انتقد الزعيم الليبي المتواري عن الأنظار معمر القذافي، اليوم «الحرب النفسية والأكاذيب» في شأن التكهنات بشأن إمكان فراره إلى النيجر المجاورة، وذلك في رسالة صوتية بثتها قناة «الرأي» الفضائية التي تبث من دمشق. وأكد القذافي في رسالة صوتية مسجلة أنه «ليس أمامهم إلا الحرب النفسية والأكاذيب (...) آخر شيء قالوه أننا رأينا رتل القذافي» دخل إلى النيجر، مضيفاً ساخراً: «أرتال من المهربين والبضائع والناس» تدخل إلى النيجر والسودان ومالي وتشاد والجزائر يومياً، «كأنه أول رتل يدخل إلى النيجر». وتوجه القذافي إلى الليبيين بالقول: «هم يريدون إضعاف عزيمتكم وإضعاف روحكم المعنوية. أبقوا عزيمتكم قوية»، مضيفاً: «لا تتأثروا بهذا العدو الضعيف والحقير»، ومؤكداً أن حلف شمالي الأطلسي «سيرجع مهزوماً غصباً عنهم؛ لأن إمكاناتهم المادية لا تسمح لهم بالاستمرار في القصف». كذلك تابع القذافي قائلاً: «إننا مستعدون في طرابلس وفي كل مكان لتصعيد الهجمات على الجرذان والمرتزقة».
وكان عبور موكب كبير من السيارات المدنية والعسكرية الآتية من ليبيا شمال النيجر أول من أمس، قد ضاعف التكهنات حول فرار الزعيم الليبي السابق معمر القذافي الذي نفته مصادر عدة.
ميدانياً، قتل شخص من القوات الموالية لمعمر القذافي ليل أمس في اشتباكات مع الثوار الليبيين قرب بني وليد، أحد آخر معاقل القذافي، بحسب ما أفاد قائد لمقاتلي السلطات الانتقالية الجديدة في ليبيا.
وأعلن عبد الله بو عصارة أن «مسلحاً موالياً للقذافي قتل خلال مناوشات مع الثوار جرت بعيد منتصف الليل في منطقة رقبة دينار على بعد نحو 17 كلم من بني وليد، بعدما هاجم مع سبعة آخرين نقطة استطلاع للثوار الذين أُصيب واحد منهم»، مضيفاً أن «جثة القتيل في مستشفى قريب وقد طلبنا من أسرته الحضور لتسلم الجثة».
وبدت الأوضاع هادئة اليوم في آخر نقطة تفتيش للثوار على بعد نحو 40 كلم من بني وليد، بعد توقف مفاوضات جرت على مدى الأيام الماضية للبحث في استسلام المدينة، لكن من دون أن تثمر شيئاً.
كذلك، شدد بو عصارة على أن «المفاوضات متوقفة، وننتظر أوامر التحرك من عدمه»، وأمهل الموالين للقذافي حتى يوم السبت للاستسلام من دون قتال.
وقد أعلن البنك المركزي الليبي اليوم أن القذافي باع أكثر من 20% من احتياطي الذهب في البلاد، أي ما يعادل 1,7 مليار دينار ليبي في آخر أيام نظامه. وقال حاكم البنك المركزي قاسم عزوز خلال مؤتمر صحافي إن احتياطي البنك الإجمالي يبلغ 115 مليار دولار بينها 90 ملياراً في الخارج.

من جهة أخرى، أفادت صحيفة الـ«إندبندنت» البريطانية اليوم، بأن مئات الصواريخ المضادة للطائرات تعرّضت للنهب من ترسانة أسلحة الزعيم الليبي، ما أثار مخاوف من احتمال وقوعها في أيدي «الجماعات الإرهابية».
وقالت الصحيفة إن 480 صاروخاً روسي الصنع من طراز «إس إيه ـ 24» مصممة للاستخدام ضد الطائرات الحربية الحديثة، كانت من بين الصواريخ التي تعرضت للنهب، فضلاً عن كمية من النسخة القديمة لهذه الصواريخ «إس إيه ـ 9» و«إس إيه ـ 7» القادرة على إسقاط الطائرات التجارية، والتي يسعى تنظيم «القاعدة» إلى الحصول عليها.
وأضافت الصحيفة أن الصواريخ المنهوبة كانت قد نُقلت من مقر اللواء 32 في طرابلس، الخاضع لقيادة خميس القذافي نجل العقيد الليبي معمر القذافي، إلى منطقة تخزين لا تزال تحتوي على كميات كبيرة من الأسلحة، من بينها قذائف هاون وقذائف مدفعية وقذائف صاروخية وذخائر. وأشارت الصحيفة أيضاً إلى أن هناك أدلة متزايدة على تهريب الأسلحة من ليبيا إلى دول أخرى.
وقد أعلن وزير الدولة الجزائري للشؤون الأفريقية والمغاربية عبد القادر مساهل أن مقاتلي «القاعدة» يعززون قدراتهم بأسلحة مهرّبة من ليبيا، فيما ذكرت حكومة تشاد أن صواريخ من طراز «سام ـ 7» دخلت أراضيها، وأكدت السلطات في النيجر أنها تتعقب شحنات من مادة السيمتكس ومتفجرات بلاستيكية متوجهة إلى قبائل الطوارق المنشقة.
كذلك، كشفت الـ«إندبندنت» أن كميات لا تُعد ولا تحصى من الأسلحة، من بنادق الكلاشنيكوف والصواريخ إلى العربات المدرعة والدبابات، تركها نظام القذافي في المخازن من دون حراسة، وتفوق بكثير كميات الأسلحة التي وضع المسلحون أيديهم عليها في العراق وأفغانستان، مضيفةً أن نهب مستودعات الأسلحة التي تحتوي على الصواريخ، دق جراس الإنذار بين أوساط الأجهزة الأمنية في الولايات المتحدة وأوروبا، لكون بعضها قادراً على ضرب الطائرات المقاتلة القاذفة والمروحيات الهجومية مثل «أباتشي».
وذكرت الصحيفة البريطانية أن الضربات الجوية لمنظمة حلف شماليّ الأطلسي «ناتو» دمّرت نحو 600 صاروخ ونظام رادار ومخزناً للأسلحة خلال الحملة على قوات القذافي، ما أجبر نظامه على نقل بعض الأسلحة بعيداً عن المرافق العسكرية، وإلى المناطق المدنية.

(أ ف ب، يو بي آي)