23-09-2011 09:11 PM
كل الاردن -
أحمد ابوخليل
من المؤسف أن المعارضة لا تملك حمارها الخاص, وقد اضطرت لاستئجار عدد من الحمير (مقابل مبلغ مالي) لكي تشركها في بعض الفعاليات, وقد تكرر ذلك ثلاث مرات على الأقل, آخرها حصل مؤخراً أثناء النشاط الاحتجاجي لشباب جبهة العمل الإسلامي ضد مشروع الباص السريع حيث بلغت الأجرة 30 ديناراً.
في الحالة الأخيرة بالذات حضر الحمار 'المأجور' برفقة صاحبه, لأن الفعالية كانت تقتضي أن يتحرك الحمار سيراً على القوائم لا أن يبقى واقفاً, وهنا مرة أخرى, لم تستطع المعارضة أن تقود الحمار واضطرت لاستئجار مَن يقوده.
في الصور التي نشرت من موقع الحدث في كل مرة, ظهر الحمار صامتاً متأملاً ولم تبد عليه علامات الموافقة على الموقف المعارض الذي وجد نفسه فيه, ولكن للإنصاف علينا الاعتراف أنه لم تبد عليه أي من علامات الاحتجاج على موقف كلا الفريقين (الحكومة والمعارضة معاً)
ما يهمني الإشارة إليه, أن هناك احتمالاً بأن يجري اعتماد الحمار كعنصر مستحدث في 'إكسسوارات' الاحتجاج, وفي هذه الحالة علينا الانتباه إلى صعوبة توقع نوع انفعال الحمار الذي سيتراوح بين 'الحرْنة' و'العنفصة' و'المعاقطة' و'التفنيص' (إظهار صف الأسنان العلوي من وضعية رفع الرأس للأعلى مع الهز الشديد) وغيرها من أشكال انفعال قد تفسرها الحكومة لصالحها.
من المؤسف أن الحمار لا يتمكن في مثل هذه الظروف من أن يدلي بموقفه بوضوح, وهو لو يفعل, فلن تستطيع الحكومة أن تغض الطرف عن الاحتجاجات كما هو حالها الآن.
ahmadabukhalil@hotmail.com