19-09-2011 07:22 AM
كل الاردن -
أحمد ابوخليل
والعلم عند الله, أن أي إصلاح يقتضي -كخطوة أولى- الاعتراف بأن هناك أخطاء حصلت ينبغي إصلاحها, وأن هناك مخطئين ارتكبوا هذه الأخطاء, وأن يعترفوا بذلك ويظهروا درجة من الاعتذار والاستعداد لإتاحة الفرصة أمام غيرهم.
لا شيء من هذا القبيل يحصل في البلد, وحتى عندما يتم الاعتراف بخطأ ما, فإن هذا الخطأ يسجل ضد مجهول بحيث ان من ارتكبه يتمكن شخصياً من أن يقود عملية إصلاحه من دون أن يبدو عليه الحد الأدنى من الخجل أو التواضع.
لا يقتصر ذلك على الماضي البعيد أو البعيد نسبياً, بل على الماضي القريب جداً أيضاً, وتعالوا ننظر فقط إلى السنة الأخيرة, ولنأخذ مثالاً الانتخابات التي جرت قبل أقل من عام.
إن المسؤولين الذين قادوا تلك الانتخابات ودافعوا عن الدوائر الوهمية والصوت الواحد, هم ذاتهم الذين يتصدون اليوم لطمأنتنا أنه لا عودة للصوت الواحد أو الدوائر الوهمية ويعلنون ذلك كإنجاز لهم. لقد كانوا قبل أشهر قليلة يزعمون أن الصوت الواحد إنجاز ديمقراطي أردني وأنه يحظى بإجماع وطني, وبعضهم قال حرفياً بأن الصوت الواحد خط أحمر لا يجوز الاقتراب منه, وهناك من أجرى استطلاعات 'علمية' للرأي أثبتت نتائجها بما لا يقبل الشك أن الشعب يريد الصوت الواحد, ودافعوا عن العدالة المتضمنة في الدوائر الوهمية بينما هم اليوم يوافقون على أنها ساهمت في تفتيت المجتمع.
هذا السلوك السياسي لا ينطبق عليه وصف الإصلاح, إن الإصلاح يتطلب قدراً من النقد الشامل الجريء على المستوى الوطني.
إن ما يجري في البلد أقرب إلى 'الاستصلاح', حيث يُسمح هنا بانتقاء ما يمكن استصلاحه وبمشاركة الجميع ومن دون الحاجة إلى السؤال لا عن أخطاء ولا عن مخطئين.
ahmadabukhalil@hotmail.com