أضف إلى المفضلة
السبت , 28 كانون الأول/ديسمبر 2024
السبت , 28 كانون الأول/ديسمبر 2024


احندة الاصلاح, استعادة الثقة.. كيف يفكر صاحب القرار?

27-08-2011 09:36 PM
كل الاردن -


فهد الخيطان
الرهان كبير على تحمل النواب مسؤوليات المرحلة الانتقالية وانجاز حزمة التشريعات بالسرعة المطلوبة





الاولوية بالنسبة لصاحب القرار انجاز خارطة طريق للاصلاحات المطلوبة في المرحلة المقبلة, والسؤال المهم في هذا الصدد : كيف لنا ان نحقق اهدف المرحلة الانتقالية باسرع وقت ممكن?

اهداف المرحلة ببساطة هي اقرار التعديلات الدستورية, وقوانين الانتخاب والاحزاب والهيئة العليا للاشراف على الانتخابات, وفوق ذلك انتخابات بلدية قبل نهاية العام الحالي. انها بلا شك اجندة مضغوطة, لكن الظروف الداخلية, والتطورات الجارية في العالم العربي تملي على جميع الاطراف العمل ليل نهار لانجاز المهمة.

لغاية الان لا يستطيع اصحاب القرار الجزم بموعد نهائي للانتخابات النيابية المبكرة, لكن التقديرات الاولية تشير الى امكانية اجراء الانتخابات منتصف العام المقبل.

قبل ان تنجز السلطة التشريعية مشاريع القوانين التي ستعرض تباعا عليها لا يمكن للدولة المغامرة باعلان جدول زمني لتطبيق الاصلاحات. الكرة اذا في ملعب النواب, ويراهن صاحب القرار على حسهم العالي بالمسؤولية الوطنية وتغليب المصلحة العليا على الاعتبارات الشخصية, وعدم اللجوء الى سياسة المماطلة لاعاقة اي توجه لانتخابات نيابية مبكرة.

الانتخابات البلدية المقررة هذا العام مهمة للغاية, فهي من ناحية حاجة وطنية لانقاذ البلديات من اوضاع مأساوية تمر فيها, ومن ناحية اخرى 'بروفة' للانتخابات النيابية المقبلة, ونجاح الدولة في اجراء انتخابات حرة ونزيهة سيساهم في استعادة شيء من الثقة الشعبية بالعملية الانتخابية, ويحفز المواطنين على المشاركة في 'النيابية' بعد ذلك.

يدرك صاحب القرار الحساسية الشديدة للمرحلة الانتقالية في عملية الاصلاح السياسي, الاشهر المقبلة حاسمة بالفعل ونجاح الاردن في عبور الازمة وانجاز التحولات الديمقراطية بطريقة سلمية يتوقف على اسلوب الدولة في ادارة المرحلة بكل تعقيداتها, وعلى سلوك المعارضة وقوى الحراك الشعبي ايضا.

المناخ العام لا يحتمل اي خطأ في الميدان او سلوك غبي من اصحاب الرؤوس الحامية, والاوضاع الاقتصادية الصعبة قد تتحول في اي لحظة الى عنصر تفجير ولذلك على المسؤولين في الحكومة تجنب طرح الاجراءات الاستفزازية من قبيل 'البطاقة الذكية' للخبز, لانهم اذا ما تمسكوا بتطبيق الفكرة الان فانها ستكون سببا اضافيا لتأزيم الشارع من جديد.

اعتراف اصحاب القرار بوجود ازمة ثقة عميقة بين الدولة والمجتمع هو المدخل الصحيح للشروع في معالجتها, لكن الفجوة لم تنشأ فجأة, وانما كانت تتسع بشكل تدريجي من دون ان يعيرها احد اي اهتمام, ولذلك ردمها سيكون تدريجيا ايضا.

ان كل خطوة ايجابية تتخذ في مجال الاصلاح ومحاربة الفساد ستساعد في اعادة بناء جسور الثقة, والطريق لانجاز المهمة كلها ما زال طويلا.

وجبة التعديلات الدستورية المعروضة على مجلس النواب الان ليست الاخيرة كما يؤكد صاحب القرار, في المستقبل يمكن اجراء مزيد من التعديلات بينما يتناسب مع حاجات التطور الديمقراطي, وهذه رسالة مهمة ينبغي على المعترضين على التعديلات الاخيرة التقاطها.

انشغال الدولة بتفاصيل عملية الاصلاح السياسي ومواعيده لا يلغي الاهتمام بقضايا اخرى حيوية تحظى بنقاش داخلي مستمر, وترتبط ارتباطا وثيقا بالاصلاح واعني قضية ' الهوية الاردنية '. ثمة اسئلة مهمة بهذا الخصوص في ذهن صاحب القرار ' من هو الاردني وما معنى ان تكون اردنيا ' وغيرها من الاسئلة التي برزت الى السطح في اكثر من بلد عربي شهد تحولات كبيرة في الاونة الاخيرة. التوصل الى مقاربة وطنية لمفهوم الهوية ربما يحتاج الى تشكيل فريق من المثقفين والباحثين الاردنيين لمناقشة موضوع هو الاكثر حساسية واثارة للجدل.

fahed.khitan@alarabalyawm.net

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
28-08-2011 06:23 AM

يا فهد صاحب القرار لالالالا يريد الاصلاح وبكفي نتخوث على بعض

2) تعليق بواسطة :
28-08-2011 09:50 AM

و الله ما عاد الك عازة ايها الكاتب المحترم. على ما يبدو ان العرب اليوم بحلتها الجديدة تريد منافسة الرأي و انه حضرتك و العدوان بدأتم بمنافسة القلاب و الحطاب. شكر الله سعيكم و يعطيكو العافية على ما قد سلف، مبروك العطايا!

3) تعليق بواسطة :
28-08-2011 11:01 AM

The one and only decision maker in Jordan has no intentions of reform or stopping corruption, as it's all in his favor. Like all Arab leaders, there is only one way to change them!

4) تعليق بواسطة :
28-08-2011 12:49 PM

معقول يكونوا استبدلوا الخيطان بشبيه من كوكب آخر؟
و الله هذا كلام لا يهذي به ابواق النظام اياها؟!!

5) تعليق بواسطة :
28-08-2011 08:52 PM

نعتذر

6) تعليق بواسطة :
28-08-2011 09:56 PM

يا زلمة ,وهل تراهن على النواب , شو يا فهد !!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012