أضف إلى المفضلة
السبت , 04 كانون الثاني/يناير 2025
السبت , 04 كانون الثاني/يناير 2025


الاحتواء والابتزاز
29-10-2011 07:15 AM
كل الاردن -

alt
عمر كلاب

 
خلال ورشة تدريبية عرض احد المدربين شعارات لطيفة كان اجملها يقول « اذا جلست مغمض العينين فأنت نائم , اما اذا اغمض مديرك عينيه فهو في حالة تفكير عميق من اجل مصلحة العمل « وهذه المقولة تصلح شعارا للعلاقة بين الصحافة والحكومة مع قلبها لتصبح على الشكل التالي « اذا هاجمت الحكومة او بعض بواطن الخلل فأنت مبتز اما اذا داهنت ومدحت فأنت تبحث عن الاحتواء « وكلا المفردتين توصلان الى نفس الغاية وهي القبض عينا او نقدا .

في الاولى تصبح هدية كريمة من جهة رسمية او خاصة وفي الثانية تصبح رشوة وابتزازا , فيكون المبلغ الاول حلالا والثاني حراما رغم ان الخبر او الموقف واحد , هذه المعادلة باتت تحكم مسار العلاقة بين الصحافة من جهة والحكومة وتحالفها من المتضررين من حرية الصحافة وخاصة اصحاب البطحات على الرؤوس او حاملي العظم في بطونهم من جهة ثانية .

منذ نشاط الصحافة الاسبوعية وحضورها على الساحة الاعلامية والعلاقة تزداد تشوها بين الصحافة والحكومة , فنجحت الحكومة في وسم الصحافة الاسبوعية بالابتزاز وانعدام المهنية وانحسار الصدقية والاعتداء على القيم والاخلاق الاجتماعية واصدرت لها شهادة الوفاة مبكرا وخلال عقد واحد من ظهورها الكثيف بعد ان منحت الصحافة الاسبوعية او غالبيتها الحكومة وحلفاء التضييق كل الاسلحة اللازمة برغبة او بتواطؤ .

الصحافة الاسبوعية اعادت انتاج ذاتها ووجدت ضالتها في الفضاء الالكتروني فخرجت الصحف الاسبوعية من جديد كمواقع اخبارية الكترونية ولكنها هذه المرة تعلمت من درسها جيدا وأقصد المواقع المحترفة والتي باتت اكثر تأثيرا من الصحافة الاسبوعية ابان بريقها كما التقطت الصحافة اليومية الحالة وطوّرت مواقعها الالكترونية لتصبح مرنة ومتابعة وتفاعلية لا نسخة الكترونية كما بدأت دون ان تمس بحجم القراء الالكترونيين الذين يزدادون يوميا بحكم سهولة الوصول للمعلومة ودون كلفة .

تجربة الاعلام الالكتروني تعاني ايضا مما علق بها من ظهور لمواقع غير محترفة واقرب الى المدونات منها الى المواقع وعانت ايضا من التعليقات غير المهنية وغير المحررة مهنيا والاخطر ان بعض امراض انعدام المهنية وانخفاض الصدقية والابتزاز بدأ يطغى على اغلبها في استنساخ مقيت لتجربة الصحافة الاسبوعية التي وصل تعدادها الى قرابة الخمسين صحيفة ويقال ان عدد المواقع الاخبارية تجاوز المئتين , وإن كان عدد المواقع المحترفة والمؤسسية لا يتعدى اصابع اليدين او اكثر قليلا , ولكنها اي الصحافة الالكترونية جادة في تصويب مسيرتها والمحافظة على ألق حضورها بدليل انها انتزعت لجنة من نقابة الصحفيين واعترافا رسميا بأثرها وتأثيرها وهي جادة في قراءة ما ورد بخصوصها في كتاب التكليف السامي لحكومة الخصاونة .

بالمقابل بقيت الحكومة واعلامها الرسمي حالة من ردة الفعل وليس الفعل نفسه وإذا ما استمرت الحالة الحكومية بمعاندة العصر والفضاء المفتوح فستجد نفسها امام حالة بيات اعلامي شتوي وصيفي وفي كل الفصول وستصدق مقولة وزير الدولة للاعلام والاتصال بشأن وسائل الاعلام الرسمية بأنها متحجرة وهذا الوصف مقبول للان من الوزير راكان المجالي بحكم قصر الوقت في المنصب لكنه سيكون مأخذا عليه وعلى الحكومة ان استمر التحجر اياه , فالحكومة صاحبة الولاية العامة وهو الناطق باسمها ولا يوجد مبرر للفشل .

الاعلام الرسمي مليء بالكفاءات ولكنه فقير في الارادات والادارات فهل يفعلها راكان المجالي ويطلق للمهنيين الكثر في الاعلام الرسمي عنان المبادرة ؟ نتمنى ذلك للخلاص من ثنائية الابتزاز والاحتواء لان اطلاق العنان للاعلام الرسمي سيدفعه الى خلق الاثر والتأثير فتنتهي حاجة الحكومات الى الاحتواء او قبول الابتزاز.

omarkallab@yahoo.com

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012