أضف إلى المفضلة
السبت , 28 كانون الأول/ديسمبر 2024
السبت , 28 كانون الأول/ديسمبر 2024


الحدود المقبولة للدور الأردني في ليبيا

03-09-2011 07:34 AM
كل الاردن -




فهد الخيطان
المساهمة في عملية اعادة البناء وعدم التورط في الصراعات الداخلية .

منذ اعلن الاردن في وقت مبكر وقوفه الى جانب الشعب الليبي في ثورته ضد القذافي, كان يعلم بأن دورا ينتظره بعد سقوط النظام هناك. ويبدو من الان ان المساهمة الاردنية في عملية بناء ليبيا الجديدة ستكون اكبر بكثير من مساهمته في اسقاط النظام, التي اقتصرت على مشاركة بضع طائرات عسكرية في عمليات حلف الناتو, وتواجد عدد محدود من ضباط الارتباط على الاراضي الليبية لمساعدة الثورا في معركة طرابلس.

في المؤتمر الذي ضم ممثلين لستين دولة واحتضنته باريس الخميس الماضي ابلغ الملك عبدالله الثاني المشاركين استعداد الاردن للمساهمة في توفير التدريب الشرطي والعسكري للاشقاء الليبيين, الى جانب مساعدتهم في بناء القدرات في المجالات التعليمية والصحية والقضائية والانشائية.

ما كشف عنه الملك في باريس لم يكن عرضا من طرف واحد, ففي جميع اللقاءات السابقة التي جمعت مسؤوليين اردنيين بقيادات المجلس الانتقالي الليبي كان هؤلاء يلحون بطلب المساعدة من الاردن في مرحلة مابعد القذافي.

للاردنيين خبرة قديمة في ليبيا فقد عمل الالاف منهم هناك واكتسبوا سمعة طيبة في اوساط الليبيين لالتزامهم في العمل وسلوكهم المنضبط , ناهيك عن كفاءتهم العالية في الاداء , كما هو حال كل المغتربين الاردنيين في دول الخليج ودول العالم الاخرى.

ولاشك ان الليبيين يشعرون بالامتنان للدعم الرسمي والشعبي الاردني لثورتهم على القذافي وسيقدرون هذا الموقف في المستقبل. كما ان تولي الوزير السابق عبدالاله الخطيب مهمة المبعوث الاممي في ليبيا زاد من رصيد الاردن عند الشعب الليبي وقادة المرحلة الانتقالية الذي يرتبط الخطيب معهم بعلاقات وثيقة.

ليبيا اليوم وبعد اكثر من اربعين سنة من حكم القذافي الكارثي واشهر من الصراع المسلح , بحاجة الى بناء الدولة من جديد. الليبيون شعب مكافح وبلادهم غنية بالموارد النفطية الكافية لبناء دولة متقدمة وحديثة, لكنهم في هذه المرحلة بحاجة الى المساعدة, والاولى ان تأتيهم من العرب لامن الغرب.

المجلس الانتقالي الليبي سيمنح الاولوية للدول العربية التي ساندت الثورة, والاردن في طليعة هذه الدول الى جانب قطر والامارات , ومن المرجح ان يتولى الاردن دورا مركزيا في مجالات تأهيل وتدريب الكوادر العسكرية والمدنية, وستحتاج ليبيا في المرحلة المقبلة الى خبرة الالاف من الاردنيين في حقول التعليم والصحة والادارة الحكومية والعمالة المؤهلة, اضافة الى الخبرات الهندسية في مجال المقاولات والانشاءات.

لكن هناك محاذير ينبغي الوقوف عندها قبل ارسال اي اردني الى ليبيا :

اولا : التأكد من وجود حالة من الاستقرار النسبي بما يضمن عدم تعرض حياة الاردنيين وسلامتهم للخطر.

ثانيا : الالتزام بعدم القيام بأي مهمات قتالية او امنية على الاراضي الليبية ضد اي طرف سواء كان القذافي وفلوله او تنظيم القاعدة.

ثالثا : ان يكون الوجود الاردني خاصة في مجال التدريب العسكري والشرطي باتفاق مباشر مع الحكومة الليبية المؤقتة, وليس تحت مظلة او علم اي طرف اجنبي كحلف الناتو مثلا.

خلاصة القول, ان الدور الاردني المقبول في ليبيا هو المساهمة في بناء الاستقرار والازدهار وليس في ادامة الاقتتال والحرب.

fahed.khitan@alarabalyawm.net

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
03-09-2011 09:13 AM

اصبحت اشعر ان الاردن بمثابة الشرطي للدول العربية لخبرته و كفائته القتالية في حفظ الامن و الاستقرار بعيدا عن القتل و الارهاب

2) تعليق بواسطة :
03-09-2011 11:05 AM

مش غلط استاذي لو تحالفنا مع كل الشياطين ..ولكن نريد ثمرات هذه التحالفات ونلمس خيراتها ونخرج من المولد بشوية حمص .لكوننا تحالفنا كثيرا ودفعنا فواتير كبيره ما بعد كل تحالف .سواء كان ضد او مع .وبقيت الامور تيتي تيتي وسبق لنا وعشنا وشفنا تحالفاتنا مع الاخرين ورغم كل ذلك شتمونا في العراق وغير العراق رغم ما قدم الاردن .مع دفع الثمن حيث (تشقلب المثل الذي يقول مصائب قوم عند قوم فوائد واصبح ( مصائب )وجربنا استثمار الحرب العراقيه .والفساد الذي انتشر كالنار في الهشير ..!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012