انتقد معارضون يوم الأحد، تصريحات الرئيس اليمني علي عبد الله صالح التي قال فيها إنه سيتنحى عن السلطة خلال أيام، قائلين إنه لم يكن أبدا جادا في تسليم السلطة.'

وكان صالح أعلن السبت انه سيترك السلطة في غضون أيام، ولكن تحالف المعارضة الأكبر في اليمن يقول إن الرئيس اليمني معروف عنه تكتيكاته المماطلة، ويمكن أنه يستعد لإراقة الدماء.

وقال محمد قحطان المتحدث باسم أحزاب اللقاء المشترك 'في عام 2006 قال (صالح) إنه لن يرشح نفسه للرئاسة، وكان الأمر كذبة.. وقال إنه سيوقع المبادرة الخليجية ثلاث مرات، لكنه امتنع عن القيام بذلك في كل مرة.'

وميدانيا، استمرت الاحتجاجات المطالبة بتغيير النظام في العديد من المحافظات اليمنية، وتظاهر عشرات الآلاف من النساء في شوارع صنعاء، مطالبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بفرض عقوبات ضد صالح.

وقال الناشطة أروى المنصور 'الأمم المتحدة يجب أن تفهم أن صالح لن يوقف القتل.. نحن نطالب بأن يتم تجميد أرصدته وأن يخضع لعقوبات.'

من جهة أخرى، قال حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن إنه 'يقبل دعوة المتظاهرين إلى تغيير النظام، ولكن مثل هذا التغيير ممكن فقط من خلال الانتخابات.'

وقال الناطق باسم الحكومة اليمنية عبده الجنادي إن 'اليمن بلد ديمقراطي والرئيس صالح على استعداد لترك الحكم، وقد جاء إلى السلطة عن طريق الانتخابات، وعلى استعداد للتنحي عن طريق الصناديق نفسها.'

وأكد صالح السبت، انه سيتنحى عن منصبه في الأيام المقبلة، لكن كبار مساعديه سعوا على الفور للقول إن ترك الرئيس لمنصبه مشروط بالتوصل الى اتفاق لنقل السلطة.

وقال صالح خلال لقائه عددا من أعضاء مجلسي النواب والشورى 'أنا ارفض السلطة وسأرفضها في الأيام القادمة وسأتخلى عنها ولكن هناك رجال يمسكون السلطة، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه سواء كانوا مدنيين أو عسكريين سيمسكوا الوطن ومستحيل أن هؤلاء يخربوا الوطن.'

وأضاف قائلا 'أريد ان أقول للإخوان الأعزاء في مجلسي النواب والشورى أنا لست من دعاة سلطة ولم أعد أرغب بالسلطة لي أكثر من ثلاث سنوات، وكنت أريد أن أتخلص منها في عام 2006، وأنا أجبرت عليها.'

وبعد تصريحات صالح، سارع مسؤولون كبار إلى القول إن الرئيس 'لم يكن يقصد أن يقول أنه سيغادر في غضون أيام، بل إنه سيتنحى عن منصبه حال التوصل إلى خطة انتقالية.'

وقال عبده الجنادي المتحدث باسم الحكومة اليمنية إن 'صالح لن يتنحى ما لم يتم التوقيع على اتفاق نقل السلطة وفقا لمبادرة دول مجلس التعاون الخليجي.. إنه لن يترك السلطة اذا لم يتم توقيع هذا الاقتراح.'

وأضاف الجنادي أن صالح 'غير متعطش للسلطة، ويمكن أن يتنحى في أي وقت.'

وفي المقابل، قال معارضون يمنيون إن تصريحات صالح ليست جديدة، لافتين إلى أن الرئيس تحدث سابقا حول الموافقة على المبادرة الخليجية لكنه رفض التوقيع عليها، رغم أن أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني زار اليمن ست مرات منذ تقديم المبادرة.

وقال أحمد البحري، رئيس الدائرة السياسية في حزب 'الحق' المعارض إن 'هذا تكتيك جديد لتهدئة المجتمع الدولي.. صالح يعلم أن مجلس الأمن الدولي سيجتمع غدا، وإذا كان جادا فإنه سيتنحى عن منصبه فورا.'

(سي ان ان)