أضف إلى المفضلة
السبت , 28 كانون الأول/ديسمبر 2024
السبت , 28 كانون الأول/ديسمبر 2024


في رمضان .. تخجل الأوكرانية ولا نخجل نحن !!

23-08-2011 10:24 PM
كل الاردن -


 ماهر أبو طير
اكثر ما يثير القهر في هذه الحياة،انك لم تعد تعرف اين تعيش،تارة تظن نفسك في بلد اسلامي، وتارة في بلد آسيوي يقدم الخدمات السفلية لعابري الطريق،وتارة في بلد يتأرجح بين هاتين الهويتين،فيكون في النهار متديناً،ويفسق بعض اهله ليلا.

في رمضان رفضت بنت الهوى الاوكرانية تقديم اي خدمات جنسية في عمان،وقالت لصديقها الذي يبيع الخمر،والرواية على عهدة الراوي،ان شهر رمضان له قدسيته،وانه بالنسبة لها شهر استراحة،والافضل ان لاتمارس حرفتها،في الشهر الكريم،بانتظار ليلة العيد!.

الاوكرانية راعت حرمة البلد،فقط في رمضان،ومقابلها اناس عرب ومسلمون،من جنسيات عربية،ومن بيننا،يواصلون تقديم ذات الخدمات السفلية في الشهر الكريم،فتفتح بيوت الدعارة ابوابها في الشهر الكريم،ويذهب الزناة منا اليها،فتتفوق عليهم الاوكرانية في ورعها المفاجئ،وخجلها من حرمة الشهر.

من نحن؟!والى اين نذهب؟!وما هو تعريفنا الاجتماعي والاخلاقي؟!اذا كانت عشرات محال السوبرماركت تبيع الخمور في رمضان،وتؤمن زبائنها بالمشروبات الروحية،ومحال بيع الخمور المتخصصة ترسل مسجات عبر الخلوي تقول لزبائنها ان كل شيء متوفر عبر الاتصال الهاتفي وتأمين المطلوب من المستودعات!.

أليس هذا غدراً برسول الله صلى الله عليه وسلمتلك وخيانة له ،أليست تلك ردة وعودة الى ماهو اسوأ من الجاهلية،أليست تلك حالة انفصام في الشخصية الاجتماعية،ندعي الورع علناً ونمارس الفساد سراً،ونتعامى عما يغضب الله.

هذه خيانات لمحمد صلى الله عليه وسلم،ومن يقل غير ذلك يضحك على نفسه،لان هناك حرمة للدين وللبلد،ولاهل البلد،والذين جروا الخراب اليه،ليسوا في مرتبة السوء بقدر الساكتين عليهم،المطأطئين روؤسهم مثل النعاج امام هتك حرمات الله.

ليست القصة قصة مواسم.رمضان وليلة الاسراء والمعراج،ويوم وقفة عيد الاضحى.اذ نستدعي الورع في هذه المناسبات،ونعود الى سابق عهدنا بقية العام،وقد نخر الحرام البلد،من الربا الى الزنا،مروراً بفتح البلد لكل انواع الفساد الاخلاقي.

ما قيمة كل الالقاب الوظيفية،من معالي الى عطوفة،وماقيمة لوحات السيارات الحمراء،والرواتب،والواحد يحمل في عنقه وزر البشر،وتخريب اخلاقهم،وعدم السعي الى تطهير البلد مما يؤخذ اليه،في رمضان وغير رمضان،بئس المسؤولية،وبئس المسؤول.

يتندرون عليك كلما كتبت مقالا له سمة اخلاقية،غير ان عليهم ان يسخروا من انفسهم،ومن اولادهم المتروكين في الشوارع لكل هذا الخراب،وان يهزأوا بأنفسهم لانهم بلا ضمير،ولاقلب ولا ذرة اخلاق،اذ يتركون كل هذا الخراب ليعشش بيننا!.

في رمضان الاف مؤلفة تصوم وتقوم الليل،وتتصدق،ومقابلهم الاف مؤلفة على حالها،لا تراعي حرمة رمضان،ولا تخجل قليلا من الله،وهكذا يستباح فراش البلد،لاننا سكتنا،ولم نسمع صوتا لنائب مخدر الضمير،يعترض على اي حكومة على سكوتها على هذا الوضع.

النواب ايضا،شركاء في هذا الوضع،فلا تسمع لهم صوتا،لانهم يخافون من كل شيء،يسكتون ولا يؤدون مهمة لله،ولايجمعون توقيعا على مذكرة ولايجبرون حكومة من كل حكوماتنا ان تراجع كل الملف الاخلاقي،في بلد شرعية نظامه الانتساب الى النبي صلى الله عليه وسلم.

يالهذا العار الذي يلحق بنا،من حفنة الاف فاسدة،لاتمثل وجداننا العربي والمسلم،بل يجلبون لنا اللعنات من السماء السابعة،واذ يسكت بعضنا لان ليس في اليد حيلة،فعلينا ان نتوقع لعنة كبرى تحل على الطائع والعاصي معا،لان الاول ما منع الثاني،والثاني ماخجل من الاول،في بلد عزيز كريم هو واهله ويراد اذلالهم وتدميرهم دينياً واجتماعياً وبنيوياً!.

فوق ذلك يأتيك المتحذلقون،ليقولوا لك انك تشوه سمعة البلد،بهكذا حكايات،لكنهم لايقولون لك هل مثلي يشوه سمعة البلد حقا؟!ام الساكتون على هذا العهر،والجالبون لشبكات الرقيق الابيض،والسامحون لكل هذا الخراب،حتى اطل برأسه علناً في رمضان؟!.

في رمضان تخجل الاوكرانية،فيما بعض المسلمين،لايخجلون في رمضان وغير رمضان،فبأي وجه ستقابلون محمداً عليه الصلاة والسلام،غير وجه الخزي والعار؟!وجوه سوداء لانها انقلبت على صاحبها جهاراً نهاراً وتوارت خلف مسميات وتعبيرات جديدة.

(قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى)صدق الله العظيم.

من يعش يرَ الفاتورة الثقيلة التي تنتظرنا،والتي لاتستثني احداً؟!.

mtair@addustour.com.jo

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
24-08-2011 06:36 AM

جعل الله كلماتك في ميزان حسناتك وغفر الله لنا ولك وللمسلمين المومنين الموحدين بلااله الا الله سيدنا محمد رسول الله . كلماتك لها صدى في ارجاء بلدنا من اوله الى اخره وهذه الاوكرانية احترمت واجلت حرمة الله ونحن المسلمين لا نحترم انفسنا حتى ، الا من رحم ربي اليس الله القائل بكتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم (( ما لكم لا ترجون لله وقارا )) في نهار رمضان الاكل والشرب والدخان في الاسواق تشعر انك في يوم افطار وليس رمضان لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

2) تعليق بواسطة :
24-08-2011 06:43 AM

ابدعت بارك الله فيك , قال تعالى { واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب } (الأنفال:25), نسال الله العفو والعافيه , وكما قال الكاتيب ان هناك فاتورة باهظه سوف ندفعها ,

3) تعليق بواسطة :
24-08-2011 10:42 AM

صدقت اخير ماهر .. وتصور لو ان رئيس الحكومة الحالي ( ومن كان وراءه بالقرار ) نجح في اقامة كازينو البحر الميت ومن بعده عدة كازينوهات منتشرة في كل محافظة ( كازينو لكل محافظة) وانتشرت هذه الثقافة الثلاثية المدمرة ( الخمر والدعارة والقمار ) فكيف سيصير مستقبلنا ومآلنا ؟ وهل كنت تتوقع ان يتم اغلاق هذه الكازينوهات في شهر رمضان مثلاً ؟ واين يمكن لابنائنا وبناتنا ان يجدن عملا بعد ان اغلقت الحكومات ابواب التعيين وارتفعت اسعار اساسيات الحياة , تذكر يا اخي العزيز انه عهد السادات عهد الانفتاح كان العديد من ضباط الشرطة في مصر متزوجين رسميا من فنانات وراقصات مشهورات دون خجل .. الا تذكر دعابة عادل امام في مسرحية " شاهد ما شفش حاجة " عندما قال " لو كل واحد ساكنه فوقه في العمارة راقصة حيعزِل ( يرحل ) حينام الشعب كله في الشارع " 

4) تعليق بواسطة :
24-08-2011 12:37 PM

This is the blessed time of Wahhabi/Rotana take what you like

5) تعليق بواسطة :
24-08-2011 02:26 PM

جزاك الله خيرا

6) تعليق بواسطة :
24-08-2011 03:31 PM

مطالب اميركية غربية صهيونية :
انتشار الرذيلة
التفكك الاسري
السماح للطنطات بممارسة شذوذهم
و نحن لا نجرؤ ان نرفض مطالبهم
هم يخافون من تمسكنا بعاداتنا و تقاليدنا العربية الاسلامية الاردنية
لكنهم لن يخافوا اذا تحولنا الى طنطات , الطنطات ما بخوفوا بينما الرجال بخوفوا ,, لذلك ترى ان بعض الطنطات قد تسلموا مناصب رفيعة مارسوا فيها فسادهم و علمانيتهم باقصى درجات الوقاحة انه زمن الطنطات يا ماهر و ليس زمن الرجال و ربنا يستر

7) تعليق بواسطة :
24-08-2011 04:57 PM

يا استاذ ماهر : كيف و لماذا صرنا هيك ؟ من المستفيد من وضعنا الحالي ؟ و من الخاسر من وضعنا الحالي ؟

8) تعليق بواسطة :
24-08-2011 06:29 PM

تعليقي لن يرضي الكثيرين لأن اللي بحكي الصح بتنخزق طاقيته هذا اذا سمح المحرر بالنشر ...نحن دوله لا نملك الا السياحه .دمرنا الزراعه بتحويل الاراضي الخصبه الى مجمعات اسمنتيه وتركنا الصحراء ...دمرنا الصناعه بالاداره الفاشله والخصخصه ..رفعنا أسعار الاراضي لمستويات لا يستطيع المواطن البسيط أو الغير متورّث من أن يقحمها بسبب المستثمرين العرب والاجانب باعطائهم اعفاءات ضريبيه وبدون أحضار مبالغ من دولهم سوى نسبه بسيطه ويأخذون القروض من بنوكنا ويوظفون عماله وافده ويحولون أرباحهم لدولهم وبدون ضرائب دخل ...الجامعات دمرناها بالسياسه والعشائريه حتى تم احجام اهالي الطلاب الاجانب لارسال ابنائهم حيث الامان والتعليم الجيد ..لذلك لم يبقى لنا الا السياحه ..عندنا المصيف والمشتى بمسافة نصف ساعه بالسياره ..الاردنيون يغادروا الى شرم الشيخ وهو شبيه بالعقبه ولكن هناك كازينو يجربون حظّهم ..الكازينوهات بالدول العربيه عادة لغير المقيمين ..الخليجي يسافر الى لبنان ومصر وغيرها ويلعب ويمر من الاردن لماذا نجعله يمر ترانزيت ..وباقي الاشياء شبيهه بالقصه المعروفه ..بالمجموعه السياحيه المكونه من رجل دين وفتيات وشباب عند عودتهم وسؤالهم عن ما شاهدوه .رجل الدين بدأ بالشرح عن الاماكن الدينيه وتاريخها وعظمتها والباقي معروف ,,,المعنى بأن الدول المتقدمه هي الدول المنفتحه ولا يوجد بها تعقيدات...حياتهم تسير بسلاسه ويسر ..تشاهد مذيعهم يمزحون على الشاشه مرتاحون لباسهم بسيط أما عندنا فالتجهم والكشره وربطة العنق المشدوده و.و..سهلوها بتسهل وعقدوها بتعقد ..

9) تعليق بواسطة :
24-08-2011 11:10 PM

طالما ان بلدنا مفتوح لمن هب و دب , و كل من يدخله يصبح مشمول بمظلة الوحدة الوطنية و مظلة الاردن للجميع من شتى المنابت و الاصول , فاننا لا محالة في طريقنا الى الزوال و سيحل محلنا شتى المنابت و الاصول و لن نجرؤ على المقاومة و الناظر الى واقعنا الحقيقي سيجد اننا ىفعلا في طريقنا الى التلاشي و الطرف الاخر استقوى علينا تماما و لم يعد بمقدورنا دفعه لانه صار الطرف الاقوى من كل النواحي و كل من يجرؤ على المقاومة سيتهم بالاقليمية و العنصرية و السامية و اللاسامية

10) تعليق بواسطة :
25-08-2011 01:17 AM

مقال كله توتّر وعصبيه وليس كمقالاتك السابقه التي تتسم بالهدوء والكلمات المعبّره ..أخي ماهر لا تستطيع أن تجبر الناس على عبادة ربهم والصوم ..فهذا شيء بينهم وبين ربهم ..اذا لم يستحي من خالقه فلن يستحي منك ومن غيرك ...فقط تستطيع أن تلزم الناس باحترام مشاعر الأخرين والانضباط بقوانين البلد... ..بالدول الغربيه يستطيع أي شخص الاتصال بالشرطه اذا شاهد منظرا غير مرغوب ليشاهده الاطفال حتى لو كان بسيارته ..وأيضا غير مسموح شرب الكحول بحديقة منزله الخلفيه أو الاماميه اذا كانت مكشوفه للماره هناك قوانين صارمه جدا لتجارة الكحول والاتجار بالبشر ...بلدنا سياحي وبه خدمات تشجع السياحه كالفنادق الفخمه وغيرها ..يجب توفير متطلبات السائح مع الاخذ بعين الاعتبار عدم تشويه السمعه والمناظر الغير مرغوبه كالاعلانات المشوهه للنظر وغيرها ..بدلا من أن نرى السياحه الشبابيه خارج البلد تكون عكسيه وبفرض ضرائب عاليه على هذه المنشئات بدلا من اعفائها كما هو الآن ..الكل يعرف أن كل ممنوع مرغوب ..

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012