19-10-2011 09:40 PM
كل الاردن -
أحمد ابوخليل
يا له من استهتار شامل ودعت الحكومة السابقة عهدها به! بل إنه أمر يكاد يشبه المؤامرة الثقافية الكبرى مررتها أيدي مسؤولين من درجة أولى.
ففي قرار واحد وعلى ورقة واحدة وبعدة أسطر قررت حكومة البخيت قبيل رحيلها تغيير صفة أهم المواقع الأثرية الأردنية إلى 'سياحية' بما يعني بالمحصلة خصخصة الآثار التاريخية, وشمل ذلك جرش كاملة وأم الجمال وقصور الصحراء وطبقة فحل والمدرج الروماني وسبيل الحوريات وعراق الأمير وقلعة عجلون, يا له من تطاول يخلو من أي حس وطني يمارس لا على الحاضر فقط بل على الماضي والمستقبل.
قبل سنوات فشل وزير الثقافة الأسبق عادل الطويسي في استعادة الآثار الأردنية من وزارة السياحة والآثار إلى وزارة الثقافة كما هو حاصل في الدول التي تحترم نفسها, لقد اعتبر مطلب الدكتور حينها ثورياً زيادة عن الممكن, لكن قرار الحكومة الأخير يعني سطو السياحة على الآثار داخل الوزارة ذاتها, وقد عبر عن ذلك مدير دائرة الآثار السابق أمس عندما أفصح عن أن الخلاف على الأمر أدى إلى عدم التجديد له.
كل ما في الأمر أيها السادة, واستناداً إلى مطلعين على الأمر, أن تلك هي خطة وكالة التنمية والمعونة الأمريكية التي أشرفت على الإستراتيجية 'الوطنية' للسياحة ونظمت إشهارها بل ووجهت الدعوات لحضور حفل الإعلان عنها بدلاً من الوزارة.
من المحزن أن شخصية مثل الدكتور معروف البخيت وقع على مثل هذا القرار, وهو الذي سيعود إلى المجتمع ليطرح الأفكار الكبرى عن الوطن ومستقبله, ترى هل سيقول مرة أخرى: 'لم أكن أعلم'?.
ahmadabukhalil@hotmail.com