14-09-2011 12:03 AM
كل الاردن -
فهد الخيطان
أشكال من التعاون تجاوزت الأشكال المعهودة للتحالف .
في غمرة الانشغال بجدل الهوية الذي فجرته تسريبات ' ويكيليكس ' لم يتوقف الساسة ووسائل الاعلام عند برقيات السفارة الامريكية التي تغطي العلاقات الثنائية بين عمان وواشنطن.
يوفر الارشيف المسرّب فرصة نادرة للاحاطة بالجوانب السرية والمظلمة لهذه العلاقة, خلال حقبة الجمهوريين وسنوات الحرب على الارهاب والعراق وافغانستان.
تكشف البرقيات عن مستوى من العلاقة يتجاوز الحدود المتعارف عليها بين الحلفاء والاصدقاء, في مجالات حساسة للغاية تتصل بالامن القومي للبلاد, ونوعية التنسيق القائم في تلك المجالات, وحجم التدخل الامريكي في تفاصيل عمل المؤسسات الرئيسية في الدولة.
يظهر من غزارة المعلومات الواردة في البرقيات وتعليقات السفراء المرافقة لها ان السياسة الاردنية في تلك المرحلة القريبة وضعت المصالح الحيوية لامريكا كاولوية على اجندة المصالح الاردنية. وتماهت المواقف ' الحقيقية ' الى درجة غير مسبوقة في تاريخ العلاقة بين البلدين.
وكما يبدو من البرقيات فان اشكال التعاون لم تخضع لاي ضوابط ووصلت الى حد الالتحاق الكامل في آلة الحرب الامريكية على المنطقة, ووفرت لها كل الدعم اللوجستي المطلوب لانجاز المهمة.
ويصاب المرء بالذهول عندما يكتشف ان هناك عقودا رسمية بين الاردن و' بلاك ووتر ' في مجالات التدريب المشترك , او حين يعرف اعداد الاردنيين المشاركين في العمليات في افغانستان.
ان مجمل هذه النشاطات تم خارج اي غطاء قانوني, ولم يخضع للمناقشة في الحكومة او يتخذ بشأنه قرار رسمي.
يُعد الاردن صديقا تاريخيا وثيقا للولايات المتحدة, ليس في هذا ما يعيبه, وكان لهذه الصداقة اثر ايجابي على دولة صغيرة ومحدودة الموارد مثل الاردن , واستند الاردن اكثر من مرة الى هذا التحالف للتخفيف من صعوبات التكيف مع اوضاع الاقليم المضطربة وتطوير قدراته التنموية, لكن وثائق ويكيليكس تكشف عن جوانب للعلاقة تتجاوز الاشكال المعهودة للتحالف والصداقة.
fahed.khitan@alarabalyawm.net