تظاهر بضع مئات من المواطنين المصريين، مساء اليوم، أمام السفارة الإسرائيلية في القاهرة احتجاجاً على مقتل خمسة مصريين على الأقلّ، بينهم ثلاثة جنود من حرس الحدود، في غارة إسرائيلية الليلة الماضية على الحدود المصرية ــ الإسرائيلية. وطالب المتظاهرون بطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة وسحب السفير المصري من إسرائيل، وبموقف مصري «حاسم بالثأر لدماء الشهداء».
كذلك استنكرت الشعارات الصمت الرسمي المصري، ورُدّد هتاف «يا مشير ساكت ليه، إنت معاهم والا إيه» في إشارة إلى المشير حسين طنطاوي الذي لم يعلّق رسمياً بعد على الاعتداءات الإسرائيلية. وقال أحد المشاركين في التظاهرة، إن المتظاهرين ردّدوا هتافات تندد بالاعتداءات الإسرائيلية على الحدود المصرية وعلى الشعب الفلسطيني، مطالبين بـ«توحّد العرب والمسلمين لمواجهة الغطرسة الإسرائيلية».
وكان المتظاهرون قد بدأوا بالتجمّع أمام مسجد عمر مكرم في محيط ميدان التحرير وسط القاهرة، بعد أن أدّوا صلاة الغائب على أرواح الضحايا، وتحركوا في مسيرة بمحاذاة نيل القاهرة حتى وصلوا إلى السفارة الإسرائيلية التي تحتل أعلى ثلاث طبقات في بناية شاهقة تطل على النيل، وانضموا إلى بعض المتظاهرين الذين كانوا يتجمهرون في المكان.
من جهته، أعلن التلفزيون المصري، في وقت لاحق اليوم، أن مصر قدمت احتجاجاً لإسرائيل بعد مقتل ثلاثة جنود مصريين في سيناء على الحدود مع إسرائيل، إثر هجمات إيلات أمس. وكانت مصادر مصرية رسمية قد أعلنت اليوم أن خمسة مصريين بينهم ثلاثة مجندين من حرس الحدود قتلوا مساء أمس، عندما أطلقت طائرة إسرائيلية صاروخاً بالقرب من الحدود المصرية الإسرائيلية.
كذلك أعلن مصدر عسكري اليوم عن توجّه رئيس أركان الجيش المصري الفريق سامي عنان إلى سيناء لتفقّد الوضع. وقال المصدر إن عنان سيرأس لجنة مكلفة بالتحقيق في مقتل عناصر من حرس الحدود «بنيران إسرائيلية».
وكانت رئيسة حزب كديما والمعارضة الإسرائيلية تسيبي ليفني قد أعلنت اليوم أن «حدود إسرائيل مع مصر لم تعد حدود سلام بعد الآن». وأضافت «علينا أن نغيّر مفهومنا تجاهها وتجاه الحدود، وهؤلاء المسلحون لم يكونوا متسللين يسعون إلى العمل، بل هم يريدون القضاء علينا».
(أ ف ب، يو بي آي، الأخبار)