02-09-2011 04:46 PM
كل الاردن -
قتل 14 شخصا في سوريا في 'جمعة الموت ولا المذلة' بعد ان استخدمت السلطات السورية العنف من جديد لقمع الاحتجاجات الداعية لرحيل النظام، رغم تزايد الضغوط الدولية حيث اقر الاتحاد الاوروبي حظرا على واردات النفط من سوريا، كما اعلنت فرنسا عن رغبتها في 'تطوير' اتصالاتها مع المعارضة السورية.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان 'ثمانية اشخاص قتلوا اليوم (الجمعة) برصاص رجال الامن اثناء تفريق تظاهرات في مدن عربين وكفربطنا ودوما وحمورية' في ريف دمشق.
واضاف 'كما قتل ثلاثة اشخاص في منطقة حمص (وسط)، بينهم اثنان سقطا فجرا في المدينة، فيما قتل الثالث في تلبيسة (ريف حمص)، وقتل ثلاثة اشخاص في دير الزور (شرق)'.
واضاف المرصد انه 'يجري اطلاق نار كثيف في حي باب السباع في حمص على كل من يتحرك او يخرج من منزله من الحواجز المحيطة' لافتا الى 'تجدد اطلاق النار في بلدة تلبيسة من الجهة الشمالية من جهة الحاجز وبشكل عشوائي وكثيف على المنازل'.
واشار الى 'اطلاق نار رشاشات ثقيلة في محيط القلعة من عربات بي تي ار بشكل متواصل وقطع الاتصالات الخلوية عن حي كرم الزيتون' في حمص.
وكان المرصد اورد ان 'القناصة انتشروا في المنطقة الواقعة بين شارع الحمرا والغوطة في مدينة حمص، حيث خرجت تظاهرتان في احياء الوعر والخالدية وصل عدد المشاركين فيهما الى نحو 40 الف شخص'.
وفي ريف دمشق، 'اقتحمت خمس عربات عسكرية محملة بالجنود المدججين بالسلاح الكامل ترافقها اربع حافلات أمن مدينة حرستا واطلقوا النار على كل شيء يتحرك في شوارعها، فيما شهدت مدينة سقبا إطلاق نار كثيفا ترافق مع اقتحام قوات الامن لشوارع البلدة'، بحسب المرصد.
من جهتها، ذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان 'ثلاثة من عناصر قوات حفظ النظام قتلوا اليوم (الجمعة) واصيب عدد اخر بنيران مجموعات ارهابية مسلحة هاجمت حواجز هذه القوات في حمورية وعربين وتلبيسة'.
واضافت الوكالة ' كما قتل اربعة من المسلحين خلال رد الاجهزة المختصة على عناصر تلك المجموعات الارهابية بعد اعتدائها على حواجز قوات حفظ النظام في المناطق الانفة الذكر'.
بالمقابل تواصلت الضغوط الدولية على النظام السوري، واقر الاتحاد الاوروبي الجمعة حظرا على واردات النفط من سوريا بسبب استمرار القمع العنيف لحركة الاحتجاجات المناهضة للنظام، كما افادت مصادر دبلوماسية اوروبية لفرانس برس.
وقالت المصادر نفسها ان الحظر بمفعول فوري، لكن تنفيذه لن يبدأ الا في 15 تشرين الثاني/نوفمبر بالنسبة للعقود الجارية.
وسيكون لحظر استيراد النفط السوري تداعيات اكيدة على النظام : فالاتحاد الاوروبي يشتري 95% من النفط الذي تصدره سوريا ما يمثل ما بين ربع وثلث عائدات البلد.
من جهتها، اصدرت الولايات المتحدة قرارا بحظر استيراد النفط السوري لكن هذه العقوبة رمزية لان الاميركيين لا يستوردون النفط من سوريا.
بالتزامن مع ذلك صرح وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الجمعة ان فرنسا تريد 'تطوير' اتصالاتها مع المعارضة السورية وتنوي مواصلة جهودها للتوصل الى وقف القمع في سوريا.
وافاد ناشطون ان تظاهرات خرجت الجمعة في مختلف المناطق السورية رغم العنف الذي تواجه به السلطات المتظاهرين الذين اطلقوا على تحركهم اسم 'جمعة الموت ولا المذلة'.
ففي دمشق، قال رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي ان 'تظاهرة خرجت من جامع الهادي في حي كفرسوسة رغم التواجد الامني الكثيف في ظل اغلاق ابواب مسجد الرفاعي الجمعة'.
واضاف ريحاوي 'ان قوات الامن فرقت بالقوة تظاهرة خرجت من جامع الحسن في حي الميدان مستخدمة الهراوات والقنابل الصوتية والمسيلة للدموع'.
وفي ريف دمشق، 'خرجت تظاهرات رغم الانتشار الامني الكثيف وحملات الاعتقالات الواسعة مطالبة باسقاط النظام في مدن داريا والزبداني والكسوة كما خرجت تظاهرات في احياء ركن الدين والقابون والحجر الاسود وكفرسوسة' في العاصمة.
وذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية ان 'تظاهرات حاشدة من قرى كفرنبودة وكرناز (ريف حماة) جرت أمام منزل المحامي العام عدنان بكور تاييدا له'.
واعلن مدعي عام مدينة حماة عدنان بكور استقالته الخميس احتجاجا على اعمال القمع التي تنفذها السلطات السورية التي اعتبرت ان الاستقالة انتزعت منه تحت التهديد بعد اختطافه.
كما 'خرجت تظاهرة حاشدة في مدينة القصير (ريف حمص) شارك فيها اكثر من 15 الف شخص، وخرجت تظاهرة في مدينة عامودا (شمال شرق) تنادي باسقاط النظام، كما رفع المتظاهرون لافتات تطالب روسيا بوقف تصدير السلاح إلى النظام السوري.
وخرجت عدة تظاهرات في درعا وريفها التي انقطعت عنها الاتصالات حيث 'خرجت تظاهرة نسائية في جاسم (ريف درعا) بالاضافة الى تظاهرات اخرى رغم التواجد الامني الكثيف' بحسب اتحاد التنسيقيات.
من جهته، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان انه 'سمع صوت اطلاق رصاص كثيف لتفريق متظاهرين في مدينة نوى (ريف درعا)' مشيرا الى 'سقوط جرحى'.
وفي حمص (وسط)، قال المرصد ان 'تظاهرات حاشدة خرجت في عدة احياء في المدينة وفي عدة مدن تابعة لريف حمص' مضيفا ان 'مجموعات من القناصة انتشرت على اسطح الابنية الحكومية في تجمع قرى الحولة' الواقعة في ريف حمص.
وشرقا، ذكر المرصد ان 'قوات الامن قامت باطلاق رصاص كثيف لقمع تظاهرات خرجت في عدة احياء في دير الزور'.
وقال المرصد ان 'تشييع شهيد سقط مساء امس (الخميس) برصاص قوات الامن في مدينة تل رفعت (ريف حلب) تحول الى تظاهرة حاشدة تطالب باسقاط النظام'.
واظهرت اشرطة فيديو بثتها عدة مواقع الكترونية معارضة الاف المتظاهرين وهم يحملون في اغلب المدن السورية لافتات باللغة الانكليزية تناشد المجتمع الدولي وقف العنف في سوريا وتطالب الرئيس السوري بالرحيل.
كما تظهر هذه الاشرطة المتظاهرين وهم يحملون لافتات كتب عليها 'كنا بالعالم الثالث وصرنا بالعالم الخمسين' و'علي الصوت يا بنعيش بكرامة يا بنموت' و'يالله يا بشار حس على دمك وارحل'.
وكان ناشطون دعوا على صفحة 'الثورة السورية' في موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك الى 'جمعة الموت ولا المذلة كلنا رايحين شهداء بالملايين'، مؤكدين على ان تظاهراتهم 'سلمية، سلمية'.
واسفرت عمليات القمع التي تمارسها السلطات السورية بحق المتظاهرين منذ اندلاعها في منتصف اذار/مارس عن مقتل 2200 شخص، بحسب حصيلة للامم المتحدة.
وتتهم السلطات 'جماعات ارهابية مسلحة' بقتل المتظاهرين ورجال الامن والقيام بعمليات تخريبية واعمال عنف اخرى لتبرير ارسال الجيش الى مختلف المدن السورية لقمع التظاهرات.
وكالات