أضف إلى المفضلة
الأحد , 29 كانون الأول/ديسمبر 2024
الأحد , 29 كانون الأول/ديسمبر 2024


«العشاء الاخير» بين الاسلاميين والامريكيين!

21-09-2011 10:22 PM
كل الاردن -


ماهر أبو طير

 
مرات انتقد الحركة الاسلامية،وهي مرات نادرة،مقارنة بتلك المرات الني أدافع فيها عن الاخوان المسلمين،التنظيم والفكرة والنهج والاثر والانجاز،والمستوى الطيب الاخلاقي لشبابهم ورجالهم،وضرورة منحهم مكانتهم في هذا البلد.

لم يكن النقد يوماً نيابة عن احد،ولا فاتورة لاحد،لان الاسلاميين يسارعون باتهامك انك بوق لمؤسسة ما،والضمير يفرض عليك ان تقول ما لهم وما عليهم،ولا تنكر مزاياهم الطيبة.

يكفي هذا الاثر العظيم لهم في حياة عشرات الاف عائلات الاردن عبر جمعية المركز الاسلامي،وتلك البصمة الدينية التي طبعوا بها الاف الشباب عبر عشرات السنين،بدلا من اختطافهم الى الشوارع والمجهول.

منذ ان بدأت الحركة الاسلامية،تشتغل في السياسة،انحدرت الحركة الى واد سحيق،فلم تعد حركة دعاة وعمل خيري،وانقاذ للاجيال كما كانت،اذ صارت لعبة السياسة والنيابة والوزارة والبلديات،لعبة الحركة الاولى،فلا بقيت كما كانت،ولا اخذت حصتها في الثانية.

احزن كثيراً اذ اقرأ كلاماً منسوباً لصديق لدود،لم اوفره من نقدي،ولم يرحمني من ردوده الجارحه،وهذه ميزة للاسلاميين،اذ يطالبون دوماً بالحرية،لكنهم يخوّنون من ينتقدهم دوماً،واذ ترشهم بالماء المعطر نقداً،يرشونك بالدم في ردودهم.

في وثيقة جديدة من وثائق «ويكيليكس» ُصعقت اذ اقرأ عن عشاء حضرته شخصيتان من الاخوان المسلمين في بيت كاتب اردني،والعشاء حضره مسؤولان من السفارة الامريكية في عمان،ولا اريد ان اسأل هل كان القياديان يعرفان مسبقاً عن حضور الامريكيين،ام انهما فوجئا؟!.

الاغلب انهما يعرفان،لان لا احد منا يذهب الى عشاء ولا يعرف من المضيف والضيوف، خصوصاً، اذا كانا يعملان في الحقل السياسي والاعلامي.

السفارة الامريكية في عمان كتبت تقريراً الى واشنطن،حول العشاء،وما قاله القياديان نبيل الكوفحي ورحيل الغرايبة،وموقع «ويكيليكس» سرّب البرقية الطويلة التي تؤشر على انسياب الحوار بين الاسلاميين والامريكيين،خلال العشاء،هذا في الوقت الذي كنا نسمع فيه ان امريكا كافرة ومسؤولة عن مذابح العرب والمسلمين.

جاء في الفقرة السابعة من البرقية ما يلي «مع ملاحظتهما لانقطاع الحوار مؤخراً، قال غرايبة والكوفحي أنهما يرحبان باستئناف الحوار السياسي شريطة ان يحاط بالسرية التامة والحذر،وان يكون من وراء الكواليس،ولم يقدم اي منهما انتقادات او تعليقا على السياسة الداخلية الاردنية ولا للعلاقة الاسرائيلية الفلسطينية ولا التطورات الاقليمية ولكنهما اوضحا أنه سيكون من المستحيل زيادة التبادل المتعمق مع الامريكان ما لم تنشأ علاقة ثقة عبر محاورين دائمين في السفارة».

تعبير «مع ملاحظتهما لانقطاع الحوار» يؤشر هنا على وجود سلسلة سابقة من الحوارات، والعتب في العشاء يأتي بسبب انقطاع الحوار بين السفارة والاسلاميين،والقياديان يريدان عودة الحوار شريطة عدم كشفه!.

هذا كلام خطير جداً،وينبغي على الحركة الاسلامية ان تخرج لترد ولتوضح ولتشرح ما الذي حدث بالضبط،لان ابسط الاشياء ان يقول كل من ورد اسمه في وثائق السفارة الامريكية المسربة: هناك اخطاء في الترجمة. او ان السفارة نقلت اقوالهم بشكل مبتور او مشوه!.

اذا كان القياديان الاسلاميان يطالبان بلقاءات وعودة سلسلة اللقاءات شريطة سريتها،وان لا يتم كشفها،ويطالبان برفع مستوى العلاقات مع الامريكيين،عبر محاورين دائمين في السفارة الامريكية في عمان،فعلى الدنيا السلام،فلا تشبعونا حديثاً عن المقاومة والحريات ومسؤولية واشنطن.

كل ما ارجوه ان يخرج العزيز د. رحيل الغرايبة بدلا من شتمي كما في مقالات سابقة له،على الرغم من نقدي له بأدب بالغ،وان ُيكذب البرقية،وان تخرج السفارة الامريكية لترد لاحقاً،ولنعرف عندها من يتودد الى الامريكيين ويبحث عن صلات معهم،تحت مسميات مختلفة،ومن هو عقائدي بحق،ولديه اسس يتحرك على اساسها.

كل خطايانا الفردية،في حياتنا،لا تعادل جلسة استماع مع مسؤول امريكي،ويعرف اغلبنا مسبقاً انه سيمرر برقياته الى المخابرات الامريكية قبل الخارجية الامريكية،والبيت الابيض،وعلى هذا نريد ان نسمع رد الاخوان المسلمين الاعزاء،على هذه البرقية،وهل كلام القياديين يمثل الجماعة ام يمثل الشخصين الكريمين؟!.

لماذا سكت الاسلاميون ايضاً على كم الوثائق الهائل الذي تسرب في وقت اخر وكشف كم من اختراقات داخلية في الاردن،وكم من اشخاص بيننا يريدون مقايضة فلسطين بوطن بديل،ولماذا لم ُيعلق الاسلاميون على الوثائق السابقة؟!.

اريد ان اسأل العزيز الدكتور محمد ابوفارس،وهو رجل الدين الذي لا يشق له غبار عن رأيه الشرعي،ورأي مجلس علماء الجبهة والجماعة،في قصة الاتصال بالامريكيين،ولا احسب ان عزيزاً كأبي ساجدة،قادر على التبرير لاحد.

افقدتمونا الثقة في كل شيء،وليس سراً،ان توقيت تسريب الوثائق يراد منه تحطيم الصور والقناعات والجماعات والرموز واثارة الشكوك والاحقاد بين ابناء البلد الواحد.

الحق في النهاية ليس على الامريكيين بل على من سلمّهم ذقنه ليمشطوها كيفما شاؤوا،فيما ننشغل نحن ببعضنا.

mtair@addustour.com.jo

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
22-09-2011 06:59 AM

الله يعطيك العافية.....هينا بنستنا معاك لنشوف شو آخرة هالقصة

2) تعليق بواسطة :
22-09-2011 12:19 PM

راقب أفكارك لأنها ستصبح أفعال
راقب أفعالك لأنها ستصبح عادات
راقب عاداتك لأنها ستصبح طباع
راقب طباعك لأنها ستحدد مصيرك

3) تعليق بواسطة :
22-09-2011 07:42 PM

كلهم زائفون, كلهم يرغب و يعشق الحضن الاجنبي صاحب الاجندة التي تجلب المال و السفرات من خلال اجتماعاتهم بالسفارات, اي ... هذا, ناسين متناسين المصلحة الوطنية لهذا الثرى و هذا الحمى الطيب العزيز الغالي. ارجعوا لحضن الوطن الغالي لانة لا حضن كحضن الوطن, انة ادفى, و احن و لا حوف منة لانة يمدك بالامن و الامان.....

4) تعليق بواسطة :
23-09-2011 10:53 AM

"افقدتمونا الثقة في كل شيء،وليس سراً،ان توقيت تسريب الوثائق يراد منه تحطيم الصور والقناعات والجماعات والرموز واثارة الشكوك والاحقاد بين ابناء البلد الواحد"..من مقالة الاستاذ المحترم..
بالنسبة للثقة..يعني من يساوي ومن لا يساوي له علاقة ويمد جسور مع الامريكيين..فلا نحرم ذلك على تيار سياسي كبير وكبير للغاية..ثم لاحظ ان الغرب كما وضح من تسريبات رئيسة الاستخبارات البريطانية السابقة يفتح قنوات ليس مع اسلام معتدل كالاخوان ولكنه مقبل على ذلك حتى مع اشده تطرفا كالقاعدة..وربما يكون الغرب والقاعدة وطالبان حلفاء مستقبلا ضد روسيا ودول الاتحاد السوفيتي السابقة في اسيا الوسطى..المرشحة لأن يظهر بها ربيع عربي مماثل..

5) تعليق بواسطة :
25-09-2011 04:02 AM

و ما الجديد في ذلك يا اخ ماهر و الحق اقول ان اسفي ليس عليهم بل على الشعوب العربية التي لازالت تعاني من غيبوبة دائمة لا تحركها الا عواطفها سواء اكانت دينية ام اقليمية ام جهوية. اما هذه الاحزاب فقد اصبحت اوراق بيد اللاعب الامريكي سيأتي يوم و يستبدلها بأخرى كما يستبدل الان انظمته الحليفة. فهل يظن الاخوان ولو لوهلة انهم اقوى من شاه ايران او من السادات او مبارك او غيرهم ان ظنوا ذلك و هذا ما احسبه "فالعوض بسلامتك"

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012