أكد نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، عبد الحفيظ غوقة، أن العقيد الليبي معمر القذافي موجود في منطقة قريبة من الحدود حتى يتسنى له الفرار عندما تضيق الحلقات حوله. وأضاف غوقة، في تصريحات لصحيفة «الأهرام» المصرية نشرتها اليوم، «إنه حتى لو فر القذافي فإن السلطات الليبية لن تتركه وستطالب بتسليمه ومحاكمته»، مؤكداً أنه إذا كان القذافي في الداخل فسيتم القبض عليه حتماً ومحاكمته.

وأشار غوقة إلى أن «ليبيا الحرة» هو مسمى مؤقت لدولة ليبيا، موضحاً أن المجلس الوطني الليبي ليس من صلاحياته إطلاق الاسم الدائم للبلاد لأنه مجلس انتقالي‏ «فسيكون لليبيين الحرية المطلقة في تسمية الدولة».
كذلك قال غوقة إن المجلس الوطني يقدِّر المواقف الإيجابية لمصر التي قامت بها في دعم الثورة وخاصة من خلال الجامعة العربية، كاشفاً النقاب عن أن «القذافي سعى الى اختراق الثورة الليبية عن طريق البوابة الشرقية (الحدود المصرية ـــ الليبية) وطلب من الحكومة المصرية ذلك، إلا أنها رفضت»، مضيفاً إن الاتصالات لم تنقطع مع المجلس العسكري والحكومة المصرية في الوقت الحالي. وكشف غوقة «أن المصريين هم الذين علَّموا الثوار الليبيين قيادة الدبابات. يُذكر أن نحو مليون مصري ما زالوا موجودين في الأراضي الليبية، معظمهم في المنطقة الشرقية ولا سيّما في مدينة بنغازي.

وفي سياق منفصل، أكد جمعة القماطي، ممثل المجلس الانتقالي الليبي في بريطانيا اليوم، أنه سينتخب مجلس تأسيسي في ليبيا في غضون نحو 8 أشهر وتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية في غضون 20 شهراً.
وقال القماطي مفصلاً الجدول الزمني الانتخابي للمجلس الانتقالي لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» «وضعنا خريطة طريق بفترة انتقالية من 20 شهراً»، مضيفاً إن «المجلس الانتقالي سيدير ليبيا لمدة ثمانية أشهر، قبل أن يتولى مجلس منتخب من الشعب» السلطة لصياغة دستور، و«في غضون عام (من ذلك) سيجري تنظيم انتخابات».
ورأى القماطي أن «العملية الانتقالية بدأت» رغم استمرار المعارك بين الثوار والقوات الموالية لمعمر القذافي، موضحاً أنه «طالما أن طرابلس مستقرة وآمنة، وهو واقعها الآن، وكذلك شأن معظم المدن، فبإمكان الليبيين بدء العملية الانتقالية»، وقال القماطي إن القذافي «يختبىء وهو معزول».
وكان المجلس الوطني الانتقالي الليبي قد أعلن من بنغازي في 17 آب/ أغسطس الماضي «وثيقة دستورية» تنص على تسليم السلطة لمجلس منتخب خلال مهلة لا تتجاوز ثمانية أشهر وتبني دستور جديد.
من جهة أخرى، دعا مسؤول الداخلية في المجلس الوطني الانتقالي، احمد ضراط اليوم، الثوار الليبيين الذين أتوا من مدن مختلفة الى طرابلس، الى مغادرة العاصمة بعدما أصبحت «مدينة محررة». وقال ضراط لوكالة «فرانس برس» إن «طرابلس تحررت، لذا يتعين على الجميع مغادرة المدينة والعودة الى مدنهم»، مشدداً على أن «الخطر زال، ومغادرة الثوار الآخرين أمر طبيعي».
من جهتها، نفت فرنسا مجدداً اليوم وجود اتفاق مبرم مع المجلس الوطني الانتقالي الليبي يعد الشركات الفرنسية بنصيب من النفط الليبي، كما ورد أمس في مقال نشررته صحيفة «ليبيراسيون» الفرنسية. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو للوكالة، رداً على سؤال بشأن المقال الذي نشر قبل ساعات من مؤتمر حول ليبيا في باريس، «أقول مجدداً وبشكل رسمي تام إن الأمر يتعلق بمعلومات غير مثبتة ومزاعم لا أساس لها».

وكانت صحيفة «ليبيراسيون» قد نشرت رسالة، تحمل تاريخ 3 نيسان/ ابريل وممهورة بشعار «الجبهة الشعبية لتحرير ليبيا» وموجهة الى أمير قطر، أشارت حسب الصحيفة الى «اتفاق يمنح بموجبه 35 بالمئة من إجمالي النفط الخام الليبي للفرنسيين، في مقابل دعمهم التام والدائم لمجلسنا». كما نفى مبعوث المجلس الانتقالي الى باريس أمس وجود مثل هذا الاتفاق لتقاسم النفط مع فرنسا، مضيفاً إنه «لم يسمع إطلاقاً بهذه الجبهة». وأوضح منصور سيف النصر «كل الوثائق والمعاهدات المعتمدة تحمل توقيع المجلس الوطني الانتقالي». ورداً على سؤال الوكالة، قال وزير الخارجية الفرنسية آلان جوبيه من جانبه «إنه ليس على علم بمثل هذه الرسالة» كما فعل كريستوف مارجوري رئيس مجلس إدارة شركة توتال النفطية الفرنسية لاحقاً أمس.
سياسياً، دعا الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز اليوم الى محادثات بشأن «مقترح السلام» الذي تقدم به لإنهاء الأزمة في ليبيا، قائلاً إن من شأن ذلك «وقف الجنون» في هذا البلد. وتوقع شافيز، الذي ينظر إليه باعتباره الحليف الرئيسي للزعيم المخلوع معمر القذافي، استمرار الصراع في أعقاب دعوة الزعيم الليبي إلى مزيد من المقاومة، مضيفاً، خلال مكالمة هاتفية مع قناة «في تي في» التلفزيونية الحكومية، «يمكن لمقترح السلام الصادر عن فنزويلا والاتحاد الأفريقي وبلدان أخرى عديدة.. أن يوقف هذا الجنون من جانب الإمبراطورية (الأميركية) وحلفائها».

(أ ف ب، يو بي آي)