أكد الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، أنه لن يتخلى عن السلطة ما دام خصومه لا يزالون يحتفظون بمواقع رفيعة المستوى.
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن صالح، قوله إن المبادرة الخليجية توضح أنه يجب إزالة «كل العناصر» التي تسبب التوتر في اليمن، ما يعني أنه لا يمكن السماح للجنرال علي محسن الأحمر، الذي انقلب عليه، وقبيلة الأحمر من الترشح للانتخابات المقبلة وعدم حصولهم على أي منصب سياسي قيادي أو عسكري في حال تنحيه.
وقال صالح «إنْ نقلنا السلطة ولا يزالون هناك، فإن ذلك يعني أننا استسلمنا لانقلاب»، مضيفاً: «إن نقلنا السلطة، ولا يزالون في مواقعهم ولا يزالون صناع قرار، فسيكون ذلك خطراً جداً، وسيقود إلى حرب أهلية».
ولمّح الرئيس اليمني في المقابلة إلى دور محسن الأحمر وقبيلة الأحمر والمعارضة اليمنية في محاولة اغتياله في حزيران/ يونيو الماضي، غير أنه قال إن الحكومة تنتظر نتيجة التحقيق الأميركي في الهجوم، مشيراً إلى أنه قد ينتهي خلال شهر.
كذلك، شدد صالح على أن محسن الأحمر وآل الأحمر سيحاكمون في حال ثبوت تورطهم، محملاً إياهم مسؤولية القمع، الذي يتعرض له المتظاهرون المعارضون، موضحاً أنهم «الذين يهاجم القواعد العسكرية والمدنيين والمتظاهرين... بعض المسلحين يتنقلون في المدينة بحماية علي محسن الأحمر وآل الأحمر ويغتالون المتظاهرين من الخلف كي يحمّلوا الدولة المسؤولية».
في المقابل، نفى محسن الأحمر، في محادثة هاتفية، اتهامات صالح ووصفه بـ«الكاذب»، لافتاً إلى أن «عودته الى البلاد تظهر أنه يحمل معه روحاً انتقامية... وللأسف لا يفهم الرئيس أن الدولة كلها غير قادرة على العيش معه».
وأعرب صالح في المقابلة عن التزامه بالمبادرة الخليجية، نافياً أن يكون يتباطأ في التوقيع عليها ليبقى في الحكم، مشيراً إلى أن نائب الرئيس ينتظر لتصبح المعارضة أكثر ليونة.
وأوضح صالح «هذا سوء تفاهم... نحن على استعداد خلال الساعات المقبلة والأيام المقبلة للتوقيع عليها في حال اقتراب أكثر أحزاب اللقاء المشترك» المعارض، وتابع «لا نريد أن تستمر هذه الأزمة»، مشدداً على أنه «غير مستعد لمغادرة اليمن من دون وجود قيادة انتقالية مستقرة، وأضاف إن ما يهم اللقاء المشترك هو «تنحية الرئيس من السلطة، وتنزلق بعدها البلاد بالفوضى».
واتهم صالح حزب الإصلاح، أحد أكبر أحزاب المعارضة، والذي يضم عناصر من الإخوان المسلمين، بأن له علاقات بتنظيم «القاعدة»، الأمر الذي نفاه مسؤولون في اللقاء المشترك.
وأشار صالح إلى تحالف الولايات المتحدة واليمن لمكافحة الإرهاب، مؤكداً «نحن نحارب القاعدة في أبين بالتنسيق مع الأميركيين والسعوديين».
وتوجه صالح إلى الأميركيين بعد دعوتهم له بالتنحي قائلاً: «هل تحافظون على التزامكم بالاستمرار بالعمليات ضد طالبان والقاعدة؟ إن كان الجواب نعم فهذا جيد... لكن ما نراه هو أننا نخضع لضغوط من أميركا والمجتمع الدولي لتشريع عملية نقل السلطة، وندرك الى أين تذهب السلطة، ستذهب إلى القاعدة المرتبطة مباشرة وتماماً بالإخوان المسلمين».
يذكر أن تظاهرات حاشدة خرجت في العاصمة اليمنية صنعاء، بعيد صلاة الجمعة، اليوم،احتجاجاً على الكلام الذي أدلى به صالح للصحيفة الأميركية.
وكان صالح قد عاد الأسبوع الماضي إلى اليمن، بعد رحلة علاجية استمرت ثلاثة أشهر في السعودية، بعد تعرضه لمحاولة اغتيال.
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع اليمنية اليوم مقتل الإمام، اليمني ــ الأميركي، أنور العولقي، المرتبط بـ«القاعدة»، والملاحق من الولايات المتحدة، بالإضافة إلى سمير خان، الأميركي الجنسية الباكستاني الأصل.
وقالت وزارة الدفاع اليمنية في بيان مقتضب «الإرهابي أنور العولقي لقي مصرعه مع سمير خان الأميركي الجنسية من أصول باكستانية واثنين آخرين بمحافظة الجوف».
ونقل التلفزيون الرسمي عن الناطق باسم الوزارة أن «القيادي الإرهابي في القاعدة أنور العولقي قتل مع عناصر من هذا التنظيم كانوا موجودين معه»، فيما لم توضح الوزارة ظروف مقتل أنور العولقي، إلا أن مصادر من القبائل أكدت لوكالة «فرانس برس» أنه قتل في غارة جوية نفذت في وقت مبكر اليوم، مستهدفة سيارتين كانتا تنتقلان بين مأرب، شرقي صنعاء، والجوف، المحافظة الصحراوية المتاخمة للسعودية.
وأعلن مصدر من القبائل أن «الهجوم نفذته طائرات أميركية»، مضيفاً إن طائرات لم تعرف هويتها كانت تحلق فوق المنطقة منذ أيام.
وكان أنور العولقي قد نجا من غارة أميركية في اليمن في مطلع أيار/ مايو الماضي، بعد أيام على تصفية زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن في باكستان، كما أعلن آنذاك مسؤول يمني وأحد أفراد قبيلته.
تجدر الإشارة إلى أن واشنطن تشتبه في أن العولقي، الذي ترى أنه يمثّل تهديداً مماثلاً لذلك الذي كان يمثّله أسامة بن لادن، كان على اتصال بالنيجيري، عمر فاروق عبد المطلب، منفذ محاولة الاعتداء، التي أحبطت في 25 كانون الأول/ ديسمبر 2009 على متن طائرة أميركية.
(أ ف ب، يو بي آي)