوان المسلمين

15-08-2011 08:32 AM
كل الاردن -

طاهر العدوان


يستقطب التيار الاسلامي الانظار منذ بداية الربيع العربي, فقد تحول تحت مناخ الربيع العربي من تيار معزول ملاحق, قادته في السجون والمنافي, الى قوة سياسية فاعلة تستعد لدخول مواقع السلطة من اوسع ابوابها كما في مصر وتونس. واضافة الى دورها الرئيسي المتوقع في الثورة السورية فان اول من سيقطف ثمار ثورات الربيع العربي هي جماعة الاخوان المسلمين.

هذا الواقع يثير جدلا بين القوى والتيارات الشعبية القديمة والجديدة, يتحول احيانا الى حالة انقسام في الشارع العربي تجاه الاخوان كما نشاهد في مصر, وفي الخلافات التي تثار كل يوم جمعة في ميدان التحرير بين اسلاميين وغير اسلاميين (بالمعنى السياسي). والامر ينصرف على الوضع في تونس فالحوار يزداد سخونة حول دور حزب النهضة الاسلامي, وعلى الطريقة التونسية (فاللايكيين) اي العلمانيين اكثر جرأة في المواجهة والاعلان عن رفضهم لبرنامج حزب الغنوشي (النهضة).

على خلفية هذه الجدالات يمكن تفسير الخلافات القائمة في شارعي الثورة المصرية والتونسية حول موعد الانتخابات التشريعية, الاسلاميون يريدونها مبكرة, وباقي جماعات الثورة الشبابية يريدون وقتا اضافيا يمنحهم فرصة تنظيم الجماهير, وهي فرصة يمسك الاسلاميون بناصيتها منذ عقود طويلة.

ووسط الحوارات والمواجهات في ميادين اختبار القوة من خلال التنافس في جمع الحشود واحتلال الشوارع والميادين يسجل الاسلاميون نقاط قوة ميدانية وسياسية كل يوم. لقد فاجأهم الربيع العربي كما فاجأ الحكام لكنهم كانوا في الصف الرابح باستثمار اخطاء الحكام الطويلة والمتراكمة.

لقد تم عزل الاسلاميين ومحاربتهم وحصارهم في مصر وتونس باثارة مشاعر الخوف بين الشعوب وفي المجتمع الدولي من حدوث اخطار جسيمة ستهدد أمن المنطقة والعالم ان وصل الاسلاميون الى الحكم, وتم إلحاق وصف الارهاب بهم في كل مناسبة. وغرض الحكام من هذه المزاعم لم يكن فقط كسب تأييد امريكا واوروبا ونيل الدعم والمساندة المادية والامنية والعسكرية, انما ايضا تعزيز وتكريس انظمتهم الاستبدادية والديكتاتورية, فأصبحت كلمة 'الامن' مرادفة للقضاء على الاسلاميين وملاحقتهم, وألحق بهم كل من دعا الى الحرية والديمقراطية واتهامه بأنه يمهد الارضية لوصول اغلبية اسلامية الى البرلمانات.

هذه المواقف الرسمية العربية لم تؤد في الواقع إلا الى تعزيز قوة الاسلاميين في الشارع, لقد منحتهم فرصة نادرة وهي الانفراد بالمعارضات وامساك زمام قيادتها. وأدت الملاحقات والمضايقات للاخوان الى افراز صفوف من القياديين الذين اصطفت خلفهم جماهير واسعة ومنظمة. فما نشهده على ارض الثورات العربية هو وجود حزب واحد قوي يملك القيادات والبرامج والانصار المخلصين بمئات الآلاف, انه حزب الاخوان الذي ظل وحيدا في الميدان عندما انهارت الانظمة ومؤسساتها.

لقد ألتقط قادة الاسلاميين في مصر وتونس اللحظة التاريخية واحتضنوها وتعاملوا معها بذكاء شديد عندما اطلقوا شعارات في سماء الربيع العربي هي اقرب الى الراديكالية الليبرالية وفتحوا الابواب امام حوارات بأفكار منفتحة مع شرائح الثورة في تونس ومصر من اجل اطفاء المخاوف من نوايا السيطرة على الانتخابات الرئاسية والتشريعية واعلنوا بأن كل ما يطمحون اليه هو الوصول بكتل كبيرة الى البرلمان (لكن ليست اغلبية) كما اعلنوا جهارا عدم المنافسة في الانتخابات الرئاسية.

الحصاد الآخر, الذي لا يقل اهمية, هو نجاح الاسلاميين في تونس ومصر بكسب تأييد عواصم الغرب لدورهم في الربيع العربي. وفي ندوة (حضرتها) في باريس خاطب ممثل حزب النهضة التونسي الفرنسيين والغرب قائلا: 'نحن سنفاجئكم بمدى ليبراليتنا وديمقراطيتنا' وذلك في معرض رده على ما أثير من مخاوف حصول تطرف اسلامي سياسي واجتماعي في تونس. فرد عليه وزير الخارجية الفرنسي الن جوبيه 'ونحن سنفاجئكم ايضا بدعمنا وتفهمنا'. لقد تحول الاسلاميون في نظر الغرب من 'قوى إرهابية' معادية للديمقراطية الى قوة اساسية من اجل الديمقراطية, وهذا تطور ستكون له ابعاده وتفاعلاته.

taher.odwan@alarabalyawm.net

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
15-08-2011 08:45 PM

هم كما تقول القوة الوحيدة المنظمه والقادره على الوصول الى الناس هم الان معارضة ناجحة فهل سينجحون اذا وصلوا الى الحكم ؟

2) تعليق بواسطة :
16-08-2011 11:00 AM

الاستاذ طاهر العدوان تحية ودعاء لك بالصحة والعافية ,متعة وفائدة هذا ما يجنيه القارىء من مقالاتك , ولكنني اواجه مشكلة تنغص علي هذه المتعة عندما اقرأ ان الاخوان معارضة وعندما اقرأ المبالغة في تأثيرهم بالشارع .

اولا في المعارضة:عنونت مداخلتي بالسؤال عن المعارضة , تعريفها ,امثلة من الواقع السياسي العالمي عليها ,دورها في الحكم ...الخ .طبعا املك بعض الافكار حول ذلك ولكن ليس الى الحد الذي يؤهلني بوضع تعريف اكاديمي لها , ولكن هذه الافكار والمعلومات التي هي بالاصل من المقارنة مع المعارضات الحزبية التي تتداول وسائل الاعلام اخبارها هي التي تجعلني اقف قبل ان اصدق او اختلف مع من يقول ان الاخوان معارضة اردنية . لن اذهب الى الغرب منبع الديموقراطية بل الى العدو الجار الكيان الصهيوني , يحكم حزب الليكود عن طريق حسابات داخل المعترك السياسي الاسرائيلي وتأثير احزاب اليمين فيه وليس عن طريق الفوز بالاغلبية البرلمانية . وفي المعارضة حزب كاديما بشكل رئيسي ,ارى ان الحزبين شريكان في الحكم وان كانت الرئاسة لليكود , الكل ممثل في البرلمان - الكنيست -الكل يناقش ويقترح ويؤثر والكل ملتزم بثوابت الدولة.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012