أضف إلى المفضلة
السبت , 04 كانون الثاني/يناير 2025
السبت , 04 كانون الثاني/يناير 2025


نبل الاستجابة وعشم الطلب الغزّي
05-11-2011 10:51 AM
كل الاردن -

 

alt
 عمر كلاب

 
ليست الأولى لكنها الأولى "بتسكين الواو وفتح اللام" , وبين الولاية والتراتبية مسافة شاسعة وصعبة, قطعها بيسر ملك يحمل إرث الخير وطهر النسل ومشروعية الريادة وشرعية الرفادة.

فغزة المدينة الصابرة على حواف المتوسط وقطاعها المنسي من الخدمات والآمال والأحلام طوال ربع قرن ونيف, مسحت جراحها للمرة الأولى, مباضع الجيش العربي الأردني بميدانييه من المستشفيات والطواقم التي عبّدت دروب علاقة ظلت مجهولة للغزيين عن اشقاء الروح ومشاطري القلب والنهر, وكان الفضل بعد الله لعبد الله.

منذ ضياع التاريخ على عتبات الساسة وتجار النخاسة صارت الصرخة تعود بالصدى, ومنذ استلام التجار والفجّار مقاليد العباد استحكمت القطرية وضاقت الآفاق القومية, ومنذ استحكم بعروش البلدان انقلابيون بنوا شرعيات على بقايا جثث وهياكل عظمية ذاب لحمها في اسيد الثوريات المزعومة, نسي الناس هيبات الملوك التي حركت جيوش لنصرة صرخة امرأة في اقاصي البلاد , حتى صار الناس يرددون " لا تصرخي ليلى فلن تشحذي الهمم , فالكل مهزوم ولن تجدي فينا اليوم "معتصم" , فصرخة ليلى العامرية التقطها المعتصم فدخل التاريخ , وصرخة ليلى الغزّية تاهت في صحراء التيه من سيناء ولم تصل الى عروش الجيوش فخرجوا من التاريخ الى قعر الجغرافيا , في حين كانت صرخة ليلى الضفّاوية تجد مكانها في ذهن وقلب الحسين -رحمه الله- فكان المرهم الأردني اول تخفيف الألم عن الجرح وسكن الحسين قلب التاريخ.

بعيدا، هناك ظلت غزة على موعد مع الفقر والقهر, حتى صارت أداة تهديد صهيوني للعرب و وعيد بتركها لهم, بعد سقوط الأحلام ان يبتلعها البحر كما قال بيرس ذات حلم برتوكولي صهيوني جديد , وصارت مكانا لتجارب الأسلحة الصغيرة والجديدة كلما انتجت عبقرية الشر اسلحة خفيفة او قنابل ذكية تمارس غيّها في لحم الغزيين الغض.

كانت الصرخة يتيمة هذه المرة وكان صوتها مقهورا , بحصار وشجار, وغياب سلطة وفرقة , وتكالب البعيد وظلم القريب, كانت مبحوحة الصوت طرية الحروف ملتهبة الزفرات, لكنها وصلت الى ملك مرهف السمع, رقيق القلب, لا يظلم عنده أحدا , ورث العرش كابرا عن كابر , لم يعرف عروش الجيوش وسطوتها , لذا كان جيشه على هيئته نبيلا من غير ضعف قويا من غير عنف , يقاتل من اجل بلد وينثر الدم رخيصا على الثرى الوطني والقومي لكنه الأحرص على دم الناس وصونه ومعالجة أوجاعه.

كانت الاذن الملكية تسمع بعين التاريخ وترى بقلب الإرث الطاهر, فالعباسية اول تجلّ للحكم الهاشمي, وصرخة غزة تصل الى مبتغاها وملاذها , فتأتي الاستجابة على هيئة ملبّيها وطهر منبته وتربيته, كفالة ايتام في ايام الجبر العشر, التي وصفها جده -عليه السلام- بأنها احب الأيام الى الله , ومن يلتزم بأمر الله مثل حفيد نبيّه عبد الله .

سيدي لا أداري منبت دمي وانا اكتب, لكن اوافق بوصلة قلبي, بأن هذا الوطن سيبقى عفيفا طاهرا تحت رايتكم , يقدم القدر - بكسر القاف - والقدر - بتسكين الدال - الى كل اشقائه, يكرم من حاجة وهذه أعلى مراتب الكرم التي لن يصلها الا الأردنيون بقيادة آل هاشم الأطهار وعميدهم عبد الله حماه الله وأبقاه.

سيدي لك الشكر أجز له ولك الوفاء أعظمه وحسبك انك وصلت يتامى اباء وساسة .

omarkallab@yahoo.com

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012