أضف إلى المفضلة
السبت , 04 كانون الثاني/يناير 2025
السبت , 04 كانون الثاني/يناير 2025


من (الدعوة) الى (الرياضة).. المهمة صعبة، ولكن!
30-10-2011 07:41 AM
كل الاردن -


alt

حسين الرواشدة

 
هل ثمة ما يمنع شابا متدينا من ان يصبح وزيرا "للشباب والرياضةاعتقد ان فكرة السؤال خطرت ببال الدكتور محمد القضاة وانه اجاب عليها بالنفي، فلا شيء يمنع بالطبع ان يكون الداعية سياسيا ولا رياضيا ولا ان يشتغل في اي حقل عام ما دام ان ذلك لا يتعارض مع القيم والمبادئ والقناعات التي يحملها ويدافع عنها.

بالنسبة لي، لا يوجد لدي ما ادافع به عن خيار الدكتور القضاة، لكنني ضد ان يحكم على الرجل من خلال خياره قبل ان يخضع للتجربة، صحيح ان ثمة الغاما كثيرة سيواجهها في عمله، وصحيح ان المناخات العامة لن تسمح له بتنفيذ ما يتبناه من افكار وقيم، لكن الصحيح ايضا اننا امام تجربة يمكن ان تناقش في حدود عامة بعيدة عن الشخصنة، وبعيدا عن الانجرار خلف "الشكلانية" المطلوب تقديمها من الاسلاميين تحديدا اذا ما تبوأوا موقعا ما في السلطة، على حساب القضايا والمقاصد الكبرى التي يفترض ان نسأل عنها الاسلاميين وان ينشغلوا بها ايضا، ابتداء من الحريات العامة.. الى الاصلاح.. الى القيم التي تحكم علاقة الناس مع بعضهم ومع غيرهم ايضا.

لا اشك بان حزب "الرياضة" في بلادنا هو اكبر حزب يحظى بالاهتمام، وان اضافة الشباب اليه تغري اي باحث عن التغيير الى تجريب حظه في هذا الحقل المهم، وربما اغرت الفكرة الوزير الشاب الذي عرفناه داعية واستاذا للشريعة للدخول الى "الدعوة" من بوابة السياسة، لكن يبقى نصيبه من النجاح محل سؤال كبير، ولان "موقف" الدين من الرياضة واللعب لا علاقة به بالاجابة، فان المسألة تبقى مرتبطة بما يستطيع هو شخصيا ان ينجزه، وبالتالي فان النتيجة مهما كانت، ستحسب عليه، ولا يجوز ان يتحملها المشروع الذي خرج منه ولا القيم والمبادئ التي كان يدعو اليها قبل ان يخوض هذه التجربة.

المسافة بين الداعية والسياسي، حتى لو كان في موقع وزير للشباب والرياضة تبدو بعيدة، لاعتبارات مفهومة في عالمنا العربي والاسلامي، ومهمة الوزير صعبة كما اتصور لانه انتقل من منبر الدعوة وخياراتها المفتوحة على مخاطبة الجمهور بالايمان والفضيلة الى حقل الرياضة واضطراراتها التي تخضع لقواعد الواقع الذي وجده امامه، ولا يمكن ان يتغير بين ليلة وضحاها.

لكن من المفيد ان نتذكر هنا بان اختزال الدين في الانماط الشكلية لا يختلف كثيرا عن اختزال الرياضة، في مسائل تفصيلية، على الرغم من ان اسئلة مثل الحشمة والاختلاط وغيرهما ستكون مطروحة بقوة سواء لاحراج الرجل واشغاله او لارباكه وربما تجريحه ايضا.

اعتقد ان السؤال الاهم الذي يمكن ان نطرحه على الرجل هو سؤال الاولويات التي تعتني بالجوهر وتتوجه الى مناقشة اصل الموضوع، خاصة اذا ما تذكرنا بان المسألة لها علاقة بالدين، وبموقفه من المجتمع والناس والواقع الذي يعيشون فيه، فهل من اولويات الاسلاميين مثلا ان يكرهوا الناس على ارتداء الحجاب او ان يمنعوا الرقص او ان يغلقوا برك السباحة، ام ان قضايا مثل العدالة والحريات العامة والحكم الرشيد ومقاومة الفساد والاستبداد هي التي يفترض ان يسألوا عنها كأولويات.

اعتقد ان الاجابة مفهومة، ومع انني لست مع اندفاع البعض الى الحكم على تجربة الوزير مسبقا، مع اعطائه فرصة لتقديم ما يستطيعه، الا انني لا استطيع ان افهم بعد كيف يجازف البعض في تجريح الاخرين وقبل ذلك تحميل الدين مسؤولية خطأ بعض المنتسبين اليه.

باختصار، قد تبدو المسافة بين برنامج باب الريان وبين باب الجم (صالة الرياضة) بعيدة ومحفوفة بالاسئلة والمخاطر، لكن من واجبنا ان لا نستعجل في اطلاق صفارة النهاية، فامامنا فرصة تحتمل ان ننتظر النتيجة.. ثم نحكم عليها ونحاسب او نعاتب بعيدا عن الاحكام المسبقة والاشارة والتجريح.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
30-10-2011 09:23 AM

بس الدكتور القضاة عرفناه عن طريق البرامج الدينية والافتاء عن طريق القنوات الدينية العربية والاولى ان يضع خبرته الدينية في وزارة الاوقاق وليس ان يخشى من ان يلصق به وزير اوقاق اليس الوزير كان يفتخر بهذه الدورس الدينية وانه تربى على يد الداعية نوح القضاة فالسيد نوح كان يعيطه معلومات دينية وليست رياضية يوجد فرق لان الشخص المناسب في المكان المناسب فكان يجب على الدكتور ان لا يرفض وزارة الاوقاق وكانها وزارة عار وليست وزارة دين وبما انو لم يكن اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب فيجب ان يعينوه وزير سياحة بالكي اهتدن السائحات على يديه واخذ الاجر والثواب لانو عبر البرامج كان يركز على الاجر والثواب ولم يركز على الرياضة وبالنسبة للاختلاط فكان الوزير بدروسه الدينية يؤكد على الشباب عدم الذهاب لهذه الاماكن الا للضرورة وليس للتعين بين الشابات لاعبات الرياضة وخصوصا السباحة ام ان الوزير سيعمل على اصدار مايو شرعي يلبي الضروريات

2) تعليق بواسطة :
30-10-2011 01:19 PM

" أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ"

انظر إلى الخطاب في القرآن " وتكفرون ببعض" ولم يقل وتغضون الطرف عن بعض, أو تهملون بعض, أو تتساهلون ببعض, أو تؤجلون بعض, انه خيار بين الإيمان والكفر ولا مجال للتسوية في كلام الله و تطبيق شريعته.

3) تعليق بواسطة :
30-10-2011 01:20 PM

هذا دين الله ولم يخول الله احد ان يتهاون في دينه

{مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}

4) تعليق بواسطة :
30-10-2011 01:21 PM

نحن في الإسلام لا يوجد لدينا رجال دين يتوسطون بيننا وبين الله سبحانه وتعالى, ولكن يوجد لدينا علماء.
من سر عظمة الإسلام انه لا يوجد فيه من هو مخوّل على إعطاء صكوك الغفران.

5) تعليق بواسطة :
30-10-2011 01:24 PM

هل تعتقد يا استاذ رواشدة أن من سلب حق غيره هو صاحب رسالة سمحة؟

بالرغم من أن الشيخ نوح القضاة عالم جليل إلا أننا نتكلم عن الابن " ولا تزر وازرة وزر أخرى"

أتى الابن محمد بطريقه الواسطة والمحسوبية ففضيلته حصل على منحه إتمام دراسة الماجستير والدكتوراه هو وابن فضيلة إبراهيم زيد الكيلاني دون الخضوع للامتحان التنافسي وعلى حساب جامعه مؤتة في حين أن من اجتاز الامتحان التنافسي في ذلك الوقت هما محمد الحايك من النعيمه / اربد وسائد الضمور من الكرك.
ولم يلتزم القضاة والكيلاني للجامعة التي ابتعثهم بساعة تدريس واحدة.

6) تعليق بواسطة :
30-10-2011 08:06 PM

مبروووووووووووووك جالك ولد ما في شيء بتخبى

7) تعليق بواسطة :
30-10-2011 09:41 PM

ارحم يا طراونه

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012