19-10-2011 07:50 AM
كل الاردن -
بدأ رئيس الوزراء المكلف د. عون الخصاونه مشاوراته مع الكتل البرلمانية والمستقلين في الساعة العاشرة من صباح اليوم الاربعاء وتستمر حتى الساعة الثامنة من مساء اليوم قبل الاعلان عن تشكيل حكومته المتوقع يوم الاحد المقبل على ابعد تقدير.
وكان الرئيس المكلف قد زار صباح امس مجلس النواب والتقى مطولا برئيس مجلس النواب بالانابة المهندس عاطف الطراونه بحضور عدد من النواب بعد ان كان التقى قبل ذلك برئيس مجلس الاعيان طاهر المصري.
واكد رئيس الوزراء المكلف ان زيارته لمجلس الامة تاتي في اطار المشاورات التي بدأ يجريها صباح امس تمهيدا لتشكيل حكومته التي اكد انه ستبني علاقات تشاركية مع السلطة التشريعية, وان اجتماعات اخرى مع الكتل البرلمانية سيعقدها لاحقا, وقبل الاعلان عن تشكيل حكومته.
وفي الوقت الذي تعتبر فيه هذه الزيارات بروتوكولية الى ابعد حد ولا تخرج عن اطار العلافات العامة التي بات كل رئيس وزراء مكلف يقوم بها لمجلس الامة اسوة باول من قام بمثل هذه الزيارات وهو طاهر المصري ابان تشكيل حكومته, لتصبح تلك الزيارة التي قام بها المصري ابان تكليفه بتشكيل حكومته عام 1991 تقليدا بروتوكوليا اكثر منه عملا مؤثرا في تشكيل الحكومات.
واكد رئيس الوزراء المكلف د. الخصاونه في تصريحات صحفية عقب زيارته لمجلس النواب صباح امس على انفتاحه وانفتاح حكومته المقبلة على جميع مكونات المجتمع المدني والاحزاب, مستدركا بالقول انه لم يفتح اية خطوط اتصال او تحاور مع الحركة الاسلامية حتى صباح امس, مشددا في الوقت نفسه على تمسكه بالحوار مع جميع الوان الطيف السياسي الأردني .
ولم يحدد د. الخصاونه موعدا نهائيا لتادية حكومته القسم الدستوري بين يدي جلالة الملك الا انه اشار الى ان ذلك سيكون خلال ايام, فيما توقعت مصادر نيابية ان يكون الاعلان النهائي عن تشكيل الحكومة يوم الاحد المقبل.
واعتبر رئيس مجلس النواب بالانابة عاطف الطراونه زيارة الرئيس المكلف لمجلس النواب "للتشاور, وان اجتماعه بالرئيس المكلف تناول وجهة نظر مجلس النواب في العلاقة مع الحكومة التي وصفها بانها كانت مسدودة والتواصل معها كان في الحدود الدنيا ".
وشدد رئيس المجلس بالانابة على موقف مجلس النواب المبدئي القائم على ضرورة التواصل المستمر بين السلطتين التشريعية والتنفيذية خدمة لقضايا الوطن.
وقال الطراونه في تصريحات صحفية ان الحديث مع رئيس الوزراء المكلف تناول امكانية ارجاء الانتخابات البلدية لتجاوز عدد من المخالفات, خصوصا المتعلقة بضرورة اعلان حدود البلديات المنوي اجراء الانتخابات البلدية فيها, كما تم التاكيد على وجود العديد من القوانين ذات العلاقة المباشرة بعملية الاصلاح الشامل وخاصة الاصلاح السياسي الذي يجب ان يعطى الاولوية وان على الحكومة الجديدة العمل على اعادة التوازن في العلاقة بين السلطات الثلاث وخاصة التشريعية.
واشار رئيس مجلس النواب بالانابه الى ان رئيس الوزراء ابدى تجاوبا واعدا بان يكون هناك تنسيق متواصل مع مجلس النواب .
وختم الطراونة تصريحاته بالقول ان الرئيس المكلف اكد لهم انه سيتقيد في كتاب التكليف السامي بحيث يكون منفتحا على كافة مكونات المجتمع الاردني وانه سيتعامل مع مجلس النواب كشريك اساسي في عملية الاصلاح الشامل.
وبقي مجلس النواب طيلة يوم امس في حالة انتظار ما سيقدم عليه الرئيس الملكف من خطوات تتعلق بتشكيل حكومته وفيما اذا كان سيعيد الكرة للاجتماع بالكتل النيابية ام انه سيكتفي بلقائه البروتوكولي مع رئيس مجلس النواب وبعض النواب الذين حضروا الاجتماع.
وبالرغم من وجود ما يشبه الارتياح النيابي لرحيل حكومة د. البخيت التي طالب 69 نائبا باعفائها من مهماتها قبل نحو 48 ساعة على رحيلها, فان حالة الترقب والانتظار هي الاكثر حضورا في جنبات المجلس طيلة يوم امس وربما ستكون هي الضاغطة على المجلس طيلة الايام المقبله بانتظار الاعلان النهائي عن الفريق الوزاري الذي سيرافق الرئيس الملكف د. الخصاونه في رحلته المحفوفة بالمخاطر والتحديات والمطبات والورثة الثقيلة لملفات ضاغطة ربما كان اكثرها سرعة ملف قرار التعيينات السريعة التي وقعها د. البخيت قبيل مغادرته مكتبه في ادوار الرابع وما اثاره طيلة يوم امس من جدل نيابي بعد ان راى النواب فيه تجاوزا على صلاحيات رئيس الوزراء عندما وقع د. البخيت قرار التعيينات في الوقت الذي كان فيه مستقيلا من منصبه.
وبالرغم من ان قطاعا عريضا من النواب لم يكن معنيا تماما بهذه القضية فان تاكيد او نفي قانونية وشرعية تلك التعيينات تحتاج لمن ينفيها او يؤكدها ولذلك ستبقى في اطار الاشاعات التي ستطارد الرئيس المستقيل, وان كان البعض قد نقل امس عن الرئيس المكلف قوله انه سيلغي تلك القرارات.
اللافت للانتباه ان اكثر ما استحوذ على افكار النواب الذين تواجدوا امس وبكثرة في ردهات المجلس هو مكانة النواب في حكومة الرئيس الجديد, وعما اذا كانت الحكومة المقبله ستضم نوابا ام لا, وهو ما دفع بعدد من النواب لمناقشة مشروع كتابة مذكرة نيابية وجمع تواقيع النواب عليها للمطالبه بضم نواب الى حكومة د. الخصاونه, الا ان هذا المشروع لا يزال قيد الدرس, وربما انه لن يتم اصلا.
في التفاصيل النهائية فان رئيس الوزراء المكلف وبحسب مصادر موثوقة لم يجر اي اتصال طيلة امس الاول مع اي نائب بما في ذلك رئيس مجلس النواب فيصل الفايز المتواجد حاليا للمشاركة في مؤتمر برلماني دولي يعقد في جنيف, ولا مع نائبه الاول عاطف الطراونه, باستثناء اتصالات اجراها مع رئيس مجلس الاعيان طاهر المصري, الا ان الرئيس المكلف فاجأ رئيس مجلس النواب بالانابة باتصال صباحي مبكر يعلمه فيه بانه سيزور المجلس صباحا.
وستبقى الايام القليلة المقبلة حبلى بالتوقعات, وسيكون هناك مساحة كافية من الوقت لرسم وبناء السيناريوهات حول شكل الحكومة ثم لاحقا حول علاقاتها المتوقعة مع مجلس النواب حيث يلزم الدستور الجديد الحكومة بالتقدم لمجلس النواب بطلب الثقة خلال ثلاثين يوما فقط من تكليفها, الى جانب السيناريوهات المتوقعة لمدى نجاح واخفاق الحكومة في معالجة الملفات الساخنة وفي مقدمتها ملف البلديات حيث يؤكد عشرات النواب ان اول قرار ستتخذه الحكومة هو تاجيل الانتخابات البلدية ربما لمدة لا تقل عن ستة اشهر.
كما ان الحديث عن الفرص المتاحة امام الرئيس المكلف بتعزيز فريقه الوزاري بوجه من الحركة الاسلامية كان العنوان الابرز في مناقشات النواب طيلة يوم امس وان ارتياح الحركة الاسلامية من الرئيس المكلف لا يعني بالضرورة مشاركة الحركة الاسلامية في حكومته, وان كانت بعض التوقعات تذهب لترجيح ان تضم الحكومة وجوها ربما تكون اقرب الى الحركة الاسلامية, وان حزبيين من المرجح ان يتم ضمهم الى الفريق الوزاري
( العرب اليوم )