أضف إلى المفضلة
السبت , 28 كانون الأول/ديسمبر 2024
السبت , 28 كانون الأول/ديسمبر 2024


الربيع العربي ... الأمريكي

25-08-2011 01:11 AM
كل الاردن -

ناهض حتر

خبر صغير من 40 كلمة على عمود جانبي, خبر 'مفرد', كما نقول في الصحافة, خبر لا يهتم به المحرر الذي يتفنن بالمنشيتات الخاصة بالربيع العربي - الأمريكي, خبر يطوي صفحة شهداء ومفقودين وارامل ومشردين بالملايين, وينسخ ذكرى مقاومة لم تجف دماؤها كانت مالئة الدنيا وشاغلة الناس قبل بضع سنين فقط. الخبر ينقل عن مسؤول أمريكي من الدرجة الثانية أن الحكومة العراقية وافقت على تمديد الوجود العسكري للغزاة إلى ما بعد نهاية 2011 .

كان ذلك محور اتفاقية بين 'الدولتين الديمقراطيتين' أقرها مجلساهما النيابيان المنتخبان, لكن للبنتاغون قراراته الإلهية التي لا تُرسَل إلى اي برلمان.

مَن يهتم? مَن عاد يهتم بجلاء الاستعمار الأمريكي عن العراق, بينما المعارضات العربية تستجلبه خاشعة لتخليصها من خصومها.

حلف الناتو, للعلم, ليس جمعية خيرية لرعاية الديمقراطية, ولم تصلنا بعد الأخبار عن اعتناقه الإسلام. الناتو حلف المستعمرين بقيادة واشنطن, صاحبة مبادرة ديمقراطية الفناء في العراق, إذا كنتم تذكرون?

هل يذكر أحد ما, حرب الإفناء في أرض الرافدين? وبول بريمر . و'مجلس الحكم' الطوائفي? وأبو غريب ?

مَن يتذكر? مَن يهتم ?

قيادات المعارضة السورية تعيب على الناتو أنه يهمل القيام بواجبه في سورية, لكنه عما قريب ربما يفعل. هنالك, أولا, مهمة على السفير الأمريكي في دمشق إنجازها : التشبيك بين قوى المعارضة وتوحيدها في 'مجلس حكم' ...أقصد في ' مجلس انتقالي' يتبنى برنامجا سياسيا موحدا, ويتم اعتباره ممثلا للشعب السوري, وباسمه يأتي حلف الناتو معززا مكرما غير معني بالشرعية الدولية التي يعرقلها الدكتاتوريون الروس والصينيون.

حظّ اوباما يفلق الصخر. ولا بد ان نقول لجورج بوش الصغير: لم نفهمك! ولم نفهم المعارضة العراقية, فصدام حسين كان هو الآخر من كبار الدكتاتوريين. علينا الآن أن ننقد أنفسنا.. فتأييدنا لصدام كان خطأ, ووقوفنا معه في عدم استجابته لنداءات بوش الصغير بالرحيل, كان خطأ, والمقاومة كانت خطأ, ورفضنا للديمقراطية الطوائفية كان خطأ.

المفارقة أن شيخ المحافظين الجدد, بول وولفوفتز, كان قرر, العام 2002 ، أن مشكلة السلام في الشرق الأوسط , أن 'الأقليات' تحكم 'الأغلبيات' في العراق وسورية ... والأردن! .

الربيع العربي ليس مؤامرة بالطبع, ودوافعه متجذرة في أنظمة الاستبداد والفساد, لكن الحراك الشعبي غير المنظم, يقع, دائما, في أيدي المنظمات السياسية للمعارضة المحترفة. وهذه تتوافق مع الأنظمة في ثلاثة محاور رئيسية هي: (1) استعدادها - المفرط - للتعامل مع الإمبريالية من موقع الأداة, وغياب مفهوم التحرر الوطني عن وعيها وخطابها (2) قبولها بالنيوليبرالية وأيديولوجية السوق والخصخصة الخ (3) غياب المنظور الوطني الاجتماعي عن تكوينها ورؤاها.

لكنها تختلف عن الأنظمة في شيء واحد: إدعاؤها الإيمان بالليبرالية السياسية والنزاهة. وهو إدعاء مغر للجماهير المسحوقة في القبضات الأمنية ومزكومة الأنوف بروائح الفساد. لكن ما ستجنيه الجماهير في النهاية, هو شيء من الحرية والكثير من القهر الوطني والاجتماعي والجوع والتهميش, بينما تدلنا التجربة على أن الفساد ليس ظاهرة أخلاقية معزولة في اقتصاد السوق المعولم, وإنما هو آلية أساسية من آليات العولمة الرأسمالية.

البديل? هو العودة إلى الوعي التحرري الوطني الاجتماعي وانتظام الجماهير في أحزاب تختزن ذلك الوعي. فالمزاج اللاحزبي للنشطاء يحوّلهم إلى أدوات للأحزاب المضادة لمصالحهم ومستقبلهم.

ynoon1@yahoo.com

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
25-08-2011 08:23 PM

عودة الوعي تماثل عودة الروح الوطنية واستبعاد احزاب المعارضة الانتهازية التي طالما ركبت ظهورنا لتتحصل على مكاسب شخصية وفئوية ومن اخطر هذه المعارضات المحترفة الاخوان ومشتقاتهم ,ليس الاسلام انما اسلمة العنوان والادوات والتعمم بقصد النب والاحتيال - بيكر -جيمس بعد احتلال العراق وبدء عروض القاعدة قال لا خوف من التنظيمات الاسلامية لاننا نمارس كنترول عليها ! الوعي النضال الذي ينطلق من المصالح لوطنية اولا لا يمكن ان يتساوق مع خطط الدوائر وحلف الناتو ,نحن المواطنين العاديين وغير المنظمين نصبح ادوات او رصيد مجاني في سوق المعارضة ,لكن ما هو البرنامج البديل يا صديقي , اليس الناتو يعرف "اعضاء المجلس الانتقالي " في كل بلد مقصود مقدما ! انظر هنا في الاردن من الذي وفر المنابر والفرص والمساحات لهؤلاء !انهم حارس مرمى احتياط لفريق السلطة في كل بلد عربي واذكرك ان "الهاشمي "في العراق قدم خدماته اللوجستية قبل احتلال العراق وتحالف فورا مع الاحتلال !هل قرأت موقف جبهة العمل الاسلامي منه ؟ ما هو موقفهم من سوريا "معروف "منذ عام 82 وهنالك تفصيل ! هل نحن اسرى لكل ذلك , الغرب وبريطانيا ثم امريكا تعرف دور الدين في حياة فقراء العرب وتعرف كيف تشغل اللاوعي عند العامة والسذج للانسياق خلف شعارات سرابية تنتهي لما انتهى اليه امر االعراق ومن قبله كيف انتهى امر تركه العثمانيين ,ان احفاد لورنس متواجدون في كل لساحات العربية !!

2) تعليق بواسطة :
26-08-2011 12:47 AM

Dear Mr. Hattar
I will take the American occupation over the Asad, Mubarak, Saudi, and Kadhaffi's occupation anytime of the day. I wish the UK and France still occupy the Arab world. At least when the American "occupiers" in Iraq do a bad thing, Americans in the US cities and Washington DC go out and protest it. Let us remember something, Abu Gharib sacandel, with all of its ugliness, an honest US soldier uncovered it. And, let's remember also that when that happened, weeks later, the idiot George Bush at the time, came out an apologized, not to mention the apologies of the US secreteruies of State and Defense. Whoe apologized for the crimes of Asad, Mubarak, the Kings of Saudi Arabia and Jordan? No one. The US, UK, France, and even Israel are more merciful than the thugs who are running the arab world. I am not going to mention the Gulf countries because that is a much worse story. Stop attacking the west and start looking within, probably that is the beginning for cleansing our countries. We blame every thing on the US, Israel, and the west. This story is getting old. And if you don't think so, try to move west and learn something new

3) تعليق بواسطة :
26-08-2011 12:01 PM

المشكله ان الغرب الكافر يساعد جماعات اسلاميه للوصول للسلطه شو هالمفارقه بدي واحد يفسرلي ؟

4) تعليق بواسطة :
26-08-2011 06:47 PM

منقذ ، تذكر أفغانستان ، نفس الطريقة للتخلص من عدو أكبر استخدم الأصغر - خصوصا إن كان غبيا - ثم بعدها تتخلص من الأصغر !!!

5) تعليق بواسطة :
26-08-2011 08:28 PM

لو كانت البطون همّ الشعوب ما ثار المستعبدون في العالم الغربي واصبحوا في مقدمة الامم بعد ان كانوا ذيلا قذرا... ليس هكذا تقاس الحرية بالبطون اذا كانت امريكيا واتباعها يمكرون بنا لا يعني هذا ان نستسلم لطغاة العرب ونبقى عبيدا لهم نحن نحرر انفسنا وليخطط الغرب ... فاذا كانت ثوراتنا صادقة ستنجح
اما المعلق رقم 1 فانت تنفخ في بوق الذين يغادون الحرية وتهاجم الحركة الاسلامية لمجرد المهاجمة فاعمل العقل والضمير بدلا من التطبيل

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012