أعلن وزير الدفاع البريطاني، ليان فوكس، اليوم، في تصريح لمحطة «سكاي نيوز» البريطانية أن الحلف الأطلسي يُسهم في تعقب العقيد معمر القذافي عبر توفير «معلومات ومعدات استطلاع». وكشف فوكس في تصريح للمحطة: «يمكنني أن أؤكد أن الحلف الأطلسي يوفر المعلومات ومعدات استطلاع إلى المجلس الوطني الانتقالي للمساعدة على تحديد مكان العقيد القذافي وأفراد آخرين في نظامه»، موضحاً أن الأمر هو كناية عن معدات عسكرية على غرار «طائرات ومعدات أرضية».
ورداً على سؤال عن إمكان أن تشتمل «المعلومات والمعدات» على قوات خاصة على غرار فرق كوماندوس «إس آي إس» البريطانية الخاصة قال المتحدث: «لا يمكننا التعليق على القوات الخاصة في الوقت الراهن». كذلك، ذكرت صحيفة «ديلي تيليغراف» البريطانية أن عناصر في «القوة الجوية الخاصة» (إس آي إس) منتشرين في ليبيا، مضيفةً أنه «للمرة الأولى أكدت مصادر في وزارة الدفاع أن قوات «إس آي إس» الخاصة نشرت في ليبيا قبل أسابيع وأدت دوراً محورياً في تنسيق معركة طرابلس».
وبحسب الصحيفة، فإن القوات الخاصة، التي يرتدي عناصرها الملابس المدنية ويحملون الأسلحة نفسها التي يحملها الثوار، تلقت أوامر بالتركيز على العثور على القذافي، بحسب الصحيفة.
وكان المتمردون الليبيون والمجلس الانتقالي الليبي قد عرضوا أمس مكافأة بقيمة 1,7 ملايين دولار لكل من يقبض على القذافي حياً أو ميتاً.
من جهة أخرى، أعلن نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، رجل الأعمال والرياضي السابق، الساعدي القذافي، اليوم أنه يرغب في التفاوض من أجل وقف إطلاق النار في ليبيا لتجنيب طرابلس «بحراً من الدماء».
وذكرت شبكة «سي أن أن» الأميركية أن كبير المراسلين الدوليين فيها، نيك روبرتسون، تلقى رسالة بالبريد الإلكتروني من الساعدي القذافي قال فيها إن لديه السلطة للتفاوض، وإنه يريد مناقشة وقف إطلاق النار مع المسؤولين الأميركيين ومسؤولي حلف شمالي الأطلسي. وقال الساعدي في رسالته: «سأحاول إنقاذ مدينة طرابلس ومليوني نسمة يعيشون فيها، وإلّا فستضيع طرابلس إلى الأبد، مثل الصومال»، مضيفاً أنه من دون وقف إطلاق النار ستتحول المدينة قريباً إلى «بحر من الدماء».
وكانت قيادة الثوار الليبيين قد أعلنت عن اعتقال الساعدي، إلى جانب أخيه غير الشقيق، محمد، الذي تمكن من الفرار بمساعدة كتائب القذافي، وكذلك سيف الإسلام، الذي ظهر الثلاثاء الماضي أمام الصحافيين بصورة مفاجئة في فندق ريكسوس نافياً بذلك نبأ اعتقاله.
ولم يعلق المسؤولون في المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا على وضع الساعدي القذافي ولا على العرض الذي قدمه، والذي جاء بعد يوم من سيطرة الثوار على مقر إقامة والده في باب العزيزية.
وتجدر الإشارة إلى أن المسؤولين الحكوميين الليبيين كانوا قد تقدموا بالعديد من المقترحات بوقف إطلاق النار خلال الأشهر الستة الماضية، التي شهدت الصراع المسلح في ليبيا لإنهاء حكم القذافي على البلاد، المتواصل منذ 42 عاماً، كان آخرَها اقتراح بوقف إطلاق النار، صدر عن المتحدث باسم الحكومة الليبية، موسى إبراهيم، ليلة دخول الثوار طرابلس.
(أ ف ب، يو بي آي)