26-09-2011 09:53 PM
كل الاردن -
أحمد ابوخليل
اكتسبت مفردة 'ليبرالي' حضوراً جديداً في النقاش العام في البلد بعد استخدامها من قبل رئيس الوزراء في وصف محافظ البنك المركزي المقال.
وربما كانت هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها استخدام الكلمة في أوساط الحكم بمعنى يقترب من الشتيمة, ففي السابق كان مثل هذا الاستخدام مقتصراً على الأوساط الشعبية, حيث نجح خصوم الليبرالية في دحر كلمة 'ليبرالي' و'ليبرالية' إلى خانة الكلمات ذات المدلول السيئ, وأذكر أنني سبق أن قلت في وصف أحد خصومي بأنه: 'واحد ليبرالي أخو ليبرالية'.
انضمام أوساط حكومية إلى فئة 'المتنابزين بالمفاهيم' يعتبر مكسباً للفكر الشعبي, غير أن الأمر لا يجوز أن يكون انتقائياً, فالفكر الشعبي ينتظم في حلقة مُحْكَمة من المفاهيم والمقولات المتشابكة والمتساندة. وهذا ما يفسر أن الأوساط الشعبية وهي تتابع مؤخراً خلاف الرئيس مع محافظ البنك المركزي نظرت إلى مجمل تعقيدات الصورة ولم تكتف بوصف 'ليبرالي' عند تحديد موقفها.
الرئيس قال إن المحافظ يتميز ب¯'نزعة فردية', وهذا في الفكر الشعبي معناه أن 'شورُه من راسه', وأنه عند اتخاذ قراراته 'ينقر سِلْف ويمشي ولا ينظر حواليه', وأن علاقته برئاسة الحكومة ليست علاقة 'حج مطاوع', وأنه عند القرارات المهمة 'ديكك', وبالمحصلة سوف يسجل موقفه ككل على أنه 'ما حَطّش واطي'... وهكذا, وهذه كلها تحسب له لا عليه في الفكر الشعبي الأردني.
لم يكن الرئيس موفقاً في دخوله ميدان الشتائم المفاهيمية, فهذا فن شعبي معقد. ولكن على 'الليبراليين' من 'أخوات الليبرالية' أن لا يبتهجوا بالنتيجة وأن لا يتوهموا كثيراً, فالفكر الشعبي الأردني يتميز بدقة استخدامه للمفاهيم في الزمان والمكان.
ahmadabukhalil@hotmail.com