أضف إلى المفضلة
السبت , 28 كانون الأول/ديسمبر 2024
السبت , 28 كانون الأول/ديسمبر 2024


الدولة والاسلاميون والبحث عن ربيع في العلاقة

16-08-2011 12:00 AM
كل الاردن -




طاهر العدوان
استكمالاً لمقال امس حول حصاد التيار الاسلامي من مواسم الربيع العربي الذي تناول حاضر جماعة الاخوان المسلمين في مصر وحزب النهضة في تونس, سأحاول ان ألخص في مقالة واحدة حاضر الجماعة وحزبها في الاردن منذ بداية الحراك الشعبي الذي كان قد بدأ عمليا قبل 'الربيع العربي' بشهور طويلة.

للاخوان تاريخ سياسي حافل في الاردن فلم يكونوا يوما 'الجماعة المحظورة' كما انهم لم يبدأوا من المعارضة ليصلوا الى كراسي الوزارة, انما على العكس نزلوا عن الكراسي الى شارع المعارضة, احيانا برغبة اهل الحكم وضغوطهم, واحايين اخرى بقرارهم وارادتهم. اذا لهم في الحياة السياسية الاردنية باع وذراع منذ نشأتهم في اواخر اربعينيات القرن الماضي.

تجاهل الاخوان او عزلهم عن الساحة السياسية لم يكن منطقيا, فاذا كانت مواقف المعارضة الاخوانية تحددها برامجهم الحزبية وايقاع الشارع, فان مسؤوليات الدولة هي وضع السياسات الشمولية ذات الطابع الوطني التي تتسع للمعارضة قبل الموالاة, فالحفاظ على التوازن والتعامل مع التضادات والاختلافات في المجتمع هي مهمة الحكم وليس مسؤولية المعارضات. وعندما فشلت آخر حركة تقارب بين الدولة والاخوان عشية انتخابات 2007 وانتهت بطعنة لهم في الظهر اصبح وجود الاسلاميين في شوارع المعارضة ضرورة وجود وخلاصة لتجربة مرة. وكان على الحكومة السابقة ان تبادر باصلاح ذات البين في انتخابات 2010 لكنها 'زادت الطين بلة' بقانون الانتخاب الجديد الذي استهدف تكريس حالة سياسية لا مكان للاخوان فيها.

لقد فاجأ الربيع العربي منظمي سياسة المواجهة بين الطرفين 'الدولة والاخوان' فتمترس كل منهما خلف حواجز من عدم الثقة والشكوك وحتى غياب الرغبة في اللقاء واجراء حوارات جدية. وكان لهذا ترجمته الفورية على الارض.

فالاخوان اختاروا اللجوء الى قوة الشارع مع تصعيد مواقفهم وشعاراتهم, والدولة اختارت الطريق نفسه, اي النزول الى الشارع لمواجهة الجماعة وحزبها مع تصعيد لهجة الخطاب الرسمي ضدهم.

اما حصاد المواجهة لكل من الحكومة والاخوان منذ بداية الربيع العربي, فيمكن استعراضه بالنقاط التالية: 1- لقد نجحت الجماعة في تكريس وضعها كقوة حزبية رئيسية او انها تكاد تكون الوحيدة التي لها قيادات تصطف آلاف الجماهير خلف شعاراتها في 'مظاهرات الجمعة', لكنها في الوقت نفسه فشلت في استقطاب تيارات شعبية عريضة مثل تلك التي تميزت بها مظاهر الحركات الاحتجاجية العربية, ويشاركها في هذا الفشل الاحزاب والحركات الشبابية الاخرى التي ظلت قدرتها على حشد الجماهير متواضعة.

2- نجحت اجهزة الدولة في عزل تيارات وقوى اجتماعية واسعة عن الاخوان بتغذية مشاعر عشائرية واحيانا اقليمية من دون مراعاة لدقة وخصوصية اللحظة التاريخية, والاستهتار بخطورة اثارة مثل هذه المشاعر على لُحمة المجتمع وقوة الدولة. والنتيجة ان تحولت هذه التيارات والقوى الى جزر من المعارضات 'على اساس عشائري' في جميع انحاء المملكة مما يسقط ابراج سياسات أمنية قصيرة النظر على مدى العقود الماضية. معارضات رفعت من سقف شعاراتها لما هو اعلى بكثير من الشعارات الراديكالية لبعض قيادات الاخوان.

3- لقد نجحت الدولة في التفاعل مع مناخات الربيع العربي عندما حددت مواقف مؤيدة واخرى محايدة من ثوراته بما انعكس ايجابيا على المزاج الداخلي للاردنيين, من جانبهم نجح الاخوان في اقصاء تهمة 'التبعية لحركة حماس' ولمعسكر 'الممانعة والمقاومة' بمواقفهم الحازمة والقوية من مذابح اسد سورية الذي يعتبر الحاضن الرئيسي لقيادة حماس وهو ما يرسخ طابع الاخوان كقوة تنحاز الى خيارات الشعوب العربية في المنعطفات الحاسمة. والواقع ان الجماعة وحزبها وطبيعة العضوية فيها بما تضم من اردنيين من جميع الاصول والمنابت تمثل نموذجا لمستقبل التعددية السياسية في الاردن, وللكيانات الحزبية المطلوبة القادرة على الوجود والاستمرار.

اليوم وبعد الانتهاء من التعديلات الدستورية ومشاريع قانوني الانتخابات والاحزاب المؤسسة لقواعد الاصلاح السياسي من المهم اعادة طرح ملف العلاقة بين الدولة والاخوان على طاولة الحوار, او بالاحرى 'طاولة التفاوض' لان اجراء انتخابات نيابية مقبلة بغياب الاسلاميين سيمثل اخفاقا كبيرا لمشروع الاصلاح السياسي, ستدفع الدولة والاخوان ثمنه باهظا. لم يعد ثمة وقت لمواصلة اختبارات القوة والشد والجذب بين الطرفين. فمن الحكمة ان نرى ربيعا آخر بين الدولة والاسلاميين سيسهم بلا شك في ربيع اردني بسماء زرقاء صافية.

taher.odwan@alarabalyawm.net

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
16-08-2011 06:57 AM

بقول معاليه في البند رقم 3 :- (( لقد نجحت الدولة في التفاعل مع مناخات الربيع العربي عندما حددت مواقف مؤيدة واخرى محايدة من ثوراته بما انعكس ايجابيا على المزاج الداخلي للاردنيين, ويضيف :- " من جانبهم نجح الاخوان في اقصاء تهمة "التبعية لحركة حماس" ولمعسكر "الممانعة والمقاومة" بمواقفهم الحازمة والقوية من مذابح اسد سورية " لقد تجاهل معاليه عن قصد أن الحراك في سوريه من ألفه إلى يائه هو من تفكير وتخطيط وتنفيذ وإدارة إخوان سوريه !! وعليه فان موقف الإخوان من سورية الأسد لا علاقة له بحماس أو الممانعة بل أن السبب الأهم أن الحراك إخواني 100% . فأيهما الأهم جزئية حضانة سوريا لحماس أم كُلّية نجاح حركة الإخوان في سوريا ؟؟ ولهذا السبب كان موقف إخوان الأردن وليس لسبب آخر كما روج له معاليه بقوله : الاخوان كقوة تنحاز الى خيارات الشعوب العربية في المنعطفات الحاسمة.وللتأكد من ذلك تابعوا قنوات مثل " وصال وبيان بشكل اساسي وبردى الى حدٍ ما " وبطولات الشيخ عدنان عرعور وتكتيكات الشعارات والنداءات واسماء الجمع المباركة . اما عن العلاقة مع الدولة فالمطلوب إنهاء الدلال الحكومي

2) تعليق بواسطة :
16-08-2011 07:32 AM

كان مسلم يتوضأ في إحدى المغاسل العامة فرآه رجل صهيوني


وقال له : أنتم المسلمون تضعون أقدامكم
القذره فى مكان نظيف نغسل فيه وجوهنا وأيدينا

رد عليه المسلم قائلا : كم مره تغسل وجهك باليوم ؟؟؟

استغرب الرجل حول تغيير المسلم للموضوع فرد يقول:

مرة فى الصباح وإن احتجت أعسله مرة أخرى قبل المساء.

فرد المسلم قائلا:

نحن نغسل أقدامنا 5 مرات فى اليوم فقل لي من الأنظف

قدم المسلم أم وجهك؟؟

فسكت وذهب

3) تعليق بواسطة :
16-08-2011 08:39 AM

والحكم والمعارضة في خندق واحد وانما الاختلاف في البرامج السياسية وليست في الاهداف للدولة , والسؤال اين الاخوان من هذا في دولتنا الاردنية ؟ وهل ينطبق عليهم وصف " مجاقمة " كما يدعي بعض المغرضين ؟

ثانيا في تأثير الاخوان في الشارع :كان الانطباع عن وزن الاخوان في الشارع انه كبير قبل الثورات العربية وقبل ذلك كان المس بهم من المواطنين العاديين خط احمر تجاوزه يعني المس بالاسلام .ارى اليوم ان الامور تغيرت واسبحنا نسمع نقدا قد يتجاوز كل الحدود .في محيطي بالكرك مثلا ارى ان الاخوان ورموزهم لايطرأعليهم اي زيادة ملحوظه بل قد يكون العكس . الاخوان لم يحسموا الموقف لصالحهم رغم مرور الزمن الكافي لذلك ورغم ضعف من يواجهم في الساحة .الاخوان لو تركوا المساجد ولم يوظفوها للسياسة واقتصروا على المنابر السياسية المتاحة لكان في ذلك الاختبار الحقيقي لدورهم السياسي وبيان وزن ذلك حقيقة .

اطمع سيدي كما يطمع غيري باتحافنا بمقال حول هذه التساؤلات والخواطر لنبني حساباتنا على معلومات دقيقه او قريبة من ذلك لكي لانقع في نتائج التخمينات وندعو الله ان يوفقنا بمن هو اهل لحمل الامانة ودمتم سيدي

4) تعليق بواسطة :
16-08-2011 01:02 PM

تحليل خطأ والاخوان ليسو القوة في الشارع بل ابناء العشائر وبالنسبة للانتخابات ماراح يشاركو الاخوان لمشاكله الداخلية وتبعاتهم الخارجية تمنعهم من الترشيح خوفا من الترادح بين الاعضاء عبر وكالات الاخبار وبالنسبة لسوريا الاخوان لم يعتصمو الا بعد انتقادات واسعة بمزاجية تاييد الثورات ولاننسى رسالة الاصلاح للاسد يالعدوان والاخوان انكشفو وهم مازالو فرع من حماس ولاداعي لتزييف الحقيقة

5) تعليق بواسطة :
16-08-2011 02:22 PM

لبما ياسيدي ان هذا التحليل فيه الكثبر من الصحه وان الاخوان جماعة منظمه ولهم مريديين وملوءا شوارع عمان بمسيرات واعتصامات واطلقوا على كل جمعه اسم جديد وشكلوا لانفسهم هياءت شبابيه باسماء مختلقه ومختلفه ولكن يبقى السؤال كل هذا الضجبج وهم يعرفون ان نجمهم بداء بالاقول لسبب بسيط ان نواياهم قد تكشفت وهم يصوبون باتجاه واحد الجميع يعرفه وحاولوا الاستعانة بالمخيمات والتى بقيت طوال تلك الفتره غير ابه لما يجري وربما لهم اسبابهم الخاصه فحاول الاخوان اللجوء الى امر غاية باسذاجه وهو مؤائد افطارات رمضان ليجروا اهل المخيمات للنشاركة باعتصاماتهم ولم تنحح الفكره فالولوف التي يتحدث عنها المقال اغلبهم اناس بسطاء خارجون من صلاة الجمعه واناس يتواجدون اصلا في وسط العاصمه فيتجمع لهم هذا العدد ولنكن صريحين اين القيادات الاسلامية الشرق اردنيه وعندما صرح احد القيادات بما لايتلاءموطروحاتهم اعتبروه خارج عن الجماعه ويتحدث باسمه الشخصي فيا سيدي لايجب ان يعطو اكثر من حجمهم الطبيعي وان لايسمح لهم بالتمادي فهم يسعون الى الفتنه اجارنا الله منها

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012