أضف إلى المفضلة
الأحد , 29 كانون الأول/ديسمبر 2024
الأحد , 29 كانون الأول/ديسمبر 2024


تسقط الحكومة القادمة

19-09-2011 09:15 PM
كل الاردن -



ناهض حتر
يشعر الأردنيون بالضيق والضجر من اشاعات التغيير الوزاري وتدوير المناصب.. كأن أحدا لم يفهم رسالتهم التي تقول ' تسقط الحكومة القادمة'!

لم تعد مفاجآت تشكيل الحكومات وتغيير المناصب مقبولة, وحكومة البخيت هي آخر حكومة ¯ مفاجأة يتحملها الأردنيون. بعد البخيت لدينا رئيس انتخابات ينبغي الاتفاق على صفاته, وأهمها الا يكون من النادي, ومن المستحسن أن يكون قاضيا, ثم تقرّر الانتخابات والمشاورات وليس الاشاعات والمفاجآت, رئيس الوزراء الاتي.

في الماضي, كانت بيروقراطية الدولة الصلبة والتراتبية والدينامية في آن, تخرّج القسم الأكبر من عناصر النخبة السياسية, لكن التفكيك النيوليبرالي للدولة الأردنية, وضع حدا لهذه الآلية التي لم تكن ديمقراطية بالطبع, لكنها تتمتع بنوع من العقلانية.

منذ معاهدة وادي عربة ,1994 أصبحت عضوية فريق مفاوضات السلام, مدخلا للعضوية في النخبة السياسية, ثم أصبح العامل الحاسم, لاحقا, هو العلاقة مع المحافظين الأمريكيين الجدد, من أنصار الليبرالية الاقتصادية المتوحشة والخصخصة وبائعي المشاريع الوهمية وخالقي مناخ الفساد الكبير, واختلط معيارا الأسرلة واللبرلة الاقتصادية بالتوريث والعلاقات الخاصة والكواليس والمحاصصة, اضافة إلى هامش محدود للعناصر البرجوازية التقليدية والموظفين التقنيين وشخصيات من هوامش المعارضة.

انتهت هذه الآليات المتداخلة إلى تكوين نخبة سياسية مكتظة بالنماذج الشطارية والمتهمة والضعيفة والعاجزة وغير المؤهلة والمتنابذة. وقد فشلت هذه النخبة في إدارة السياسة والاقتصاد والمجتمع والثقافة. وانتهينا إلى دولة أصبح كيانها موضع تساؤل واقتصادها مشلولا ومثقلا بمديونية كارثية بلا انجاز معدود, ونصف شعبها مفقرا, ومجتمعها مفككا تتقاذفه مؤثرات ثقافية متنافرة تبدأ بالتكفيريين ولا تنتهي بعبدة الشيطان!

الأهمية الرمزية للحراك الشعبي أنه انطلق لكي يوحّد, من جديد, منظومة القيم والثقافة الوطنية, ويركز على استعادة عقلانية الدولة ودورها الاقتصادي والاجتماعي, ويعيد بناء الوطنية الأردنية كإطار عام للسياسات الداخلية والخارجية.

يحدد الحراك الشعبي - منطلقا من حس عميق بالمسؤولية - البديل الممكن للخروج من المأزق التاريخي للبلد, لكنه يفسح المجال لبناء البديل من داخل النظام السياسي, وهي فرصة يمكن استغلالها فقط من خلال تكوين نخبة سياسية جديدة, تتمتع بالشرعية الشعبية على المستوى الوطني, وقادرة, بالتالي, على ممارسة الحكم وفق برنامج الحراك الشعبي الإنقاذي.

الآلية الوحيدة الشرعية لتشكيل نخبة كتلك هي المنافسة الانتخابية على المستوى الوطني, في قائمة مغلقة يقترع لها المواطن على أساس سياسي, وتحصل على مقاعد وفق نسبة أصواتها.

لا توجد مشكلة فنية لا يمكن حلها في مقترح النظام الانتخابي المختلط, والمخاوف من سيطرة الإخوان المسلمين على مقاعد القائمة الوطنية, ينبغي مواجهتها في الانتخابات الحرة وليس في قانون الانتخابات.

الميدان السياسي الشعبي لم يعد فارغا لحزب واحد مثلما كان منذ سنتين, ففي هذا الميدان الآن قوى سياسية جديدة قادرة على المنافسة الجدية وإعادة ترتيب الاصطفافات الاجتماعية السياسية على أسس حديثة. ومن فضائل الانتخابات على المستوى الوطني أنها لا تنتج القادة من بين الناجحين فقط, فالقوة السياسية القادرة على تكوين قائمة وطنية وخوض الصراع, سوف تؤكد حضورها الوطني وتفرز, بدورها, قيادات وطنية, بغض النظر عن عدد المقاعد التي تحظى بها.

فشلتم في الدفاع عن البلد وفي إدارته... وآن الأوان لكي تأخذ القوى الوطنية الشعبية فرصة خوض المعركة وإعادة البناء.

ynoon1@yahoo.com

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
19-09-2011 09:47 PM

لقد توفرت للرئيس الحالي معروف البخيت فرصة استثنائية لم يحظ بها غيره وخاصة بمثل هذه الظروف الدقيقة، لكن اداءه كان مخيبا للامال تماما، فبينما كان الوجدان الاردني الجمعي شاخصا نحوه لمحاربة الفساد، فاجا دولته الشعب الاردني بادعائه ان الفساد لدينا ليس موجودا ، وان الموجود هو فساد انطباعي في عقول الاردنيين، لا بل بدا يبرر الغنى المفاجئ لبعض الفاسدين بانه نجاح ونشاط استثنائي لهم بشركاتهم.
اما القضية الاخرى التي خيب امل كافة الاردنيين فهي موقفه الرخو والمائع من فك الارتباط على الرغم من ادعائه بطولات سابقة ووعود ذهبت ادراج الرياح.
اما قضية مبالغته في تهديد الاردنيين بقطع السنتهم واياديهم اذا تجراوا على اتهام اصحاب المقامات العليا بالفساد فتعكس طبيعة شخصية الرجل السلبية تجاه قضايا الشعب الاردني. لقد كان بامكانه ان يصبح وصفي او هزاع لكنه فشل بجدارة وعليه الرحيل.

2) تعليق بواسطة :
20-09-2011 05:17 AM

يا جماعة في هذا الزمن يجب ان تكون الشعوب مسوولة عن اختيار من يحكمها فشخص واحد مهما اوتي من الحكمه لن يكون قادرا دائما على اختيار الانسب
بعدين الاخوان ما بخوفو حدا وما لهم سيطرة في الاردن ؟

3) تعليق بواسطة :
20-09-2011 08:18 AM

Sir,The only credentials for Ma3ruuf Al-Bakeet behind his selection twice is his unquestionable readiness to deliver whatever he is told by the domestic super power

4) تعليق بواسطة :
20-09-2011 09:47 AM

لانها لا تمثل الاطياف الشعبيه تمثيلا عادلا وخاصه الكثلفه السكانيه.

5) تعليق بواسطة :
20-09-2011 10:22 AM

يعيش الدومستك سوبر باور المعظم

6) تعليق بواسطة :
20-09-2011 11:16 AM

السلطة المطلقة مفسدة مطلقة، و هذا هو سبب خراب الاردن و عرضه للبيع في سوق النخاسة الدولية!

7) تعليق بواسطة :
20-09-2011 03:25 PM

الشريف فارس شرف الشريف فارس شرف الشريف فارس شرف الشريف فارس شرف الشريف فارس شرف الشريف فارس شرف الشريف فارس شرف الشريف فارس شرف الشريف فارس شرف الشريف فارس شرف الشريف فارس شرف الشريف فارس شرف الشريف فارس شرف الشريف فارس شرف الشريف فارس شرف الشريف فارس شرف الشريف فارس شرف الشريف فارس شرف الشريف فارس شرف الشريف فارس شرف الشريف فارس شرف الشريف فارس شرف الشريف فارس شرف الشريف فارس شرف الشريف فارس شرف الشريف فارس شرف الشريف فارس شرف الشريف فارس شرف الشريف فارس شرف الشريف فارس شرف الشريف فارس شرف الشريف فارس شرف

8) تعليق بواسطة :
20-09-2011 04:56 PM

نتمنى حكومة تولد من رحم الشعب..نتمنى حكومة لاتنتمى للصالون السياسى التقليدى الذى كان يفرز ثلة من الانتهازييين والفاسدين ومستغلي المناصب نتمنى حكومة..تشعر بنبض الشعب وتطلعاتة تشعر بالفقير المعدم.. تشعر بالمواطن .. المواطن المواطن الغيور على وطنه.. نتمنى حكومة تفرز الطيب من الخبيث فترفع الطيب وتقصي كل خبيث الوطن لا يعني له إلا منصب ووجاهه وفائدة وإرتزاق .
لا نريد دولة افلاطون في هذا العصر المادي ولكننا نريد ان نعيش بكرامتنا في هذا الوطن المعطاء .
وتحية للفارس الأردني الهمام ناهض حتر...

9) تعليق بواسطة :
20-09-2011 05:47 PM

الى رقم 1 د.محمدالعتوم :
وكأن دولة البخيت يقول للناس " شوما بدكو انا جاهز ما عدا حكاية الفساد" اثبت دولته انه ليس رجل المرحله على الاطلاق وان قدراته اقل من المطلوب بكثير وان اختياره ليكون هكذا كان بدقه وبعنايه فائقه واقول للاخ ناهض تسقط جميع الحكومات التي تأتي بهذا الشكل .

10) تعليق بواسطة :
20-09-2011 06:06 PM

من وين جايب (عبدة الشيطان) هاي!

11) تعليق بواسطة :
20-09-2011 07:13 PM

أي أحزاب تتكلم عنها وكأنك لاتعرف حجمها أوقدرتها على تشكيل حكومه في وقتنا الحاضر
لا تزال الأحزاب في الأردن ضعيفة ولا تستطيع إفراز نواب كثر بحيث يكون لها الغالبية في البرلمان. لكن هذا المفهوم الديمقراطي والإصلاحي يشير بأننا نتطور بسرعة و أننا نهيئ الطريق والقوانين والشرعية للأحزاب لكي تصبح لها الأكثرية في مجلس النواب. وهذا الكلام لن يتحقق في القريب العاجل ونتمنى أن تكون هناك أحزاب ممثلة وقوية في المستقبل لأنها الأن لاتغني ولاتسمن من جوع

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012