19-09-2011 09:11 PM
كل الاردن -
شنت الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي حملة شرسة, تستهدف إجهاض فرص نيل الفلسطينيين الاعتراف بدولتهم.
وسعت واشنطن وعواصم أوروبا إلى النيل من عزيمة الفلسطينيين, في طلب الاعتراف والعضوية الكاملة لدولتهم في الأمم المتحدة, عبر كسب معارضين وتحييد مؤيدين لتوجههم.
وتستند الحملة الأمريكية - الأوروبية على متن الخطاب الإسرائيلي المناوئ للدولة, الزاعم أن 'الفلسطينيين يتجنبون المفاوضات المباشرة لفرض حل عبر الأمم المتحدة, ما قد يقضي على فرص السلام في المنطقة'.
وفي أول تصريحاته عقب وصوله إلى نيويورك, حيث تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعاتها, قال الرئيس محمود عباس 'لقد قامت القيامة علينا', في إشارة إلى حجم الضغوط التي يتعرض لها الموقف الفلسطيني.
ونقل عباس عن محاوريه قولهم إن 'الأمور ستكون سيئة', فيما حذرته واشنطن وتل أبيب من 'التبعات السيئة' للخطوة الفلسطينية.
غير أن عباس بدا متمسكا بمطالبة الفلسطينيين, وقال 'سنمضي في طريقنا حتى النهاية, لقد تعهدت بذلك أمام الشعب'.
وجددت الولايات المتحدة موقفها المناوئ للمسعى الفلسطيني, وقال البيت الأبيض - في بيان - إن 'استئناف عملية التفاوض, التي بدئت قبل عقدين, يمكن أن تدفع قضية السلام إلى الأمام'.
ولوح ساسة أمريكيون بالمعونة السنوية المقدمة للفلسطينيين, التي تبلغ 500 مليون دولار, مهددين - في غير محفل - بقطعها.
وكذلك, حذر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه من الوضع القائم, معتبرا إياه 'غير مقبول, ولا يمكن الدفاع عنه', وينطوي على 'مخاطر بتفجر أعمال عنف'.
ورجح جوبيه إخفاق المسعى الفلسطيني, وقال 'لن يكتب له النجاح في مجلس الأمن, ويتعين على إسرائيل والفلسطينيين اتخاذ خطوات للتوصل إلى حل دائم, فالحل الوحيد هو استئناف المحادثات'.
وعكس وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني موقف دول الاتحاد الأوروبي, وقال إن غالبيتها 'تعتبر الإعلان - من جانب واحد - عن قيام الدولة الفلسطينية مؤشر على نهاية مفاوضات السلام'.
وفي موازاة التباين الدولي حيال الاعتراف بالدولة, يظهر البيت الداخلي الفلسطيني منقسما على نفسه بين مؤيد للمسعى وآخر مناهض له, يراه بمثابة 'ما لا يلزم'.
ويجر انجاز الاعتراف بالدولة, سواء في الجمعية العامة أو مجلس الأمن الدولي, مكاسب سياسية على الفلسطينيين, تعيد 'الصراع' و'المفاوضات' إلى جوهر القضية, وهو الاحتلال, وتمكنهم من مقاضاة إسرائيل أمام المحاكم الدولية.