ونبّه من المؤامرة التي يحاول الخارج تسويقها وزرع الفتنة في البلاد، وخصوصاً «عبر استهدافهم لدور الجيش الوطني الذي يحمي المواطنين والممتلكات العامة والخاصة». ودعا الرئيس السوري «الجميع من رجال دين ومسؤولين إلى تحمل مسؤولياتهم في تعزيز اللحمة بين أبناء الشعب السوري والمشاركة في عملية الإصلاح يداً بيد». وأوضح أن الاختلاف في الرأي أمر صحي، ما دام الهدف واحداً، وهو بناء الوطن، وما دام لا يؤدي إلى الافتراق والتفرقة. وطمأن الأسد إلى أن «الدولة ماضية قدماً في مسيرة الإصلاح بخطوات ثابتة، لكنه يجب أن يكون مدروساً بعناية وأن يبنى على حاجات المجتمع الطبيعية، لا حاجاته الطارئة».
وأضاف: «إن الشعب السوري حسم كلمته أن لا تفاوض على الوطن والمبادئ والدين». ولفت الأسد إلى أن ما جرى في البلاد «رغم الألم الكبير الذي نتج منه، فإنه أظهر المعدن الصلب والأصيل للمواطن السوري الذي يفخر به الوطن، وأظهر الشارع السوري أيضاً، وتحديداً الشارع المؤمن بأبهى صوره الوطنية». وعن العقوبات الاقتصادية على سوريا، أوضح أن لدى سوريا قوى إنتاجية جيدة واكتفاءً ذاتياً ولديها أصدقاء كثر، متمنياً في حديث لقناة «المنار» أن يعيد البعض القراءة التي لديه.
من جهته، شدد السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي لقناة «المنار» اليوم على أن «ما يحدث في سوريا قضية مركبة؛ فدمشق كانت ولا تزال في قلب الاستهداف المتعدد الوجوه». ورأى السفير السوري أن «مواقف الدولة اللبنانية ممثّلة برئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس المجلس النيابي بري والجهات الرسمية التي تعكس غيرة وتأييداً ودعماً للاستقرار وللعلاقات بين البلدين». وعن إطلاق سراح المتهمين بتهريب السلاح إلى سوريا من مرفأ سوليدير، لفت إلى أن «اللبنانيين أنفسهم غير راضين عن الطريقة التي عولج بها الأمر». وأضاف أن «المعالجة كانت تستدعي حرصاً أكثر وحزماً أكثر من أجل لبنان». ورأى أن مواقف «تيار المستقبل» لا تستند إلى قراءة واقعية مستقبلية للأوضاع و«تحمل من تعابير الحقد والأماني أكثر مما تحمل من تعبيرات الحرص».
ميدانياً، تعرّض رسام الكاريكاتور السوري علي فرزات «للضرب المبرح، أُصيب بسببه بكدمات في أنحاء جسمه، وخصوصاً الوجه واليدين، بعدما اختطفه عناصر فجر اليوم»، بحسب ما نقل عمر إدلبي الناطق باسم لجان التنسيق المحلية في سوريا لوكالة «فرانس برس». كذلك أفاد ناشطون عن سقوط أكثر من عشرة قتلى خلال تظاهرات ليلية أمس في حمص وإدلب. وأعلن مصدر عسكري سوري لوكالة الأنباء السورية (سانا) أن «المجموعات الإرهابية المسلحة قامت باعتداءين في محافظة حمص في منطقة تلبيسة وفتحت نيران أسلحتها الرشاشة على حافلة عسكرية وقتلت ضابطاً وجنديين وجرحت خمسة آخرين». وأضاف المصدر أن «المجموعات نفسها أطلقت النار على سيارة عسكرية في منطقة الرستن، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة ضباط ومجندين اثنين».
(يو بي آي، أ ف ب، سانا، المنار)