رغم إجماع جهات رسمية وأهلية على خلو مصنع هندي في منطقة الحسن المؤهلة من انتهاكات جنسية، إلا أن المعهد العمالي لحقوق الانسان الأميركي ما يزال مصرا على نشر تقارير دورية تؤكد امتلاكه معلومات مستندة على شهادات من عاملات في المصنع تؤكد تعرضهن للاغتصاب من قبل مدير الانتاج الهندي الجنسية في المصنع.


التقرير الاخير للمعهد، الذي نشره الخميس الماضي، يؤكد البدء بتنظيم اعتصامات اسبوعية كل سبت في عدة ولايات أميركية يشارك فيها طلاب في المرحلة الثانوية يطالبون شركات الألبسة في أميركا التي تستورد بضائعها من المصنع المذكور بوقف تعاملاته معه بهدف الضغط عليه لوقف 'الانتهاكات على العاملات'.

ويؤكد التقرير الأميركي، إن الحملة نظمت حتى الان اعتصامين جمعت فيهما حوالي 376 توقيعا من المواطنين على مذكرة يطالبون فيها الشركات مقاطعة المصنع ويعلنون مقاطعتهم للماركة التي ينتجها.

وتهدف الحملة لجمع 250 ألف توقيع جمع منها المعهد حتى الآن 134 ألفا من خلال قراء موقعه الإلكتروني. كما نشر المعهد أكثر من عشرين تقريرا حول الانتهاكات الجنسية في المصنع على فتيات بنغاليات وسريلانكيات في عدة صحف أميركية بهدف الضغط باتجاه اغلاق المصنع.

وزارة العمل الأردنية اصدرت تقريرا قبل اسبوعين أكدت فيه ان تحقيقات استمرت لحوالي شهر في المصنع خرجت بنتائج اهمها أنه 'لم يثبت وجود حالات اغتصاب او اعتداء جنسي داخل الشركة على العاملات من قبل الادارة وقد دعم ذلك من خلال مدعي عام مكافحة الاتجار بالبشر الذي شارك في عملية التحقيق مع العمال في الشركة'.

مشروع 'عمل افضل'، الذي تنفذه منظمة العمل الدولية في الأردن، أكد في بيان نشره على موقعه الإلكتروني انه خلال السنتين الماضيتين تعامل مع المصنع المذكور ولم يشهد حدوث أي انتهاكات فيه.

وقال 'عمل أفضل' إن آلية عمل المشروع تتطلب الاتصال المباشر مع العمال لأكثر من مرة، وتشهد أنه ملتزم بمعايير العمل الجيد. وكان المعهد ذكر في تقرير جديد نشره الخميس الماضي على موقعه الإلكتروني ان 'رسائل من عمال من جنسيات مختلفة وصلته تؤكد استعداد العمال للشهادة بتعرضهم لانتهاكات سواء جنسية او اعتداء جسدي او لفظي، فضلا عن التأخر باعطائهم رواتبهم وزيادة ساعات العمل'.

وقال التقرير ان 'العاملات السريلانكيات في المصنع يتعرضن لاعتداءات جنسية، في حين ادلت عاملة سرلانيكية سابقة في المصنع، عادت الى بلادها، بشهادتها للمعهد تؤكد فيها تعرضها للاغتصاب اكثر من مرة من قبل مدير المصنع الهندي الجنسية'.

ويطالب المعهد الجهات الأميركية بوقف الاستيراد من المصنع الهندي، الذي يصدر البسة جاهزة من ماركة معينة للسوق الحرة الأميركية، كون العمال يعملون في ظروف سيئة ولمدة 13 ساعة يوميا لست ايام في الاسبوع، فضلا عن الانتهاكات الاخرى التي يعانون منها.
ودعا المعهد منظمات حقوق الانسان في سيرلانكا والهند وبنغلاديش للسعي لتحقيق ما اسمته 'استرجاع كرامة ضحايا الاغتصاب' في هذا المصنع.

وقال انه تلقى رسالة من عامل بنغلادي قال فيها 'كل العمال من سيرلانكا، والهند، وبنغلاديش، وغيرهم، سيشهدون ان المدير اغتصب العاملات السيرلانكيات .. الكل يعلم .. في مكان امن الكل سيشهد'.

ويقترح التقرير لحل مشكلة عمال المصنع، اتخاذ الجهات المختصة لاجراءات تمنع استقدام أي عاملة للعمل في هذا المصنع، وتعويض العاملات اللواتي تعرضن لانتهاكات جنسية بما لا يقل عن 500 ألف دولار أميركي من صاحب المصنع.

وأفاد التقرير ان وزارة العمل الأردنية تعلم عن هذه الانتهاكات الا انها لم تفعل شيئا، مطالبا اياها باتخاذ اجراءات جدية لوقف تعرض العاملات الاجنبيات للانتهاكات الجنسية.

وذكر التقرير أن 'وزارة العمل الأردنية تتلقى تمويلا كبيرا من الولايات المتحدة، وبحال لم تفعل شيئا حيال تعرض عاملات لانتهاكات جنسية على الشعب الأميركي ان يطالب بعودة امواله'.

واضاف التقرير انه 'تم الاتصال الاسبوع الماضي بعامل هندي في المصنع وأجاب على سؤال حول اذا زارهم احد من وزارة العمل او المنظمات العمالية المدنية في الأردن ليسألهم فيما اذا تعرضوا لاي انتهاكات، انه يحضر اليهم مندوبون من وزارة العمل ومن منظمات اهلية الا انهم يسألون بشكل علني وبحضور الادارة ما يمنع العمال من التصريح عن أي انتهاكات حصلت لهم خوفا من ادارة المصنع'.

الغد