أضف إلى المفضلة
السبت , 28 كانون الأول/ديسمبر 2024
السبت , 28 كانون الأول/ديسمبر 2024


صلاحيات الملك

27-08-2011 09:39 PM
كل الاردن -


طاهر العدوان
تجد بعض الاحزاب والشخصيات السياسية من »التعديلات الدستورية« مناسبة للمطالبة بالحد من صلاحيات الملك. ويذهب آخرون الى تفسير هذه المطالب بان يكون دور الملك في الاردن مثل دور الملوك في بريطانيا وبلجيكا والسويد.. الخ.

ويمكن تفهم مثل هذه الطروحات في زمن تزدهر فيه الاحلام السياسية في سماء الربيع العربي. لكن يتعين على الذين يتبنون مثل هذه المطالب ان يتوقفوا امام حقيقة ان جميع الحركات الاحتجاجية, المنادية بالاصلاح في البلاد تتوجه جميعها الى الملك وليس الى الحكومة او مجلس النواب, من اجل رعاية وحماية الخطوات التشريعية والقانونية لعملية التحول نحو الديمقراطية, وهذا ينطبق على جميع اطراف المعارضة بمن فيهم الاخوان المسلمون, عندما رفضوا ان تقوم الحكومة بتشكيل ورعاية لجنة الحوار الوطني واللجنة الدستورية, وطالبوا بان يتولى الملك هذه الخطوات كلها.

هذه الحقيقة تتناقض مع شعار تحديد صلاحيات الملك. ولقد سمعت من عدد من شباب الحراك الشعبي اقوالا حاسمة, بانهم لا يثقون بأي مسؤول, وأنهم لا يقبلون بغير »كلمة الملك« واللقاء معه, وهذا سمعناه على مدى الشهور الماضية من قادة الاخوان المسلمين ومن شخصيات وفعاليات (وسطية). وفي رأيي ان كل هذا لا ينطلق من فراغ. انما من تقاليد سياسية ترسخت على مدى عقود في العلاقة بين الاردنيين وملوكهم الهاشميين.

في هذه المرحلة وفي المستقبل لا غنى عن دور الملك وصلاحياته سواء في التنمية والاصلاح الاقتصادي, او في الديمقراطية والاصلاح السياسي. ولو اخذنا الثمانية شهور الاخيرة لقياس دور الملك في هاتين المسألتين لوجدنا انه نجح في الحصول على مليار و 400 مليون دولار مساعدات من السعودية. والحديث عن مبلغ مماثل او يقل قليلا من دول الخليج. واذا اضفنا هذه الى المساعدات الدولية الثابتة للخزينة وقطاعات الدولة المختلفة, نجد دور الملك فاعلا ونشطا وناجحا واساسيا.

وفي مسألة الاصلاح تجسد دور الملك في الثمانية شهور بتشكيل لجنة الحوار وتقديم الغطاء والضمانات الملكية لها بتبني توصياتها حول الاصلاح السياسي وقانوني الانتخابات والاحزاب. وكذلك قيام الملك بتشكيل لجنة التعديلات الدستورية, وذهابه الى ابعد من مطالب المعارضة والشارع, عندما كلف اللجنة ليس فقط بالعودة الى دستور ,1952 وانما اجراء التعديلات على جميع بنوده بما يخدم مرحلة التحول نحو الديمقراطية والتعددية.

واليوم; تطالب قوى وفعاليات سياسية, ان يتدخل الملك من خلال دوره المعنوي والقيادي لنقل البلاد من مرحلة (النظريات الاصلاحية) الى مرحلة التطبيقات بتشجيع وتوفير المناخات الوطنية والسياسية والامنية لبناء التعددية وضمان نزاهة الانتخابات المقبلة.

وحتى لا يفهم احد بأنني ادعو الى تركيز السلطة بيد الملك, لا بد من استكمال الموضوع بتأكيد (1) ان امكانات الاردن وموارده الذاتية لا تسمح بان يكون دور الملك كما هو في »الملكيات الاوروبية« التي وصلت الى ما وصلت اليه بعد قرون من تطور المجالس النيابية الديمقراطية. ان الاحترام والمكانة لملك الاردن, لا تأتيه فقط من نسبه لآل البيت, انما من قدرته, ايضا, على قيادة بلده وشعبه في ميادين التقدم والتطور كرئيس دولة في العصر الحديث, لا يحكم بالقهر وبقوة السلاح انما بتنفيذ السياسات التي يريدها الشعب.

(2) ان تراجع الحكومات والمجالس النيابية في اداء واجباتها الدستورية وتخليها عن مسؤولية ما تملك من سلطات, بحجة »ان الملك يريد« و »المعلم يريد هذا« ووجود »اوامر من فوق« هذه المزاعم والممارسات الضعيفة لاصحاب السلطة واحيانا كثيرة بسبب مغريات الفساد والافساد هي المسؤولة عن اثارة مسألة تحديد صلاحيات الملك, بينما المشكلة تكمن في تخلي الحكومات والمجالس عن كثير من سلطاتها الدستورية. وعندما تمارس كل من الحكومة والمجلس النيابي والقضاء صلاحياته وفق الدستور لن تكون هناك مشكلة صلاحيات. وعندئذ سيكف الاردنيون عن حالة عدم الثقة المتردية جدا بالمسؤولين والنواب. وعندها بتكامل دور الملك القيادي مع استقلالية السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية, في ظل الدستور ودولة القانون.0

taher.odwan@alarabalyawm.net

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
27-08-2011 10:11 PM

نعم اخ طاهر ان دور الملك فاعلا ونشطا وناجحا واساسيا...واللة ولي التوفيق

2) تعليق بواسطة :
27-08-2011 10:31 PM

كل ما ذكرته صحيح ولكن له اسبابه , ومنها ان جلالة الملك وبتركيز كل الصلاحيات بيده منع من ظهور دور قوي للحكومة ولرئيسها ومنع من ظهور رجالات وطنية لها حضورها الوطني والعربي والعالمي , لقد تم تفريغ الوطن من اية رموز ولم بيقى الا جلالة الملك .
وامر آخر , وهو ان معظم مصائب الوطن اقترفها رجالات تم اختيارها وتعينها من قبل جلالة الملك وفسدوا وعاثوا فسادا باسمه

3) تعليق بواسطة :
27-08-2011 11:23 PM

:-) أظنك وفقت في مقالك الإناري الباني لأفكار منطقية في أذهان الأردنيين : شكرا لك :-)

4) تعليق بواسطة :
28-08-2011 02:31 AM

يقول الجنرال محمد عواد المجالي : - لقد تم تفريغ الوطن من اية رموز ولم بيقى الا جلالة الملك . !!! وأود أن أؤكد لعطوفة الجنرال أنّ الأمـر الذي لم يعجبه في الأردن والمتمثل بصلاحيات الملك هي التي كانت وراء استقرار الأردن وحياة الأمن والأمان التي نحياها . إلاّ إذا كُنتَ من انصـار التجريب ولو على شفير الهاوية . لآ .. لا .. لا أُوافقك الرأي وللأسباب التي قدمها معالي السيد طاهر العدوان فأعد حساباتك مليون مرة . إلاّ اذا كُنتَ تطمح أن تكون الرئيس القادم للوزراء

5) تعليق بواسطة :
28-08-2011 05:11 AM

أعتقد أن شباب الحراك الشعبي الذي يتحدث عنهم الكاتب لا يوجد لديهم نضوج سياسي ...في مقابل المليار دولار أو دينار التي وصلت هناك عجز قدره سبعة عشر مليار ..هناك بيع لأصول الدوله ...إن عشر سنوات كافيه للحكم على نجاح أو فشل زعيم أو ملك أو اداره في إدارة شؤون الحكم وقد ثبت الفشل فهل علينا الإنتضار عشر سنوات أخرى ؟

6) تعليق بواسطة :
28-08-2011 09:46 AM

من عقلك بتحكي..؟ ما الذي قلب كتاب كنا نظنهم اصحاب مباديء مثل السيد عدوان و الخيطان. يا أخي سبب التوجه للملك لأن الجميع يعلم انه الآمر الناهي الذي يملك زمام كل صغيرة و كبيرة حيث لا ولاية لحكومة ولا لنواب و لا لقضاء. انهيار الدولة الاردنية خلال السنوات العشر الاخيرة هي بسبب تغول الملك و الملكة على كل مرافق الدولة. هذا سبب مخاطبة الملك و ليس لأنه من يصون حقوق الناس. كفى استخفاف بعقولنا، و زمرة المطبلين للنظام كافبة، مش بحاجة الكم تنضموا لها!!؟

7) تعليق بواسطة :
28-08-2011 09:48 AM

نتفق معك لان تقصير السلطات الثلاثه هو ما يدعو جلالة الملك لان يتدخل في ادق التفصايل ليسد العجز ويصحح المسار
لا خوف من الملك وصلاحياته فهو الاكثر انفتاحا وديمقراطية من كل الاحزاب على الساحة الاردنيه وهو صمام الامان لهذا الوطن

8) تعليق بواسطة :
28-08-2011 10:47 AM

I can not believe that an intellectual at the lever of 6aher Al-3edwaan would write such article...!!!,,,King "Edrees Al-Sanuusi" of Libya and King "Faisal" of Iraq were humble and loved leaders but surrounded by hippocrates , corupt and week goverments and in a split of a second we found two brutal lunatiks in charge of both countries "3abdel Kareem Qasem" and " Mu3ammar Qaddafi" turning both countries into hell ever since...!!!,,,Our King is Hashemi,this gives him an exclusive historical and theological legitimacy to be the head of the "Nation"and he can leed himself out of ruling power as King "Kwan Carlos" of Spain ,,but when it comes to governing, the power should be for a post and not a person and who ever take that post should be subject to keeping or loosing it based on performance observed by parlement representing the nation ,,King Michael of Romania wanted to exceed his symbolic role and serve his country after the brutal ruling of Chaushesku,,SO,, he went into elections and became a prime minister subject to Parliament control...!!!,,The scaring question is: how sure are we as leaders and nation if we keep ignoring the basics of proper ruling if America is preparing for us our own Qasem or Qaddafi,

9) تعليق بواسطة :
28-08-2011 11:05 AM

The only reason people revert to the king is because he holds all the cards in his hand. There is no government, parliament, or courts in Jordan. Simply the king and the queen and those who work for them, that's why people can only resort to him, or they will have to move against him soon. It's not as the writer tries to portray it that the king is the protector of the people's rights, no one believes this crap anymore and the people know who's behind all the corruption and graft of this country!

10) تعليق بواسطة :
28-08-2011 12:12 PM

السؤال هو هل نريد ديمقراطيه حقيقيه تقوم على فصل السلطات وتداول سلمي للسطه وتلازمها مع المسؤوليه فلا يكون احد فوق المحاسبه؟ أم نريد استمرار الوضع القائم الذي يركز كل السلطه في يد الملك؟ وأعتقد ان من يحب الملك ويرغب بالمحافظه على نظام الحكم والهاشميين لا يملك الا أن يختار الديمقراطيه الحقيقيه..فالعقد الماضي وما رافقه من فساد مالي وسياسي وتجاوز للدستور وممارسات ممن لا يملك صفه دستوريه من أشخاص هم اختيار الملك وبطانته هزت الثقه الشعبيه بمؤسسة العرش..وأوصل الحال الى ضرورة اجراء اصلاح سياسي واقتصادي حقيقي وليس شكلي وهو مالم يحدث حتى الآن بالرغم من البروباغندا الأعلاميه الرسميه.

11) تعليق بواسطة :
28-08-2011 12:47 PM

المعادلة بسيطة، من يريد ان يحكم و يتحكم بالبلاد و العباد يخضع للمسائلة الشعبية. اما ان املك كل الأمر و ان اكون فوق المسائلة فهذا اله، استغفر الله العظيم!

12) تعليق بواسطة :
28-08-2011 01:10 PM

معالي الاستاذ سبحان مغير الاحوال لقد احزنتني و لم اعد اثق بكل مسؤول كان او اصبح ، كل التاييد لاصحاب التعليق 2،5،6،8،9،10 و لا احترم تهكم و ضعف المخزون الفكري لصاحب التعليق 4

13) تعليق بواسطة :
28-08-2011 01:24 PM

أقول وعلى عاتقي إنّ معظم الآراء المطالبة بالملكية الدستورية تهدف أولاً وآخراً الى تقليص صلاحيات الملك !! وهل إنتقال هذه الصلاحيات الى رئيس وزراء منتخب من أحزاب هو الحل الأمثل ؟ ومن هي هذه الأحزاب وما هي مكوناتها وما هي برامجها ؟؟ فاذا حزب الإخوان المسلمين نفسه يمارس على أعضائه أحكاماً بوليسية وقمعية قد تنتهي في النهاية بعقد محاكمة تقضي بفصل العضو المخالف أو العضو الذي تجرأ بالإدلاء باي رأي مخالف ! فهل هذه هي الديمقراطية - عفواًالشورى - التي نُبشّر بها الشعب الأردني ؟ إنني أقول للسيد المغترب أنّ إنهاء النظام الملكي لليبيي السنوسي قد أتى بالفاتح الذي أصبح مغلقاً و كالحاً وتندم الليبيون على زوال العهد السنوسي - على علاّته - . كما جلب إنهاء النظام الملكي في العراق حُكما فاشستياً وديكتاتورياً فاق كل الديكتاتوريات في العصر القديم والحديث وانتقل تغول سطات القصر وعبد الإله ونوري السعيد - كما هي الإسطوانة المشروخة - الى تغول أكثر ظلامية وأشد بشاعة ممثلاً بافكار الحزب الرائد وتوجيهات القائد الفذ الأوحد وبالتالي لم يستفد الشعبين الليبي والعراقي إلاً خراب الديار ونعيق الغربان فوق الأطلال. والى صاحب التعليق البلقاوي أقول : ألم تكن هناك حول البكباشي عبد الناصر - الثورجي الأول - ولا حول الملازم الأول القذافي - الثورجي المقلد - ولا حول الأسدين الممانعين الكبير والصغير . ولا حول قائد الضرورة الأوحد - أبو طلّه على وجه القمر - مطبلّين ومزمريين وسحّيجة وكورال موسيقي ومهرجانات قامت لها الدنيا ولم تقعد ؟ لماذ فقط النظام الملكي هو الذي يقف كالشوكة في حلوقكم وترونه يقف حجر عثرة في طريق نمائكم وتقدمكم . وعلى عاتقي أقول إنّ أي نظام ملكي أفضل من ألف نظام جمهوري نيابي عمالي ولكنه ديكتاتوري

14) تعليق بواسطة :
28-08-2011 02:48 PM

الى رقم 4 و 13 محمد المهند تحية طيبة وبعد
اخي الكريم كل عام وانت بخير .. خلافنا ليس على وجود الملك ولا هلى وجود الاردن والاردنيين .. ولكن خلافنا على كيفية ادارة الدولة , انا أرى ان الشعب الاردني قادر ان ينتخب ممثليه وقادر ان ينتخب رئيسا للحكومة ومجلس النواب ومجلس الاعيان وقادر على صنع سياساته واولوياته وقادر ان يحكم نفسه بنفسه ديموقراطيا مثله مثل اي شعب في العالم بدءاً من بنغلادش وانتهاءاً بامريكيا , الشعب الاردني قادر ان يبني دولته بالحق والعدل مشاركة مع القيادة الهاشمية ومع جلالة الملك نفسه ولكن بالحق والعلم اعتماداً على اعلى مبدأ في الدستور " الامة مصدر السلطات " وبالملكية الدستورية اضمن لك ان العائلة الهاشمية سيستمر ملكها في الاردن الى ما شاء الله بالحب والرضا دون ان يشير احدهم اليهم باصبع .. اسلم لاخيك

15) تعليق بواسطة :
28-08-2011 03:19 PM

Sir,I appreciate your comments but can I ask you kindly to object on other's opinions without insulting them sometimes ,,,humans get sick,tired,cheated and unable and this can influence their decisions, so they have to be monitored,God bless the soul of King Talal but wasn't he ousted form power becouse of medical disability,,didn't Batticki influence the seen against Prince Al-Hassan and it was the Hashemite wisdom who saved Jordan,are you sure that such thing will not happen again but next time go wrong...!!!what we have now is risky,,very risky to the country,the Nation and the Hashemites and opens the door to America to enforce a dictator,,we need a change to put King Abdallah in History as King Juan Carlos who drove himself Spain to total Democracy against all the followers of General Franco who wanted the King to keep all the power in the king's hand

16) تعليق بواسطة :
29-08-2011 12:43 AM

أعتقد ان من أكثر الأسئله وجاهه هي خوف الأردنيين من القفز الى المجهول في ضل عدم وجود أحزاب سياسيه قويه تمثل الوطن الأردني .

وأعتقد أم من أكثر الأراء حكمه هو رأي العلامه الدستوري محمد الحموري الذي يعتقد أن من أكثر التجارب ملائمه للاردن عي التجربه الأسبانيه التي ابتدأت عام 1976 بدون احزاب وطنيه . وقد قامت التجربه على بناء الأحزاب أساسا من مجلس النواب وحسب التجربه الأسبانيه فقد تم الأشتراط على النواب للمشاركه في الحكومه البرلمانيه أن يتكتلوا وأن يمنح الحق للمشاركه في الحكومه للكتل التي تستطيع ان تحصل على 10% على الأقل من اعضاء المجلس . وفي غضون سنوات قليله انعكست الكتل البرلمانيه الى احزاب .

لا ينبغي اخذ رأي السيد طاهر العدوان بدون تفكير عميق . فبدون بنيه حزبيه وطنيه راشدة لن نصل لأي مكان .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012